تربط تقارير وتحليلات للوضع السياسي بشمال افريقيا منذ أواخر سنة 2020، وبالضبط إقرار الولايات المتحدة الأمريكية بدعم صريح للمغرب في قضية الصحراء، وارتدادات ذلك الدعم في منحاه السياسي الذي يبتغي وفق تقديرات حرص الإدارة الأمريكية على استقرار المغرب وحرصها على التصدي لتسلل القوى المنافسة لواشنطن بمنطقة شمال القارة لاسيما من إيران.
المؤسسة البحثية “هيريتيدج فاونديشن” الأمريكية أكدت في تحليل لها لآثار التقارب المغربي الإسباني مقابل التنافر بين مدريد والجزائر عقب إعلان إسبانيا دعمها لمبادرة الحكم الذاتي لحل ملف الصحراء المغربية، قائلة “المغرب حليف هام لأمريكا. استقراره بخضم الاضطرابات التي تعرفها منطقة شمال إفريقيا يساعد في التصدي لانتهازية منافسي أمريكا مثل إيران”.
واعتبرت أن انقلاب الكفة الإسبانية لصالح موقف المغرب من قضية الصحراء شكل انقلابا مفاجئا في السياسة الخارجية للجارة الشمالية للمغرب وتسبب في توترات دبلوماسية بالمنطقة، منها موقف الجزائر المناهض للتقارب الجديد بين المغرب وإسبانيا وتلويحها بورقة الغاز في مواجهة إسبانيا التي تستورد 40 بالمائة من حاجياتها منها.
وباعتبار المغرب أحد الأكراف الموقعة على اتفاقية التطبيع مع اسرائيل، أكد خبراء المؤسسة أن “التطبيع” يعد جزءا من التقارب المتنامي بين إسرائيل والبلدان العربية ويتعاون بشكل وثيق مع الولايات المتحدة في مبادرات مكافحة الإرهاب.
ودعت إدارة بايدن للوساطة بين الجزائر والمغرب وإسبانيا إما بشكل مباشر أو عبر تشجيع دولة ثالثة على الوساطة لتخفيف التوترات بالمنطقة، معتبرة أن على أمريكا تركيز اهتمامها بشكل أكبر على ما يجري بشمال إفريقيا في ظل تصاعد أهمية هذه المنطقة (موارد الغاز والطاقة) بسبب الحرب الأوكرانية.