فاتحة المودن
من المتوقع أن يستأنف قريبا مشروع الربط القاري بين إفريقيا وأوروبا من خلال المغرب وإسبانيا، بعد أن عادت العلاقات من جديد بين الرباط ومدريد، وذلك عبر لقاءات ثنائية بين خبراء مغاربة ونظرائهم الإسبان حسب ما أفادت مؤسسة “سيسيغسا” الاسبانية المتخصصة في دراسة الاتصالات الثابتة عبر مضيق جبل طارق.
وتعتبر عودة العلاقات الثنائية بين البلدين عاملا مهما لفتح المجال بين ممثلين مختصين عن البلدين لإعادة اللقاءات الخاصة بدراسة مشروع الربط القاري بهدف إخراجه في الصيغة المناسبة للوجود.
وحسب نفس المؤسسة، فمن المتوقع أن تنطلق الأشغال الفعلية لهذا المشروع القاري الهام في سنة 2030، في حالة إذا تم الانتهاء من كافة الدراسات وتم الاتفاق على المشروع من كل من مدريد والرباط، مشيرة إلى أن هذا المشروع قد يكون متعدد الاستخدامات.
وأشارت في هذا الصدد تقارير صحفية إسبانية إلى أن مشروع الربط القاري بين المغرب وإسبانيا، عبر نفق تحت البحر، عاد إلى الواجهة بأهمية أكبر، بعد توقيع المغرب ونيجيريا اتفاقية انجاز مشروع أنبوب الغاز ودخول هذه الاتفاقية لمراحل متقدمة من التمويل وبداية التنفيذ.
ويحظى المشروع بقيمة كبية خاصة في ظل الأزمات التي تشهدها القارة الأوروبية بخصوص إمدادات الغاز القادمة من روسيا، وسينطلق أنبوب الغاز من نيجيريا مرورا ببلدان غرب افريقيا وصولا الى المغرب ثم أوروبا.
ويمكن لمشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري، أن يشكل دعما كبيرا لمشروع الربط القاري بين إفريقيا وأوروبا عبر المغرب وإسبانيا من خلال مضيق جبل طارق.
وفي تصريح سابق لعمدة سان روكي، فإن هذا المشروع، يوجد له أمثلة في عدد من البلدان العالمية، كبين فرنسا وإنجلترا، ومشاريع أخرى في اليابان، معربا عن آماله بأن يراه يتحقق في يوم من الأيام بين المغرب وإسبانيا، بالنظر إلى إمكانية إنجازه، رغم كل الصعوبات.
وكانت قد طرحت فكرة الربط القاري للمرة الأولى خلال أول زيارة قام بها الملك الإسباني الأسبق خوان كارلوس إلى المغرب عام 1979، وقد تم توقيع اتفاقيتين لإنجاز دراسة مشتركة للمشروع. كما جرى تشكيل لجان مشتركة وشركتين، مغربية وإسبانية، خاصتين بإنجاز دراسات المشروع.
