صوت ارتفاع الاسعار “يدوي” ويُسمع من بعيد، ولسان حال كثير من الأسر المغربية يقول، “بأية حال عدت يا عيد؟”..مواطنون وجدوا أنفسهم تحت رحمة الغلاء غير المسبوق الذي لم يُبق مادة لم يمسُسها، ورغم ذلك يقبضون على جمر الأزمة التي خيمت ولا يُراد لها المغادرة على حد قول البعض.
أكباش لمن استطاع إليها
قبل يوم واحد من عيد الأضحى، اختارت كثير من الأسر “التضحية” أو المغادرة بما تحصّل لديها من مال ولعله يأتيها بكبش فقط لا يهم لونه أو سلالته، فقط اقتناء أضحية لرؤية الفرح في عيون أطفالها.
تقول أغلب الأسر أن غلاء هذا العام لم يسبق له مثيل، إذ ىتتسم الأسواق بوفرة الأضاحي من كل الأنواع والسلالات والأحجام، إلا أن ارتفاع ثمنها بسبب غلاء العلف والمواد الأولية لتربيتها ورعايتها أحدث نوعاً من الركود حتى في الأيام القليلة قبيل عيد الأضحى.
واالافت أن أثمان الأكباش زاد على الأقل بنسبة 20 في المائة عن العام الماضي، وفق ما عاينته “الأيام 24” ومن خلال شهادات الأسر، حيث ارتفع ثمن الخروف مثلا من 1500 درهما في وقته العادي إلى 2000 درهما على الأقل.
ارتفاع بررته الحكومة بالموسم الفلاحي الصعب جراء قلة التساقطات الذي أثر سلبا على منوسب المياه وعلى المردود الفلاحي ما اضطر اللكسابة إلى اقتناء العلف الذي ارتفع ثمنه هو أيضا.
وكان وزير الفلاحة محمد صديقي، قد دافع عن تصريحه السابق بشأن أسعار الأضاحي الذي أثار جدلا مجتمعيا وسياسيا عند حديثه أن هناك بالأسواق أكباش بـ 800 درهم، ثم عاد قائلا إنه يزور بشكل دوري عددا من الأسواق على مستوى كل الجهات الوطنية، لافتا إلى أن من يمكنهم أن يحدثوا الفوضى في هذا الاتجاه ويرفعوا ثمن الأضاحي هم الوسطاء، وكذا الجهات التي تقدم على تسمين المواشي بطرق غير قانونية.
تذكرة سفر
موعد عيد الأضحى مناسبة ربحية هكذا يرها البعض، حيث أصبحت المحطات الطرقية تعرف رواجاً استثائياً، لكن، مسافرون يرون في غلاء أسعار التذاكر، “نهبا” واستغلال مناسبة للاغتناء السريع.
ويقول مواطنون إن أسعار التذاكر تضاعفت، معتبرين ذلك، شكلا من أشكال الخبث الناتج عن “ثقافة الفساد” التي تسيطر على بعض المغاربة.
وفيما تساءل آخرون عن السبب الذي يدفع بمن يقدمون خدمة التنقل إلى الرفع من قيمة التذاكر، إن لم يكن “الفساد”، ونبهوا إلى أن “الغلاء” يجعل المسافرون يبحثون عن طرق بديلة، فقد طالبوا الوزارة الوصية بضرورة التدخل وتنظيم القطاع وتحديد أثمنة تذاكر السفر، قصد الحد من الفوضى.
محروقات..تحرق الجيوب
الحديث عن الغلاء يجر وراءه موضوع المحروقات المادة التي تدخل في سلسلة الإنتاج والبيع والتنقل..أسعار المادة ما تزال تحرق جيوب المواطنين الذين يتحسسون كل يوم جيوبهم ويطالعون لوحات الاثمان المنشرة على طول الشوارع وبمجطات الوقود.
غلاء المحروقات كان يجد ضالته في مبررات الحكومة بالشوق الدولية وتدعيات الحرب الورسية الأوكرانية التي أثرت سلبت على سوق النفط العالمي، لكن انخفاض البرميل ونزوله تحت سقف 100 دولار، اعتقد كثيرون أنه سنعكس ايجابا على سوق المحروقات وطنيا، لكن الارتفاع ما يزال علتى حاله.
فتقلبات أثمان المحروقات على الساحة الدولية، سابقا رفعت بنحو 50 سنتيماً في اللتر الواحد من المحروقات، لتصل إلى 16.50 درهماً بالنسبة للبنزين. والغازوال تجاوز حاجز 17 درهماً ويلامس 18 درهما، في ظل ارتفاع مستمر للأسعار منذ بداية العام الجاري.