الوجه الأخلاقي المظلم للشارع المصري
الوجه الأخلاقي المظلم للشارع المصري
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.. بيت شعر شهير لأمير الشعراء أحمد شوقي, يؤكد أن التمسك بالأخلاق سبب بقاء واستقرار الدول وتقدمها وازدهارها, فـالأمم تضعف إذا ما تراجعت فيها الأخـلاق وتهاوت القيم والمبادئ الراسخة.
في الآونة الأخيرة شهدت مصر عددا مقلقا من مظاهر الانفلات الأخلاقي والجرائم البشعة التي باتت ضيفا ثقيلا علي حياتنا. ولا يكاد أحد في مجتمعنا يجهل ارتفاع معدلات السرقة والقتل والرشوة وعقوق الوالدين والتحرش وانحدار لغة الخطاب ورواج الألفاظ البذيئة وانحرافات السلوك والذوق العام, وغيرها من المظاهر التي أسقطت الأخلاق, كما أظهرت الوجه الأخلاقي المظلم للشارع المصري, حتي إن المجتمع باتت عينه تألف الجرائم البشعة التي تعبر عن مدي التدهور الذي وصل إليه, ومن ثم عدم وجود مبادئ وأسس ثابتة لتنظيم العلاقات بين الناس, وعلي إثر هذا الانحدار الأخلاقي راح عدد من الضحايا في المجتمع, آخرها واقعة مقتل فتاة المنصورة, والتي تعتبر خير دليل علي الانفلات الأخلاقي, والمارة يتفرجون علي فتاة يتم ذبحها في وسط النهار, وهم في حالة ذهول جعلتهم يفقدون النطق والحركة أيضا.
كل شيء تغير وتبدل في المجتمع, حيث يشعر الكثيرون بأنهم فوق القانون وفـي استطاعتهم فعل ما يشاءون, وعلي الرغم من عودة حالة الانضباط الأمني, إلا أن رواسب هذا الأمر مازالت متبقية, فتجد فـي تعامل العديد من المراهقين والأطفال قلة احترام وعدم تقدير, سلوكيات المواطنين تغيرت, ومن المؤكد أن سوء التربية عامل رئيسي في هذه الأزمة, وتلك الحالة تمثل تبعيات مشكلة اجتماعية منذ ما يزيد علي 30 عاما ناتجة عن مظاهر الفساد وغياب العدالة الاجتماعية, ولا سيما التأثير السيئ لوسائل الإعلام والسوشيال ميديا والعنف التي انتشر في الدراما التليفزيونية والسينما؟.. ويبدو أن ما نعانيه اليوم نتاج رواسب حقبة طويلة أظهرت الوجه الأخلاقي المظلم للشارع المصري.
[email protected]