سريلانكا تطلب من روسيا مساعدتها في شراء الوقود وسط أزمة اقتصادية طاحنة

  • بيتر هوسكينز
  • محرر شؤون الأعمال

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

الشرطة السريلانكية خلال احتجاج في كولومبو يوم الأربعاء

قال رئيس سريلانكا، غوتابايا راجاباكسا، إنه طلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساعدة بلده، الذي يعاني من ضائقة مالية، في استيراد الوقود.

وتشهد سريلانكا أسوأ أزمة اقتصادية منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1948.

وقال راجاباكسا إنه "أجرى مناقشة مثمرة للغاية" مع بوتين.

يأتي ذلك بعد أن حذر وزير الطاقة السريلانكي في نهاية الأسبوع من أن مخزون البنزين قد ينفد قريبا.

وخرج مئات الأشخاص إلى شوارع العاصمة كولومبو يوم الأربعاء للاحتجاج على الحكومة.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • لماذا يمكث الناس أياما في طوابير طويلة للحصول علي الوقود في سريلانكا؟
  • لماذا تعاني سريلانكا من أزمة اقتصادية دفعتها لوقف بيع وقود السيارات لمواطنيها؟
  • ارتفاع الأسعار: مديرة صندوق النقد تدعو الحكومات لدعم الطعام والطاقة، وتحذر من اندلاع احتجاجات
  • الاضطرابات في سريلانكا: تعرف على أسرة رجاباكسا التي تحكم قبضتها على البلاد منذ عقدين

قصص مقترحة نهاية

وكتب راجاباكسا تغريدة على تويتر في إشارة إلى محادثته مع الزعيم الروسي: "طلبت عرضا بالدعم الائتماني لاستيراد الوقود".

وقال راجاباكسا أيضا إنه "قدم طلبا بكل تواضع" لاستئناف الرحلات بين موسكو وكولومبو، بعد أن علقت شركة الطيران الروسية "إيروفلوت" خدماتها الشهر الماضي.

وأضاف: "لقد اتفقنا على أن تعزيز العلاقات الثنائية في قطاعات مثل السياحة والتجارة والثقافة أمر بالغ الأهمية في تعزيز الصداقة التي تربط بين بلدينا".

واشترت سريلانكا بالفعل النفط من روسيا خلال الأشهر الأخيرة للمساعدة في تعزيز إمدادات الوقود خلال الأزمة، وأشارت الحكومة إلى أنها مستعدة لشراء المزيد من الدولة الغنية بالطاقة.

وفشلت المحاولات التي قام بها راجاباكسا لحل أسوأ أزمة اقتصادية في سريلانكا منذ أكثر من 70 عاما، بما في ذلك تأمين الدعم المالي من الهند والصين، حتى الآن في إنهاء أسابيع من النقص في الوقود والطاقة والغذاء والمواد الأساسية الأخرى.

ويوم الأحد الماضي، قال وزير الطاقة كانشانا ويجيسيكيرا إن سريلانكا لم يتبق لديها من البنزين سوى ما يكفي لأقل من يوم واحد في ظل الطلب المنتظم.

وخلال الأسبوع الماضي، أوقفت السلطات مبيعات البنزين والديزل للمركبات غير الضرورية في محاولة للحفاظ على مخزونها المتضائل من الوقود.

  • لماذا يمكث الناس أياما في طوابير طويلة للحصول على الوقود في سريلانكا؟
  • نقص الدواء: الأزمة الاقتصادية تهدد الرعاية الصحية في سريلانكا بالانهيار

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

فرضت السلطات في سريلانكا حظرا على مبيعات البنزين والديزل للمركبات الخاصة

تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست

تغيير بسيط: ما علاقة سلة مشترياتك بتغير المناخ؟

الحلقات

البودكاست نهاية

ورفع البنك المركزي السريلانكي يوم الخميس أسعار الفائدة الرئيسية بمقدار نقطة مئوية واحدة لمواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة.

كما رُفع معدل الإقراض إلى 15.5 في المئة، في حين رُفع سعر الفائدة على الودائع إلى 14.5 في المئة، وهو الأعلى منذ 21 عاما.

يأتي ذلك في الوقت الذي وصل فيه التضخم السنوي إلى مستوى قياسي بلغ 54.6 في المئة في يونيو/حزيران، مع ارتفاع تكلفة الغذاء بأكثر من 80 في المئة.

وكان مئات المتظاهرين قد تجمعوا يوم الأربعاء بالقرب من مبنى البرلمان في كولومبو، وأطلقوا ما وصفوه بـ "الدفعة الأخيرة" لإزاحة حكومة راجاباكسا.

وخلال الأسبوع الجاري، أعادت المملكة المتحدة تقديم النصيحة لمواطنيها بعدم السفر إلى سريلانكا باستثناء السفر الضروري، بسبب الاضطرابات فيها.

وحذرت وزارة الخارجية البريطانية من أن المصطافين قد يواجهون "مظاهرات وحواجز على الطرق واضطرابات عنيفة في غضون فترة وجيزة".

وقالت رابطة شركات التأمين البريطانية إن زيارة الدول ضد نصيحة وزارة الخارجية من المرجح أن تؤدي إلى إبطال التأمين على السفر.

وشهدت سريلانكا تقلص احتياطاتها من العملات الأجنبية بسبب سوء الإدارة الاقتصادية وتداعيات تفشي فيروس كورونا.

ونتيجة لذلك، تجد الدولة صعوبات كبيرة في دفع ثمن واردات السلع الأساسية، بما في ذلك الوقود والأغذية والأدوية.

وفي مايو/أيار الماضي، تخلفت سريلانكا عن سداد ديونها لأول مرة في تاريخها بعد فترة سماح مدتها 30 يوما لتصل مدفوعات فوائد الديون غير المسددة إلى 78 مليون دولار (63 مليون جنيه إسترليني).

وتجري الدولة حاليا مفاوضات مع صندوق النقد الدولي بشأن خطة إنقاذ بقيمة ثلاثة مليارات جنيه إسترليني.

وقالت حكومة سريلانكا إنها بحاجة إلى دعم بقيمة خمسة مليارات دولار هذا العام من المجتمع الدولي، بما في ذلك صندوق النقد الدولي.

سريلانكا في سطور

  • سريلانكا هي دولة مكونة من مجموعة من الجزر قبالة جنوب الهند. ونالت استقلالها عن الحكم البريطاني في عام 1948. ويبلغ عدد سكان البلد حوالي 22 مليون نسمة.
  • هيمنت عائلة واحدة على مقاليد الحكم على مدى سنوات. وأصبح ماهيندا راجاباكسا بطلا بين الأغلبية السنهالية في عام 2009 عندما هزمت حكومته المتمردين الانفصاليين التاميليين بعد سنوات من الحرب الأهلية المريرة والدموية. ويشغل شقيقه غوتابايا، الذي كان وزيرا للدفاع في ذلك الوقت، منصب رئيس البلاد الآن.
  • أدت الأزمة الاقتصادية إلى اندلاع حالة من الغضب في الشوارع. كما تسبب ارتفاع التضخم في نقص المعروض من الأطعمة والأدوية والوقود، وانقطاع التيار الكهربائي. ونزل الناس العاديون إلى الشوارع للإعلان عن غضبهم، ويلقي الكثيرون باللوم على عائلة راجاباكسا والحكومة لوصول الأوضاع إلى هذه الحالة.