شهدت عدة مدن وعواصم عالمية موجة جديدة من ارتفاع إصابات فيروس «كورونا»، ما ترتب عليه مزيد من التحديات الإضافية لمكافحة الفيروس التاجى، وتغييرات فى سياسات تخفيف إجراءات مكافحة انتشار «كوفيد 19»، ودعا الدكتور تيدروس آدهانوم جبريسيوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، إلى الاستمرار فى تعزيز استخدام التدابير الوقائية الفعالة على المستوى الفردى للحد من انتقال العدوى على سبيل المثال: ارتداء الأقنعة (الكمامة)، والالتزام بالمسافة، والبقاء فى المنزل عند المرض، وغسل اليدين بشكل متكرر، وتجنب الأماكن المغلقة ذات التهوية السيئة، وتجنب الأماكن المزدحمة، وتحسين تهوية الأماكن الداخلية من أجل تقليل انتقال العدوى وإبطاء التطور الفيروسى.

وقال «آدهانوم»، خلال الاجتماع الـ12 للجنة الطوارئ للوائح الصحية الدولية بشأن جائحة فيروس «كورونا»، إنه بعد تزايد الإصابات فى معظم دول العالم، فإن موجات جديدة من الإصابات بـ«كوفيد» تظهر أن الوباء «لم يقترب حتى من نهايته»، وأضاف، فى مؤتمر صحفى أن «موجات جديدة من الفيروس تظهر مجدداً أن كوفيد-19 لم يقترب من نهايته... وبينما يضغط الفيروس علينا، يتعين أن نتصدى له».

وأضاف: «مع ازدياد حالات الدخول إلى المستشفى وتفشى كوفيد-19، يتحتم على الحكومات نشر تدابير تمت تجربتها مثل وضع الأقنعة وتحسين التهوية وبروتوكولات الفحص والعلاج». مؤكداً أن الفيروس لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة ذات أهمية دولية.

قلق فى بريطانيا جراء موجة الإصابات والوفيات تتجاوز 200 ألف

وشهدت بريطانيا حالة من القلق المتزايد جراء موجة قوية جديدة من «كورونا»، حيث تجاوزت حصيلة الوفيات جراء الإصابة بالفيروس فى بريطانيا 200 ألف حالة، مع توقعات بارتفاع الأعداد، فى ظل الموجة الجديدة من العدوى المدفوعة بمتغيرات لمتحور «أوميكرون» شديد العدوى، التى تجتاح أوروبا.

ووفقاً للمكتب الوطنى للإحصائيات فى بريطانيا، كان أكثر من 3% من كل حالات الوفاة فى الأسبوع الماضى مرتبطة بـ«كوفيد-19»، ما أدى إلى ارتفاع حصيلة الوفيات إلى 247000 حتى أول يوليو الجارى. وأكدت وكالة «بلومبرج» أن المملكة المتحدة تضررت بشدة جراء «كورونا»، حيث تشهد أعلى معدلات للوفيات عالمياً، والقلق يتزايد مرة أخرى نظراً لأن متغيرى «أوميكرون بى إيه 4» و«بى إيه 5» يتسببان فى موجة جديدة من حالات العدوى، ويظهر أحدث الأرقام الرسمية فى بريطانيا أن واحداً من بين 25 شخصاً فى إنجلترا أثبتت الاختبارات إصابته بـ«كورونا» فى الأسبوع الأخير من يونيو الماضى.

الفيروس ينتشر بسرعة عبر آسيا بأرقام قياسية فى اليابان

وشهدت اليابان فى الآونة الأخيرة ارتفاعاً فى حالات الإصابة الجديدة بـ«كوفيد-19» إلى مستويات لم تشهدها منذ أوائل هذا العام، حيث سجلت طوكيو 16878 إصابة جديدة أمس الأول، وهو أعلى مستوى منذ فبراير الماضى، بينما تجاوزت الإصابات على مستوى البلاد 90 ألفاً، وحذرت الحكومة من أن موجة جديدة من الإصابات بالفيروس تنتشر بسرعة على ما يبدو فى جميع أنحاء البلاد، ودعت الناس إلى توخى الحذر بشكل خاص قبل عطلة نهاية الأسبوع الطويلة القادمة والعطلات المدرسية الصيفية الوشيكة.

وقال كبير أمناء مجلس الوزراء اليابانى هيروكازو ماتسونو، فى مؤتمر صحفى «زاد عدد المصابين الجدد 2.14 مرة مقارنة بالأسبوع الماضى، ونشهد توسعاً سريعاً». لكنه قال إن استخدام أسرة المستشفيات ظل منخفضاً، وكذلك عدد الحالات الخطيرة والوفيات.

ومن المقرر أن ترفع طوكيو مستوى الإنذار من «كورونا» إلى أعلى مستوياتها، حسبما ذكرت شبكة «فوجى» اليابانية الإخبارية.

وتنتشر موجة جديدة من الإصابات بالفيروس التاجى بسرعة عبر آسيا، ما أدى إلى تحذيرات للمقيمين فى نيوزيلندا لاتخاذ الاحتياطات اللازمة لإبطاء تفشى المرض والمساعدة فى منع أنظمة الرعاية الصحية من الإرهاق. حيث أصبحت الزيادة فى حالات الإصابة، ومعظمها من متغيرات «أوميكرون بى إيه 4/5»، تحدياً إضافياً للسلطات التى تتصارع مع التداعيات الاقتصادية للموجات السابقة للوباء أثناء محاولتها تجنب تمديد أو إعادة فرض القيود التى لا تحظى بشعبية. وأعلنت الحكومة النيوزيلندية، أمس، عن توفير أقنعة مجانية لمواطنيها، فى محاولة لتخفيف الضغط على النظام الصحى فى البلاد، الذى يتعامل مع تدفق كل من «كوفيد 19» ومرضى الإنفلونزا خلال شتاء نصف الكرة الجنوبى.

ولدى نيوزيلندا حالياً نحو 69 ألف مصاب حالياً بالفيروس. منهم 765 حالة فى المستشفيات، ما تسبب فى زيادة أوقات الانتظار وإلغاء العمليات الجراحية.

«إف دى إيه» توافق على لقاح رابع فى أمريكا

وفى الولايات المتحدة وافقت الهيئة الأمريكية للأغذية والأدوية على لقاح شركة «نوفافاكس» ضد فيروس كورونا للاستخدام الطارئ للبالغين. وأفادت شبكة «سى إن إن» الأمريكية إن هذا اللقاح يعتبر الرابع داخل الولايات المتحدة وسيكون متاحاً فى جرعتين لمن تبدأ أعمارهم من 18 سنة.