تساءل موقع «مجلس العلاقات الخارجية» عن المكاسب، التي يمكن أن تتحقق لحلف شمال الأطلنطي (ناتو) في حال انضمام السويد وفنلندا للحلف.
وبحسب مقال لـ «جوناثان ماسترز»، دفع هجوم روسيا على أوكرانيا، فنلندا والسويد إلى التقدم بطلب للحصول على عضوية الناتو، مما يضعهما على مسار سريع للانضمام إلى الحلف.
وتابع: سيؤدي انضمامهما إلى توسيع حدود الناتو مع روسيا بشكل كبير، بما يرسخ التنافس الجيوسياسي.
ومضى يقول: تقدمت الحكومتان الفنلندية والسويدية بطلب رسمي للحصول على العضوية في 18 مايو، حيث بدأت عملية دبلوماسية مكثفة قد تشهد انضمام البلدين إلى الناتو في غضون أشهر.
وأشار إلى أن عضوية البلدين في الحلف لا تحتاج إلى تفكير من جميع النواحي، معتبرا إياه عرضا يربح فيه منطقة بحر البلطيق والتحالف والأمن الأوروبي، بحسب تعبير ألكسندر ستوب رئيس وزراء فنلندا السابق.
وتابع: يجب على الدولتين الاسكندنافيتين، مثل جميع المتقدمين، تلبية المتطلبات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وإثبات أنهما ستتمسكان بجميع السياسات والمبادئ المنصوص عليها في معاهدة واشنطن لعام 1949 (ميثاق الحلف).
ومضى يقول: لمنح العضوية، يجب على حكومات جميع أعضاء الناتو الـ 30 الحاليين التوقيع والتصديق على ما يسمى بروتوكولات الانضمام لفنلندا والسويد. في الولايات المتحدة، يتطلب ذلك توقيع الرئيس وموافقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي. ومن المتوقع أن يتحرك كل من الرئيس جو بايدن والكونغرس بسرعة لدعم العملية.
ونبه إلى أن اعتراضات تركيا على انضمام البلدين بسبب دعمهما لجماعة كردية مسلحة في سوريا (وحدات الشعب الكردي) هي العقبة الأكثر أهمية.
وأردف: مع ذلك، في 28 يونيو، وافقت تركيا على رفع اعتراضاتها على عضويتها بعد أن تعهدت هلسنكي وستوكهولم بتشديد نهجهما تجاه مثل هذه الجماعات ورفع القيود المفروضة على مبيعات الأسلحة إلى أنقرة.
ومضى يقول: عملت فنلندا والسويد مع التحالف منذ ما يقرب من 30 عاما، ويُنظر إليهما على نطاق واسع على أنهما شريكان أمنيان قادران. انضم البلدان إلى شراكة حلف الناتو من أجل السلام في عام 1994 وساهم كلاهما بأفراد في العمليات، التي يقودها الناتو في أفغانستان والبلقان والعراق. في عام 2014، أصبح البلدان شريكين من بين 6 شركاء فرصة مُحسَّنة فقط وعملا منذ ذلك الحين على زيادة قدرة جيوشهما على العمل مع قوات الناتو. استضافت السويد مؤخرًا أكثر من 12 من حلفاء الناتو وفنلندا في BALTOPS 22، وهي مناورة بحرية كبيرة في بحر البلطيق.
واستطرد: من المتوقع أن تعزز العضوية الفنلندية والسويدية الجناح الشرقي للتحالف ودفاعاته الجماعية في شمال أوروبا. ربما يكون التأثير الأكثر أهمية هو توسيع حدود الناتو مع روسيا. سيؤدي انضمام فنلندا إلى زيادة تلك الحدود إلى الضعف، حيث تبلغ حدودها مع روسيا 800 ميل. مضيفا ما يقرب من 800 ميل من الحدود. وستعمل فنلندا والسويد معًا على توسيع وجود الحلف بشكل كبير في بحر البلطيق والدائرة القطبية الشمالية.
وتابع: من المتوقع أن يعزز التوسيع المقترح الأمن لدول البلطيق، التي كانت أعضاء في الناتو منذ عام 2004، والتي كان مخططوها الدفاعيون قلقين منذ فترة طويلة من أن تستولي روسيا على الجزر الفنلندية والسويدية في بحر البلطيق، خاصة جوتلاند، واستخدامها كقواعد لإطلاق هجمات على أراضيهم.
وأضاف: قال بعض المحللين العسكريين الغربيين إن الناتو سيحتاج بشكل شبه مؤكد إلى حقوق إنشاء القواعد في فنلندا والسويد للدفاع عن دول البلطيق. يدعم زعماء دول البلطيق بشدة انضمام دول الشمال ويواصلون الضغط على أعضاء الحلف الآخرين لتعزيز الانتشار العسكري لحلف شمال الأطلنطي في بلدانهم.
وأردف: من المتوقع أيضًا أن يؤدي إدخال فنلندا والسويد إلى الحظيرة إلى تعزيز قدرة الردع لدى الناتو في القطب الشمالي، وهي المنطقة التي استثمرت فيها روسيا بكثافة في البنية التحتية التجارية والعسكرية. سيؤدي انضمام البلدين إلى انضمام جميع دول القطب الشمالي، باستثناء روسيا، إلى الناتو، مما يسمح للحلف باتباع إستراتيجية أكثر تماسكا في المنطقة.
