والتوترات والتي تعمقت بعد رفض الاتحاد المشاركة في حوار اللجنة الاستشارية من أجل إعداد دستور الجمهورية الجديدة، لقاء سعيد مع الطبوبي الرغم أنه تمّ في الجزائر وبصفة «خاطفة» جاء قبل أسبوعين من الاستفتاء الوطني حول مشروع الدستور الجديد وقد يفتح الباب نحو إمكانية عودة العلاقات رغم أن ذلك يبقى صعبا خاصة في الفترة الراهنة إلى جانب التباين الكبير في وجهات النظر والمواقف والتوجهات بين الطرفين، الزيارة التي قام بها سعيد والطبوبي إلى الجزائر تعتبر مهمة جدا لكلا الطرفين لما تحمله من أهداف مشتركة تتلخص في إعادة تقريب العلاقات الثنائية بين البلدين.
وفق ما جاء على صفحة الاتحاد العام التونسي للشغل فإن الأمين العام قد شارك صباح أمس الجزائر في احتفالات عيد الاستقلال وسط حضور عربي ودولي كبير وعلى هامش الاحتفالات كانت للطبوبي عدة لقاءات خاطفة مع عدة شخصيات ورؤساء دول من بينها رئيس الجمهورية قيس سعيد، وقد تمت دعوة الأمين العام إلى مأدبة غداء نظمها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على شرف ضيوف الجزائر. كما واكب رئيس الجمهورية قيس سعيد الاستعراض العسكري الذي انتظم بمناسبة الاحتفال بالذكرى 60 لاستقلال الجزائر. ودار هذا الموكب بحضور عبد المجيد تبون ورؤساء دول وحكومات ووزراء وكبار شخصيات من عدة بلدان شقيقة وصديقة، بحسب بلاغ الرئاسة.
وحدة المصير
أجرى رئيس الجمهورية على امتداد يومي الزيارة عدة لقاءات ومحادثات من أبرزها المحادثة التي جمعته مع رئيس الجزائر، والتي مثلت فرصة متجددة لاستعراض سير العلاقات النموذجية التي تجمع تونس بالجزائر، وللتأكيد على وحدة المصير وعلى العزم المشترك على مواصلة بذل الجهود الحثيثة وفق رؤى وتصورات جديدة من أجل مزيد الارتقاء بروابط الأخوة والتضامن والتكامل بين البلدين إلى أعلى المستويات لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين. كما تم، بالمناسبة، استعراض جملة من المواضيع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
تبون يدعو التونسيين إلى الإقبال على الدستور
زيارة الرئيس إلى الجزائر كانت ايجابية وحملت قرارات مهمة ومفصلية خاصة لتونس، حيث قرر الرئيس الجزائري في محادثة مشتركة مع سعيد فتح الحدود البرية مع تونس، قرار سيدخل حيز التنفيذ بداية من 15 جويلية الجاري ويخص حركة تنقلات السيارات والخواص.
وقد قال قيس سعيد خلال المحادثة المشتركة» نلتقي دائما لنصنع التاريخ معا ونحن أسرة واحدة في دولتين، شعب واحد ومصيرنا مشترك وتاريخنا مشترك وسنفتح آفاقا كبيرة في المستقبل لكلا الشعبين». أما الرئيس الجزائري فقد قال «أتمنى للشعب التونسي كل الخير وأتمنى أن يحظى الدستور المقبل بإقبال من الأشقاء التونسيين وقد اتخذنا قرارا مشتركا بفتح الحدود البرية يوم 15 جويلية الجاري، الحدود لم تغلق وكانت مفتوحة لنقل البضائع وبداية من 15 جويلية ستصبح مفتوحة لجميع المسافرين».
ويذكر أن الحدود البرية بين البلدين قد أغلقت منذ أكثر من عامين بسبب جائحة الكورونا ثمّ تقرر إعادة فتحها من قبل السلطات الجزائرية لكن لنقل البضائع فقط وبقيت مغلقة أمام المسافرين ليعلن يوم أمس الرئيس الجزائري عن إعادة فتحها يوم 15 جويلية للسيارات الخاصة والمسافرين.
