«اللعبة انتهت».. هل تطيح الاستقالات بحكومة جونسون؟


استقبل رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، 5 استقالات قاسمة خلال أسبوع واحد تهدد الثقة في حكومته التي نجت بالكاد من سحب الثقة منها وسط حصانة يمتلكها جونسون لمدة عام قد لا تسعفه أمام سيل الانتقادات ضده.

وأعلن 3 وزراء الاستقالة من حكومته هم وزراء الصحة والمالية والأسرة والطفولة، بعد 6 أيام من استقالة نائب زعيم الكتلة البرلمانية لحزب المحافظين لشؤون الانضباط، كريس بينشر، وذلك إثر تصريحات الوزراء حول عدم قدرتهم العمل لحساب الحكومة الغارقة في الفضيحة.

وحتى أمس الثلاثاء، قدم 18 نائبا بريطانيا محافظا استقالتهم من حكومة جونسون، فيما رد المتحدث باسم رئيس وزراء بريطانيا في بيان صباح اليوم، مؤكدا عدم الاعتزام لإجراء انتخابات مبكرة، كما أن جونسون واثق من تخطي التصويت على سحب الثقة.

ساجد جافيد وزير الصحة البريطاني المستقيل- رويترز

استقالات بالجُملة

ونشر المستشاران ريشي سوناك وزير المالية، وساجد جافيد وزير الصحة استقالتهما عبر منصة "تويتر" مساء أمس، وقال سوناك: "يتوقع الجمهور بحق أن تسير الحكومة بشكل صحيح وكفء وجاد، أدرك أن هذه قد تكون وظيفتي الوزارية الأخيرة، لكنني أعتقد أن هذه المعايير تستحق النضال من أجلها ولهذا السبب أستقيل، استعدادًا لخطابنا المشترك المقترح بشأن الاقتصاد الأسبوع المقبل، أصبح من الواضح لي أن مناهجنا مختلفة جدًا بشكل أساسي، أنا حزين لترك الحكومة لكنني توصلت على مضض إلى نتيجة مفادها أنه لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو".

أما جافيد فقال: "كان شرف عظيم لي أن أؤدي هذا الدور، لكنني آسف لأنني لم أعد أستطيع الاستمرار بضمير حي". وأضاف أن التصويت على الثقة برئيس الوزراء الشهر الماضي كان "لحظة للتوجه الجديد، يؤسفني أن أقول، مع ذلك، إنه من الواضح لي أن هذا الوضع لن يتغير تحت قيادتك وبالتالي فقد فقدت ثقتي أيضا"، واستقال بيم أفولامي من منصب نائب رئيس حزب المحافظين على الهواء مباشرة على شاشة التلفزيون، وأندرو موريسون من منصبه كمبعوث تجاري".

اعتراف بالخطأ

أما النائب المستقيل "كريس بينشر" فقد قضى سهرة مع أصدقائه وانتشرت مزاعم تحسسه ضيفين مما دعاه لكتابة رسالة لجونسون قال فيها: "لقد شربت كثيرًا الليلة الماضية وأحرجت نفسي والآخرين"، وأقر جونسون قبل دقائق من استقالة سوناك وجافيد بأنه "كان من الخطأ" تعيين بينشر في حكومته.

وذكر ويل كوينس وزير الأسرة والطفولة في المملكة المتحدة، اليوم الأربعاء، عبر تويتر: "ببالغ الحزن والأسف قدمت استقالتي هذا الصباح إلى رئيس الوزراء بعد أن قبلت وكررت تأكيدات يوم الاثنين لوسائل إعلام تبين الآن أنها غير دقيقة".

واستقالت المشرعة البريطانية وعضو في حزب جونسون المحافظ لورا تروت من منصبها كسكرتيرة برلمانية خاصة لوزارة النقل يوم الأربعاء، وقالت في تدوينة لها عبر فيسبوك: "الثقة في السياسة يجب أن تكون دائمًا ذات أهمية قصوى، لكن للأسف هذا الأمر فُقد في الأشهر الأخيرة".

رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون- رويترز

جونسون يدافع عن نفسه

أعلن جونسون اليوم الأربعاء في جلسة أمام مجلس العموم البريطاني، أنه يرفض التنمر واستغلال السلطة سواء في حزب المحافظين أو خارجه، مبينا عزمه البقاء في المنصب رغم الاستقالات العاصفة.

وتابع: "نبذل جهودا في مجالات عدة وسنواصل عملنا لتحقيق مزيد من النتائج، البلاد تواجه أزمات عدة، لذلك يجب أن تستمر الحكومة في عملها وألا تنسحب من المواجهة سنواصل تنفيذ التفويض الموكل إلينا".

وأضاف: "مهمة رئيس الوزراء في ظروف صعبة عندما يُمنح تفويضا هائلا، هي الاستمرار وهذا ما سأفعله، لكن إذا شعرت أن الحكومة غير قادرة على المضي قدما قد أستقيل".

انتقادات واتهامات

وجهت انتقادات لاذعة لرئيس وزراء بريطانيا بسبب سلوكياته هو وحكومته، وأقام جونسون حفلات غير قانونية كسرت القيود التي فرضتها الدولة بسبب انتشار موجات فيروس كورونا كوفيد-19 في البلاد ما دفع إلى تغريمه وآخرين، وكان التصويت بسحب الثقة آخر تحرك ضده بعد الانتقادات المستمرة، وصوّت ضده 41% من أعضاء البرلمان من بينهم أعضاء حزبه.

وجّه كبير موظفي الخدمة المدنية السابق في وزارة الخارجية، سايمون ماكدونالد، اتهامات إلى رئاسة الوزراء البريطانية بأنها لم تكن صادقة عند ذكرها أن رئيس الوزراء لم يكن يعرف الشكاوى الرسمية المقدمة حول سلوك نائب زعيم الكتلة البرلمانية لحزب المحافظين لشؤون الانضباط، كريس بينشر، لأن جونسون أثناء توديع منصب وزير الخارجية سابقا أطّلع على سلوك بينشر.

محاولات إنقاذ

تدخل جونسون لإنقاذ الموقف بتعيين مدير مكتبه ستيف باركلي وزيرًا للصحة بعد استقالة ساجد جاويد، وناظم الزهاوي وزيرا للمالية وميشيل دونيلان وزيرة جديدة للتعليم، محل الزهاوي.

لدى جونسون حصانة من الإقالة حتى يونيو المقبل بموجب قواعد الحزب بعد حصوله على 59% من الأصوات، لكن موجة الاستقالات دعت زعيم حزب العمال، كير ستارمر لتغيير الحكومة قائلا في بيان له: "بعد كل هذا الفساد، كل الفشل، من الواضح أن حكومة المحافظين هذه تنهار الآن"، فيما ذكر زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار، السير إد ديفي، أن "حكومة الفوضى التي يرأسها رئيس الوزراء خذلت بلادنا"، مطالبه بالرحيل.

من جانبها أشارت رئيسة وزراء اسكتلندا وزعيمة الحزب الوطني الاسكتلندي، نيكولا ستيرجون إلى أن "كل شيء فاسد" في حكومة جونسون، التي عليها الرحيل لكذبها على الناس.

الصحافة تنتقد

نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية عنوانا على صدر صفحتها الأولى اليوم الأربعاء، يطلب من جونسون الرحيل قائلة: "اللعبة انتهت" و"من الخطأ مواصلة جونسون منصبه لأنه فقد ثقة حزبه وبلاده وكل يوم يستمر فيه يعّمق الإحساس بالفوضى لذا عليه الرحيل".

تاريخ الخبر: 2022-07-06 18:25:16
المصدر: اليوم - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 57%
الأهمية: 69%

آخر الأخبار حول العالم

«نزاهة»: إيقاف 166 فاسداً في 7 وزارات - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-01 09:23:39
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 57%

الصين: وصول رواد فضاء المركبة الفضائية “شنتشو-17” لبكين

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-01 09:24:56
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 51%

إيقاعات الجاز تصدح بطنجة بحضور مشاهير العازفين من العالم

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-01 09:24:52
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 52%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية