مسكين

المسكين مأخوذ من السكون وعدم الحركة، ويطلق على صاحب الحاجة، الذي ليس له من المال إلا اليسير الذي لا يسد حاجته. وعهده النووي بأنه هوالذي يملك ما يقع مسقطا من كفايته ولا يكفيه، بأن احتاج إلى عشرة وعنده سبعة أوثمانية، وفي معناه من يقدر على كسب ما يقع مسقطا، ولا يكفي، وسواء كان ما يملكه من المال نصابا أوأقل أوأكثر ولا يعتبر في المسكين السؤال، بتر به أكثر الأصحاب، ومنهم من نقل عن القديم اعتباره.

الفرق بين الفقير والمسكين

يشهجر الفقير والمسكين، في حتى كلاهما صاحب حاجة للمال، نطق الطبري: «"المسكنة" مصدر "المسكين" ينطق: "ما فيهم أسكن من فلان وما كان مسكينا ولقد تمسكن مسكنة، ومن العرب من يقول: "تمسكن تمسكنا"، والمسكنة في هذا الموضع مسكنة الفاقة والحاجة، وهي خشوعها وذلها».

نطق ابن منظور: عن الأصمعي أنه نطق: «المسكين أحسن حالا من الفقير، وإليه مضى أحمد بن عبيد، نطق: وهوالقول السليم عندنا لأن الله تعالى نطق: أما السفينة فكانت لمساكين، فأبلغ أنهم مساكين وأن لهم سفينة تساوي جملة ، ونطق : للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعهدهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا فهذه الحال التي أبلغ بها عن الفقراء هي دون الحال التي أبلغ بها عن المساكين. نطق ابن بري: وإلى هذا القول مضى علي بن حمزة الأصبهاني اللغوي، ويرى أنه الصواب وما سواه خطأ، واستدل على ذلك بقوله: مسكينا ذا متربة فأكد عز وجل سوء حاله بصفة الفقير لأن المتربة الفقر، ولا يؤكد الشيء إلا بما هوأوكد منه ، واستدل على ذلك بقوله عز وجل: أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر، فأثبت حتى لهم سفينة يعملون عليها في البحر».

الفقراء والمساكين

الفقراء والمساكين صنفان من الأصناف الثمانية، الذين تدفع إليهم الزكاة وكلاهما يأخذ لحاجته إلى مؤنة نفسه والفقراء أشد حاجة لأن الله تعالى بدأ بهم والعرب إنما تبدأ بالأهم فالأهم ولأن الله تعالى نطق: ﴿أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر﴾، فأبلغ حتى لهم سفينة يعملون بها ولأن النبي صلى الله عليه وسلم استعاذ من الفقر ونطق: «اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين». رواه الترمذي فدل على حتى الفقراء أشد فالفقير من ليس له ما يقع مسقطا من كفايته من مكسب ولا غيره والمسكين الذي له ذلك فيعطى جميع واحد منهما ما تتم به كفايته.

الفقير

الفقير وهوالذي لا مال له ولا كسب، يقع مسقطا من حاجته، فالذي لا يقع مسقطا، كمن يحتاج عشرة ولا يملك إلا درهمين أوثلاثة، فلا يسلبه ذلك اسم الفقير. نطق ابن كثير في تفسير قول الله تعالى: ﴿إنما الصدقات للفقراء والمساكين..﴾ «وإنما قدم الفقراء هاهنا لأنهم أحوج من البقية على المشهور لشدة فاقتهم وحاجتهم وعند أبي حنيفة حتى المسكين أسوأ حالا من الفقير، وهوكما نطق نطق ابن جرير: حدثني يعقوب، حدثنا ابن علية أنبأنا ابن عون عن محمد نطق: نطق عمر رضي الله عنه: الفقير ليس بالذي لا مال له، ولكن الفقير الأخلق الكسب. نطق ابن علية: الأخلق المحارف عندنا.

والجمهور على خلافه. وروي عن ابن عباس، ومجاهد، والحسن البصري وابن زيد، واختار ابن جرير وغير واحد حتى الفقير: هوالمتعفف الذي لا يسأل الناس شيئا، والمسكين: هوالذي يسأل ويطوف ويتبع الناس.

ونطق قتادة: الفقير: من به زمانة، والمسكين: السليم الجسم. ونطق الثوري، عن منصور عن إبراهيم: هم فقراء المهاجرين نطق سفيان الثوري: يعني ولا يعطى الأعراب منها شيئا».