لا يبخلون بجهدهم للحظة واحدة، ولا يعرفون الإجازات ولا يستمتعون بها إلا بعد استكمال أعمالهم، إيمانًا منهم بأن أبناء هذا الوطن يحتاجون إلى جهد كبير وتضحية بكثير لضمان حياة تليق بهم على أرض «أم الدنيا». 

هم العمال ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، الذين يقضون إجازة عيد الأضحى المبارك الحالية فى مواقع العمل، مستمدين طاقتهم مما يرونه من فرحة عارمة على وجوه الأهالى المستفيدين من المشروعات القائمين على تنفيذها.

«الدستور» التقت عددًا من العاملين فى مشروعات «حياة كريمة» خلال إجازة عيد الأضحى المبارك، ليرووا لنا كواليس عملهم أثناء الإجازة، والمهام التى كُلفوا بها لضمان حياة كريمة للمواطنين داخل القرى المستهدفة.

أيمن العمرى: تكفينا فرحة الأهالى عند انتهاء المشروعات

داخل إحدى محطات مياه الشرب والصرف الصحى فى سوهاج يقف أيمن العمرى، البالغ من العمر ٢٩ عامًا، لمتابعة عمله فى إنهاء إنشائها بالكامل خلال يوليو الجارى، وفقًا للجدول الزمنى الموضوع.

وقال الشاب العشرينى إن المحطة الموجود بها حاليًا تُعد السابعة والعشرين منذ توليه العمل ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» فى العام الماضى، بعد خضوعه وعدد كبير من العمال للعديد من التدريبات التأهيلية، ثم توزيعهم على المحطات فى مختلف محافظات الجمهورية.

وأضاف: «نعمل على حل أزمات البنية التحتية فى القرى، من خلال تطوير شبكات المياه والصرف الصحى وإصلاح ما بها من خلل، وفقًا للكود المصرى لمعالجة مياه الصرف الصحى، ونسعى جاهدين لإتمام المهمة التى كُلفنا بها فى وقتها المحدد، بما فى ذلك العمل خلال أيام العيد»، لافتًا إلى صرف تعويضات مالية للعمال الذين قضوا إجازة العيد فى مواقع عملهم، وإن كان هذا شيئًا رمزيًا، لأنه «كله يهون علشان خاطر مصر».

وأشار إلى شعوره الدائم بالفخر الشديد منذ اليوم الأول لمشاركته فى المشروع القومى لتطوير القرى، ومساهمته فى حل مشكلات المواطنين التى عانوا منها سنوات، مستمدًا طاقته من ردود أفعال المستفيدين ودعواتهم لكل العاملين فى المبادرة، والبسمة التى ترتسم على وجوههم عند الانتهاء من كل مشروع.

واختتم العامل حديثه بتوجيه الشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يولى اهتمامًا كبيرًا بالعمال المشاركين فى تنفيذ أعمال «حياة كريمة»، ويقدم كل أشكال الدعم لهم، سواءً من الناحية المادية أو المعنوية.

محمد وائل: «تشطيب» منازل الأسر الأولى بالرعاية

محمد وائل، ٣٢ عامًا، التحق بالعمل بمبادرة «حياة كريمة» منذ عامين، بعد أن حصل على عقد توظيف فى مجال البناء، كونه يملك خبرة كبيرة فى أعمال تشطيب المنازل، وفى الوقت الحالى يسعى لإنهاء عمله فى منازل الأسر الأولى بالرعاية بمحافظة الغربية.

وقال «وائل» إن خطة العمل المدرجة ضمن «سكن كريم» تشمل العديد من قرى مركز زفتى التابع لمحافظة الغربية، بعد أن تم هدم المنازل القديمة الآيلة للسقوط، وتعويض سكانها بوحدات جديدة ليعيشوا فيها. وذكر الشاب أنه يعمل رفقة زملائه خلال إجازة العيد على متابعة الأعمال الجارية داخل أكثر من ٧ منازل، وتشطيبها بأفضل شكل ممكن، فضلًا عن تقديمها فى النهاية للأهالى بالمجان، فى فترة قصيرة لا تتجاوز شهرين. 

وأشار إلى أن نوبات العمل فى القرية مقسمة بين العاملين نهارًا وليلًا، لافتًا إلى أنه خلال فترة الراحة يمكنه الذهاب لزيارة ذويه فى القرية المجاورة لهم للاحتفال معهم بالعيد، موجهًا الشكر إلى جميع القائمين على المبادرة الرئاسية، والأهالى الذين يساندونهم فى إتمام عملهم بأفضل شكل ممكن.

أحمد عيد: ننشئ شبكة الألياف الضوئية لتقوية خدمة الإنترنت

قال أحمد عيد، أحد مهندسى الاتصالات بمبادرة «حياة كريمة»، إن العمل ما زال قائمًا داخل قرى ومراكز المحافظات رغم إجازة عيد الأضحى؛ للانتهاء من الأعمال فى وقت قياسى كما وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسى.

وأوضح أنه موجود حاليًا داخل محافظة الغربية، وينفذ أعمال توصيل الإنترنت داخل القرى المدرجة ضمن المبادرة الرئاسية، مشيرًا إلى أن العمل يجرى لإنشاء شبكة الألياف الضوئية فى جميع قرى المحافظة، بهدف رفع كفاءة الإنترنت والشبكات الأرضية من التليفونات، ويجرى تنفيذ ذلك فى كل قرية.

وعبّر عن شعوره بالفخر تجاه أى عمل ينفذه مع وزارة الاتصالات، حيث يقدم المساعدة لأهالى قرى الغربية، ويشارك فى تطوير القرى المصرية وإدخال الإنترنت لمساعدتهم على التعامل الجيد مع المنظومة الرقمية، كونه يدرك جيدًا مدى أهمية مواكبة العصر الرقمى وتأثيره فى المستقبل.

ووجّه الشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى ووزير الاتصالات على جهودهما المبذولة فى تنفيذ أعمال المبادرة التى ساعدت بشكل كبير فى نقل الريف المصرى لحياة جديدة، وخلقت لدى قاطنيه وعيًا كبيرًا بالتحوّل الرقمى، والتعامل مع كل الأمور التكنولوجية المطلوبة فى الحياة اليومية.

عبدالوهاب الحضرى: القوافل الطبية مستمرة يوميًا دون أى توقف

أكد عبدالوهاب الحضرى، منسق مبادرة «حياة كريمة» بمحافظة الغربية، أن جميع العاملين بمشروعات المبادرة الرئاسية حريصون على حل كل المشكلات التى يعانى منها أهالى القرى، مشيرًا إلى أن العمل مستمر حتى فى أيام العيد، «وهى تضحية كبيرة منبعها الإيمان بقيمة المشروع القومى الضخم الذى يشاركون فيه».

وأضاف أن جميع الأطباء والممرضات المشاركين فى القوافل الطبية ضمن المبادرة الرئاسية يواصلون عملهم يوميًا دون أى توقف، ويجرون الكشوفات الطبية المجانية للمواطنين داخل القرى النائية، بالتعاون مع المستشفيات المسئولة عن استقبال الحالات الحرجة من المرضى.

وذكر أنه جرى صرف تعويضات مالية لجميع العاملين الذين قطعوا أو تخلوا عن إجازاتهم من أجل مواصلة العمل فى المبادرة الرئاسية، تقديرًا لجهودهم المتواصلة فى خدمة أهالى القرى. 

واختتم موجهًا الشكر إلى جميع العاملين فى مختلف القطاعات ضمن «حياة كريمة»، آملًا أن يظل سعيهم مستمرًا فى تطوير البلاد وخدمة المواطنين، وأن يضم المشروع القومى عاملين جددًا فى الفترة المقبلة من أجل إنهاء ما تهدف إليه المبادرة الرئاسية، وأن يكونوا على القدر نفسه من التضحية والتفانى الذى يبديه العاملون الحاليون.