ارتفع الدولار إلى أعلى مستوى له منذ 24 عاما مقابل الين، أمس، بعد أن أشارت النتائج الطيبة التي حققها التحالف المحافظ الحاكم في اليابان، إلى عدم وجود تغيير في السياسات النقدية المتساهلة، وعززت مخاوف النمو العالمي الدولار كملاذ آمن على نطاق أوسع.
وبحسب «رويترز» ارتفع الدولار إلى 137.28 ين، وهو أعلى مستوى له منذ أواخر عام 1998. ثم قلص الدولار هذه المكاسب بشكل طفيف، وارتفع 0.6 في المائة إلى 136.93.
وصعد الدولار أيضا أمام اليورو الذي انخفض 0.38 في المائة إلى 1.0144 دولار متجها مرة أخرى صوب أدنى مستوى له منذ 20 عاما وسجله خلال التعاملات يوم الجمعة، تاركا مؤشر الدولار مرتفعا 0.4 في المائة عند 107.3.
في سياق متصل، هوى اليورو لأدنى مستوى في 20 عاما واقترب من مستوى التعادل مع الدولار بفعل مخاوف بأن أزمة طاقة ستدفع المنطقة إلى ركود، في حين تلقت العملة الأمريكية دعما من توقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرلي سيرفع أسعار الفائدة بوتيرة أسرع وأقوى من أقرانه.
بدأت مجموعة النفط الروسية العملاقة غازبروم عمليات صيانة دورية لخط أنابيب "نورد ستريم 1" الذي تمر عبره كمية كبيرة من الغاز الروسي الذي لا يزال يصل إلى ألمانيا وعدة دول أخرى في غرب أوروبا. وستستمر عمليات الصيانة عشرة أيام.
وتسري مخاوف من إمكانية امتناع "غازبروم" عن استئناف ضخ الغاز نظرا لتدهور العلاقات بين روسيا والغرب إلى أدنى مستوى لها منذ أعوام نتيجة الحرب.
وهبط اليورو 1.29 في المائة إلى 1.0056 مقابل الدولار، وهو أضعف مستوى له منذ كانون الأول (ديسمبر) 2002. ويرى ستيفن أينس وهو محلل لدى شركة "إس بي آي آسيت ماناجمنت" SPI Asset Management (إس بي آي لإدارة الأصول) أن فرضية الخفض الكلي للإمدادات "ستعزز الركود التضخمي المرتفع أصلا، في أوروبا".
ويسهم ارتفاع أسعار الطاقة في زيادة التضخم مع الدفع باتجاه ركود أو حتى انكماش اقتصاد منطقة اليورو. ولا يترك النمو البطيء مجالا كبيرا للبنك المركزي الأوروبي لرفع أسعار الفائدة. وارتفع الدولار 1 في المائة أمام سلة من العملة الرئيسة ليصل مؤشره إلى 108.14، وهو أقوى مستوى له منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2002. إلى ذلك، هبط الجنيه الاسترليني لأدنى مستوى في عامين مع توخي المتعاملين الحذر، بينما انطلقت المنافسة على زعامة حزب المحافظين الحاكم التي ستقرر من سيكون رئيس الوزراء المقبل في بريطانيا. وهبط الاسترليني أمام العملة الأمريكية إلى 1.1867 دولار، وهو أضعف مستوى له منذ آذار (مارس) 2020، ومنخفضا 1.2 في المائة عن مستواه عند الفتح.