رغم أن علاقات السعودية بالولايات الأميركية انطلقت من التعاون التجاري، إلا أنها توسعت وشملت كافة النواحي السياسية والأمنية، وتحولت إلى علاقة حليفين استراتيجيين، كما وطدتها زيارات ولقاءات تاريخية من أعلى هرمي السلطة في البلدين خلال عمر هذه العلاقات.
مصالح مشتركة وشراكة طويلة الأمد، اتفاقات واختلافات، لكن السمة الأبرز في العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة طوال هذه السنوات، أنها علاقة حلفاء تجمعها المنافع المتبادلة لأكثر من ثمانية عقود.
ورغم أن العلاقات انطلقت من نقطة التعاون التجاري، الذي كان في عهد الملك عبدالعزيز، حيث بدأت رحلة السعودية مع النفط ومنح حق التنقيب عنه لشركة أميركية، إلا أن البلدين سلكا طرقا أخرى عززت من علاقتهما السياسية والأمنية والاقتصادية، والاجتماعية أيضا.
لقاءات تاريخية على مر العقود الثمانية بدأت من العام 1943، حين جمع الملك عبدالعزيز لقاء تاريخي بالرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت على متن الطراد الأميركي USS QUINCY، لتبدأ بعدها سلسلة لقاءات تاريخية بين سبعة ملوك و14 رئيسا، خلفت تحالفات أمنية استراتيجية وعلاقات متينة بين السعودية وأميركا.
وفي الأعوام الأخيرة، تجلت هذه العلاقات عبر زيارات تاريخية، أبرزها زيارة للملك سلمان في العام 2015 خلال عهد الرئيس باراك أوباما، هي الأولى له منذ توليه الحكم، حيث كانت أهم الملفات المطروحة على الطاولة التصدي للإرهاب والتهديدات الإيرانية المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط، إضافة إلى تعزيز أوجه التعاون الاقتصادي في مجالات الطاقة.
فيما شهد العام 2017 زيارة الرئيس دونالد ترمب للرياض، وهي الزيارة الخارجية الأولى له، جرى خلالها التأكيد على أهمية تعزيز الروابط السياسية والأمنية والاقتصادية، كما تخللتها عقد 3 قمم، سعودية أميركية، وأميركية خليجية، وأميركية عربية إسلامية، أكدت على ضرورة بناء شراكات أمنية لمنع التهديدات الدولية بسبب الإرهاب والتطرف.
أما العام 2018 فشهد زيارة مهمة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، التقى خلالها الرئيس دونالد ترمب، وجرى التأكيد على أهمية الشراكة السعودية الأميركية لمحاربة الإرهاب والتطرف والتصدي لتهديدات إيران في المنطقة وميليشيا الحوثي في اليمن، فضلا عن بحث طرق تعزيز التعاون الاقتصادي والاستراتيجي بين البلدين.
