تتابع منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة عن كثب كل ما يبثه المواطنون من استغاثات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، سواء كانت استغاثات مادية أو صحية، وتقوم بالاستجابة الفورية لها وحل تلك الاستغاثات، حتى أصبحت درع حامي للمواطنين الذين لا يملكون من أمرهم شيء.

وتدل بالفعل الأرقام عن المجهود المضني الذي تقوم به تلك المنظومة في الاستجابة للاستغاثات كافة التي يطلقها المواطنين، خاصة في السنوات الأخيرة إذ أصبحت أحد وسائل حل المشاكل الخاصة مؤخرًا والتي تعتمد عليها الحكومة في رصد وحل استغاثات المواطنين.

واتساقًا مع ذلك استعرض بالأمس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، تقريرًا بشأن موقف تلقي ورصد واستجابة الجهات الحكومية لشكاوى المواطنين المسجلة على منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة بمجلس الوزراء خلال يونيو 2022، أعده الدكتور طارق الرفاعي مدير المنظومة.

وأكد رئيس الوزراء دعم الحكومة المستمر لدور منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة في تلقي وتوجيه الشكاوى لجهات الاختصاص، والرد عليها إلكترونيًا، فى إطار الحرص على التواصل المستمر مع المواطنين، والعمل على تحقيق أفضل استجابات ممكنة لشكواهم، بالتنسيق مع الوزارات والمحافظات والهيئات الحكومية الأخرى.

وبالفعل هناك مستفيدون من تلك المنظومة استجابت لهم في حل ورصد استغاثاتهم وكانت سببًا في علاج أبنائهم وإنهاء المعاناة التي ظلوا يمروا بها سنوات طويلة، وتستعرض "الدستور" في التقرير التالي حكايات لمواطنين استفادوا من منظومة الشكاوى الموحدة.

“نادر” يعاني من تضخم والشكاوى تنقذه

حين بلغ “نادر.خ”، يقطن في محافظة سوهاج، سن الحادية عشر عامًا أصيب بتضخم في منطقة البطن، ولم يكن والده يعرف شيء عن ذلك المرض، إذ طاف على كثير من المستشفيات والعيادات الخاصة إلا أنه لم يستطع تشخيص نجله بشكل صحيح أو إيجاد ما ينقذه.

كتب والده منشور على موقع فيس بوك، إلا أنه لم يتوقع انتشاره بتلك السرعة التي أدت إلى استجابة منظومة الشكاوى الموحدة بشكل سريع وتودع الطفل مستشفى الجامعة في سوهاج، يقول الأب: "اتشخص أنه محتاج عملية زراعة كبد والتنقل معهد الكبد في المنوفية وبدأ رحلة العلاج".

وأشار إلى أنه قام بإجراء الجراحة مجانًا على نفقة الدولة دون أن تتحمل الأسرة أي مبالغ، مضيفًا: "منظومة الشكاوى مش بس ساعدتنا في أن ابني يعمل العملية لكن تابعت بعد كدة لحد مثوله للشفاء والعملية والأدوية ورحلة العلاج كلها تحملتها الدولة وأحنا مدفعناش حاجة".

24% زيادة في شكاوى المنظومة الحكومية الموحدة 

بحسب بيانات المنظومة فإنها تلقت 106 ألف شكوى خلال شهر يونيو الماضي، وتكون بذلك زادت الشكاوى بنسبة 24% عن الشهر السابق، فكان 53% من تلك الشكاوى عن طريق الخط الساخن لمجلس الوزراء، و47% عبر البوابة الإلكترونية المنظومة.

واستجابة المنظومة لـ103 شكوى فتن توجيه 80 ألف شكوى لجهات الاختصاص، وحفظ ٢٣ ألف شكوى؛ وفقًا لضوابط الفحص والمراجعة للشكاوى قبل توجيهها للجهات المختصة، وجارٍ استكمال مراجعة وفحص 3 آلاف شكوى وطلب، تمهيدًا لاتخاذ ما يلزم بشأنها.

“محروس”: اتفاجئت بسرعة استجابة منظومة الشكاوى

لم يختلف الأمر لدى محروس.م، والذي لديه طفل يبلغ من العمر 12 عامًا كان يلهو فوق سطح منزلهم برفقة بعض الجيران، إلا أنه سقط من الدور الثالث على غفلة منه، ليصيب بضمور في عضلات الظهر وكسر في العمود الفقري.

يقول والده: "احتاج عملية بحوالي 150 ألف جنيه وأنا راجل غلبان مكنش معايا المبلغ وحاولت أجمع المبلغ معرفتش، واحد من الجيران نصحني إني أقدم على البوابة الإلكترونية لمنظومة الشكاوى الموحدة على الإنترنت، قدمت بالفعل ومكنش عندي أمل أن يتم الاستجابة بأي صورة".

فوجئ محروس باتصال هاتفي من المنظومة يفيد بالاستجابة إلى حالة نجله وإجراء العمليات الجراحية التي يحتاجها على نفقة الدولة دون أن يدفع والده أي شيء: "لم أصدق وقتها سرعة الاستجابة في إجراء الجراحة لابني".

واختتم: "وبعد العملية كان فيه متابعة دورية من المنظومة لحالة ابني حتى مثوله للشفاء وكذلك تكفلت المنظومة بكل الأدوية التي يحتاجها خلال رحلة العلاج".