عودة واحة سيوة كوجهة سياحية


تعتبر واحة سيوة الواقعة واحدة من أهم الواحات المصرية نظراً لتميزها بالعديد من المقومات الطبيعية والأثرية والتاريخية التى تجعلها مقصداً سياحياً مهماً، يرتادها السياح للاستمتاع بكنوزها الأثرية، مثل معبد الوحى ، وقاعة تتويج الاسكندر الأكبر، وجبل الدكرور، والكنوز الطبيعية المتمثلة فى عيون المياه المتدفقة من باطن الأرض والرمال الساخنة التى يقصدها الكثيرون طلباً للاستشفاء من الأمراض المزمنة كالروماتيزم والروماتويد والعظام

ونظرا لعدم وجود العلامات الإرشادية، وهو ما دفع القيادة السياسية خلال الأعوام الماضية إلى إعطاء إشارة البدء فى تنفيذ أكبر طريق خرسانى بتكنولوجيا الرصف الحديثة الذى يعتبر من الطرق الذكية، لأنه يحتوي على بوابات ذكية، إضافة إلى وجود التحصيل الإلكتروني للرسوم، فضلا عن تأمين حركة المرور إلكترونياً.

الطريق بطول ٣٠٠ كيلو متر وبتكلفة ٣ مليارات جنيه ليصبح شرياناً جديدًا لإحياء الواحة المنسية ووضعها على خريطة السياحة البيئية العالمية، بالاضافة لخدمة التنمية الصناعية فى هذه المنطقة المليئة بالمحاجر.

مئات العمال والمهندسين يعملون ليل نهار لسرعة الانتهاء من هذا الطريق العملاق، حيث تشاهد عشرات المعدات وسيارات النقل تسير فى كل اتجاه لنقل المواد الخام وتصنيعها لتستخدم فى انشاء هذا الطريق الضخم..

من المتوقع أن تفتح واحة سيوة ذراعيها مرة أخرى لاستقبال السياح الأجانب بعد الانتهاء من هذا الطريق الذكى، خاصة أن أكبر عقبة كانت تقف فى طريق التنمية السياحية فى هذه المنطقة هو عدم وجود طريق مناسب ينتقل من خلاله السياح إلى الواحة.

قال اللواء خالد شعيب محافظ مطروح أنه يتم حالياً تنفيذ أكبر طريق خرسانى بالجزء الغربى من البلاد بتكنولوجيا الرصف الخرسانى الحديثة، وتم الانتهاء من جزء كبير من الطريق، مشيراً إلى أن أعمال التنفيذ تشمل عمل ازدواج لهذا الطريق بطول ٣١٠ كيلو مترات.

وإقامة الطريق المقابل لهذا الطريق المزدوج خرسانياً ليكون قادراً على تحمل الحمولات الثقيلة للسيارات النقل فى الاتجاه من سيوة إلى مدينة مرسى مطروح، ويتم تنفيذ هذا المشروع الخرسانى العملاق من خلال جهاز تعمير الساحل الشمالى الغربى. كما أن جهود توسعة الطريق الموازى للطريق الخرسانى ورصفه بالاسفلت تتم من خلال الهيئة العامة للطرق.

أضاف “شعيب” هذا المشروع سيكون أحد أكبر مشروعات الطرق الخرسانية فى المنطقة الغربية، ويتم تنفيذه بمواصفات تتحمل حركة العربات الثقيلة التى تقوم بنقل الملح الصخرى والمواد الطبيعية من وإلى واحة سيوه , وهذا ما يعكس اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى بتنمية الساحل الشمالى الغربي، بالاضافة الى تنمية واحة سيوة من خلال تطوير هذا الطريق الحيوى نظراً لأهميته فى خدمة التنمية السياحية والتجارية والصناعية وكذلك توفير الأمان الكافى والسلامة على هذا الطريق العملاق.

قال اللواء آمون مرتضى رئيس جهاز تعمير الساحل الشمالى الغربى أنه جارٍى الآن التنفيذ الفعلى لتطوير الطريق فى قطاعين، القطاع الأول من الكيلو ١٥٠ الى الكيلو ١٠٠ فى اتجاه واحة سيوة بتكلفة ٤٢٠ ملبون جنيه، والقطاع الثانى من الكيلو ١٠٠ الى الكيلو ٥٠ بطريق سيوة بتكلفة٤٣٠ مليون جنيه ليصل اجمالى تكلفة القطاعين ٨٥٠ مليون جنيه، مع استخدام تكنولوجيا الرصف الخرسانى الحديثة..

وأضاف ” “مرتضى” أن الطريق يتكون من ٣ حارات باجمالى عرض ١١.٢٥ متر وبسمك ٥٦ سم، ويستخدم فى انشاء الطريق الياف البوليمار لتزيد من صلابة الخرسانة لتتحمل ثقل حمولات سيارات الناقلة

وأشار “مرتضى “إلى أن هناك ورديات عمل تواصل الأعمال على مدار ٢٤ ساعة، وبانتاجية من ٣٠ الى ٤٠ متر رصف فى الساعة، مع طرح أعمال أكثر من قطاع للانتهاء من تنفيذ الطريق فى عام ٢٠٢٤، موضحاً انه سيتم تركيب أعمدة إنارة فلوسات فى المناطق الخطرة.

تاريخ واحة سيوة

جاءت النقوش الفرعونية الموجودة في معبد إدفو، لتكشف أن الواحة كانت موجودة منذ عصور ما قبل الأسرات، أي قبل عام 3200 قبل الميلاد، وكان يطلق عليها إسم “بنتا”، ثم أُطلق عليها فيما بعد واحة “جوبيتر آمون”، هذا الإسم الذي استمر حتى العصر البطلمي، ثم أطلق عليها البطالمة إسم “سنتريه”، وهو إسم محرف من إسم “سخيت آم” الذي أطلقه عليها الفراعنة في أحد العصور، ويعني “أرض النخيل”.

جاء في مخطوطات المقريزي أن العرب أطلقوا عليها “الواحة الأقصى”، بينما يرجح بعض المؤرخون أن إسم “سيوة” جاء من “تنسيوه”، وهو الإسم الذي أطلقه عليها المؤرخ التونسي عبد الرحمن بن محمد بن خلدون في أواخر القرن الرابع عشر الميلادي، وهو إشارة إلي اسم لفرع من قبائل “الزنتانه” في شمال إفريقيا.

واحة سيوة العلاجية

رغم الطبيعة الصحراوية التي تحياها تلك المحمية، إلا إنها غنية بالبحيرات والمياه الجوفية المتنوعة، فإنخفاض أرضها 18 مترا عن مستوى سطح البحر، سبب في وجود أحواض كبريتية، وهي تستخدم في علاج الأمراض الروماتيزمية والجلدية، وعيون عذبة نقية، أقيمت عليها مصانع للمياه تحمل إسم الواحة، وآبار مالحة تستخلص منها ملحا قادر على إذابة ثلوج أوروبا.

تتميز واحة سيوة بالبحيرات و والنباتات الحيوانات البرية

يوجد بالواحة ما يقرب من 200 عين، يتدفق منها أكثر من 190 ألف متر مربع يوميا، وبذلك تعتبر أكبر خزان للمياه الجوفية في مصر، من أشهر تلك العيون عين كليوباترا، التي يقال أن الملكة كليوباترا كانت تسبح بها، وعين فطناس التي تبعد حوالي 6 كيلومتر من غرب سيوة، تقع على جزيرة فطناس المطلة على بحيرة مالحة، تحيط بها أشجار الزيتون والنخيل، وعين واحد التي تسمى ببئر بحر الرمال العظيم، وهو ينبوع كبريتي ساخن على بُعد 10 كيلومتر من الواحة في قلب بحر الرمال العظيم، بالإضافة إلى عين كيغار وهي واحدة من العيون الكبريتية، التي تستخدم في علاج الأمراض الروماتيزمية، إلى جانب العديد من العيون المتنوعة منها عين تجزرت، وعين الدكرور، وعين قوريشت، وعين طاموسة.

كما يوجد أربع بحيرات رئيسية تتوسط الواحة مثل بحيرة الزيتون، وهي بحيرة مالحة توجد في شرق سيوة ,وبحيرة المعاصر في شمال شرق الواحة، , بحيرة المراقي التي توجد غرب الواحة بمنطقة بهي الدين.

قد رصد العلماء أكثر من 40 نوع من النباتات، فهي تحتوي على أكثر من 70 ألف شجرة زيتون، وما يقرب من 400 ألف نخلة، كما توجد أشجار المشمش والرمان والجوافة والليمون والتين، ومن النباتات الطبية والعطرية يوجد النعناع والشيح والسكران، أم الندي، والخروع، والحنضل، والعنصل، والعرق سوس، والبردقوش، والريحان، وهي نباتات خالية من المبيدات الزراعية، أما النباتات التي تستخدم كمصدات للرمال فمنها أشجار السنط والآثل.

والواحة غنية بأنواع كثيرة من الحيوانات البرية منها الغزال الأحمر، والغزال الأبيض، كما رُصد بها الفهد الصياد قرب منخفض القطارة، بالإضافة إلى اليربوع والأرنب البري والذئب، كما توجد بعض الأنواع النادرة المهددة بالإنقراض ومنها الثعلب الفينيقي والغزال ذو القرون النحيلة وأنواع من القطط.

أهم معالم واحة سيوة

أما عن أهم المعالم الأثرية التاريخية في المنطقة، فهناك جبل الموتى على رأس القائمة، وهو عبارة عن مقبرة أثرية تعود للقرنين الرابع والثالث قبل الميلاد، تلك المقبرة أعيد استخدامها خلال العصر اليوناني والروماني، ففي الحرب العالمية الثانية كان يحتمي سكان الواحة فيها، فأكتشفوا الكثير من المقابر المنحوتة في الصخر منها “سي آمون”، التي تعد أغني المقابر الأثرية في الصحراء الغربية، من حيث عدد المومياوات والنقوش التي ترجع إلى العصور الفرعونية واليونانية، ولعل أشهرها مشهد قاعة محكمة أوزوريس

هناك أيضا مقبرة كاهن الإله أوزوريس “باتحوت”، التي سجلت على جدرانها الأناشيد الدينية والطقس المعروف بإسم “سحب الثيران الأربعة”، بالإضافة إلى مقبرة “التمساح” التي أكتشفت عام 1940، سجلت جدارنها مشاهد كثيرة لكتاب الموتى، ومقبرة “ميسو إيزيس” التي تحتوي على نص يصف الإله أوزوريس بالإله العظيم في “ثاث”، ويعتقد علماء الآثار أنه إسم قديم كان يطلق على واحة سيوة.

وكان معبد آمون، الذي شيدته الأسرة الـ30 على يد نيكتانيبو الثاني، مكرسا لعبدة الإله آمون، والذي يقع فوق هضبة الغورمي، ويسمى بالوحي والتنبؤ، فقد اشتهر بتحقيق نبوءاته، ويعتبر مصير جيش قمبيز الذي هلك بعد أن ضل طريقه إلى المعبد، أشهر نبوءة خرجت من هذا المعبد، وهي ما دفعت الإسكندر الأكبر لزيارته، هذا المعبد تتعامد عليه الشمس في الربيع والخريف، أما معبد “أم عبيدة”، والذي يقع بالقرب من معبد الوحي، فقد حطمه حاكم سيوة في نهاية التسعينيات من القرن التاسع عشر، ولم يتبقى منه سوى بعض الأحجار المحفورة بالنقوش الفرعونية.

وفي داخل المدينه، توجد بقايا قلعة شالي، التي بناها أهالي الواحة في بداية القرن الثالث عشر، وهي عبارة عن مجموعة من البيوت وقلعة محاط بها سور كبير، شيدت من مادة تسمى “الكرشف”، وهي أحجار ملحية مخلوطة بالطمي، وصنعت النوافذ والأبواب من أخشاب الزيتون والنخيل، ما جعله مبني يناسب الجو القاري الصحراوي، فهو يلطف الجو في الصيف ويبعث الدفئ في ليل الشتاء القارص.

ومن الآثار الإسلامية الموجودة داخل القلعة، المسجد العتيق الذي شيد في بداية القرن الثاني عشر، والمسجد الكبير الذي وضع حجر أساسه الملك فاروق، للأسف تلك القلعة تعرضت للتدمير في القرن الثالث عشر، ومازالت تتعرض للتآكل والتحلل عقب هطول السيول، مشهور عن أهل الواحة ارتباطهم بالأولياء الصالحين، فيوجد على أرضهم 35 ضريح أشهرهم ضريح سيدي سليمان، وهو أحد القضاة الذين كانوا يسعوا لنشر السلام بين القبائل.

وعند أطراف الواحة الجنوبية، وفي الجهة المقابلة لجبل الموتى، يقع جبل “الدكرور” برماله الساخنة، الذي يقصده الراغبون في الشفاء من أمراض الروماتويد والروماتيزم، وينظم أهالي الواحة حفلات للحصاد والتسامح على الطريقة الشاذلية.

أعلنت الواحة كمحمية طبيعية مفتوحة عام 2002، واهتمت الدولة بمراعاة التراث السيوي في أغلب منشآتها الحكومية، فأنشأتها على الطراز التقليدي للواحة، مثل متحف البيت السيوي الذي يوثق التراث الحضاري والطبيعي للمنطقة، ويعتبر فندق “أدرير أميلال” الذي يطل على السبع بحيرات أغلى وأغرب فنادق العالم وأجملها، ذلك الفندق الذي استضاف الأمير تشارلز ولي عهد المملكة المتحدة وزوجته عام 2006 مع عمل تبطينة جانبيه للطريق بعرض ٢ متر وبمستوى ميل محدد.

تاريخ الخبر: 2022-07-13 15:21:52
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 51%
الأهمية: 51%

آخر الأخبار حول العالم

العربية للطيران ترفع عدد رحلاتها بين مدينتي أكادير والرباط

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 03:25:12
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 68%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية