الفحم يعود منتصرا
الفحم يعود منتصرا
تحت العنوان أعلاه، كتب سيرغي مانوكوف، في "إكسبرت رو"، حول حماقة السياسات الأوروبية في مجال الطاقة، وثمن إصرار الأوروبيين على مقاطعة روسيا.
وجاء في المقال: يبدو أن العقوبات المفروضة على روسيا وأزمة الطاقة، إن لم تكن قد دفنت آمال دعاة حماية البيئة في التخلص من الفحم تماما، فقد أبعدتها على الأقل إلى زمن غير محدد. معظم الاقتصادات الكبرى، على الرغم من الوعود بالتخلص التدريجي من الفحم والخطوات العملية في هذا الاتجاه، تعود الآن إلى شراء الفحم لتوليد الكهرباء، وبالتالي الاقتصاد في إنفاق الغاز.
كما أن الزيادة في أسعار الفحم تنجم عن نقص المتوافر منه في مواجهة الطلب المتغير بشكل حاد. فكما هو الحال مع النفط، عانت صناعة الفحم في السنوات الأخيرة من انخفاض حاد في الاستثمار في المشاريع الجديدة.
يشار إلى أن من كان يقود "مطاردة" الفحم هم الأوروبيون أنفسهم. فهم أكثر من تحدث عن الانتقال إلى الطاقة النظيفة.
وكان الفحم أول مصادر الطاقة الروسية التي حظرت بروكسل شراءها. بطبيعة الحال، هذا لا يعني على الإطلاق أن أوروبا توقفت عن شراء الفحم من روسيا، وهي رابع مصدّر للفحم، بعد أستراليا وإندونيسيا وجنوب إفريقيا.
فعلى الرغم من دخول حظر الفحم الأوروبي حيز التنفيذ في أغسطس، فإن روسيا لم تخفض صادراتها من الفحم، بل ضاعفتها، بفضل الطلب من الصين والهند بشكل أساسي. بكين ونيودلهي لم تفرضا أي عقوبات على موسكو وتقومان الآن بزيادة مشترياتهما.
وما زالت الدول الأوروبية تشتري الفحم الروسي. إنما، في الواقع، أقل فأقل، شهرا بعد آخر.
تشتري أوروبا الفحم الروسي ليس مباشرة من موسكو، إنما عبر وسطاء. وبالتالي، تدفع مبالغ إضافية غير قليلة لقاء ذلك. ومن بين الوسطاء تركيا، التي تستغل العقوبات ضد روسيا إلى أقصى حد. اشترت أنقرة 1.81 مليون طن من الفحم الروسي في يونيو، وفقا لـ Kpler. وهذا أكبر رقم في السنوات الخمس التي تتابع أرقامها هذه الشركة. بالمناسبة، كانت الواردات في مايو أقل بكثير، عند 1.06 مليون طن.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب