قال الكاتب والمحلل الاقتصادي عبدالرحمن أحمد الجبيري، في حديث لـ"العربية.نت"، إن زيارة الرئيس الأميركي للمملكة ولقاؤه مع الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تأتي تأكيداً على متانة وعمق العلاقة الاستراتيجية والتاريخية بين المملكة والولايات المتحدة الأميركية، فالمملكة تسعى دائما الى تحقيق الاستقرار والعمل الاقتصادي المشترك. وأشار إلى أهمية هذه الزيارة في بعدها الاقتصادي لمناقشة التطورات الاقتصادية العالمية والعمل معاً على وضع اطار مشترك يسهم في تجنيب الاقتصاد العالمي العديد من المخاطر ومن ثم دعم آفاق الاقتصاد العالمي.
الرئيس الأميركي جو بايدن وصل أمس الجمعة إلى الأراضي السعودية في زيارة تستغرق يومين بدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.
الجبيري أضاف أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تتمتع بأبعاد تجارية استراتيجية، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بينهما في العام 2021 نحو 25.07 مليار دولار، وتعد الولايات المتحدة الشريك التجاري الرابع للمملكة في حجم التجارة، والثاني في قيمة الواردات، والسادس في قيمة الصادرات، بينما تحتل المملكة المرتبة 28 كشريك تجاري لصادرات الولايات المتحدة للعالم، والمرتبة 31 كشريك تجاري لواردات الولايات المتحدة للعام 2021. حيث توفر برامج رؤية 2030 والمشروعات الكبرى في المملكة فرصاً واعدة للشركات الأمريكية خاصة في القطاعات الاستراتيجية التي تستهدفها الرؤية، مثل التعدين، والبتروكيماويات، والتصنيع، والطاقة المتجددة، والسياحة، والخدمات المالية، والرعاية الصحية، والأدوية.
وتابع بالقول: يعمل في المملكة العربية السعودية نحو 742 شركة أميركية، في قطاعات مختلفة مثل: الصناعات التحويلية – التعدين والمحاجر – تجارة الجملة والتجزئة – النقل والتخزين – الزراعة وصيد الأسماك – التشييد – المالية والتأمين وغيرها من القطاعات.
ويبلغ إجمالي رأس المال الأميركي المستثمر في المملكة 90.6 مليار ريال سعودي، وهناك أكثر من 21034 علامة تجارية أميركية في السوق السعودي حتى 2022.
"وبلغتْ صادراتُ المملكة إلى الولايات المتحدة الأمريكية 53.5 مليار ريالٍ في عام 2021م، وكانت أهمُّ السلع الوطنية المصدرة إليها منتجات معدنية، منتجات كيماوية عضوية، أسمدة، ألومنيوم ومصنوعاته، ومنتجات كيمياوية غير عضوية، فيما بَلَغَتْ قيمةُ واردات المملكة منها خلال عام 2021، 60.5 مليار ريال. وأهم السلع المستوردة منها آلات وأدوات آلية وأجزاؤها، سيارات وأجزاؤها، مركبات جوية وأجزاؤها، منتجات الصيدلة، وأجهزة طبية وبصرية وتصويرية".
وأضاف بالقول: "من المتوقع ان تسهم مخرجات هذه الزيارة بالعديد من المكاسب الناجحة نظراً للدور القيادي للمملكة في العالمين العربي والإسلامي، وموقعها الاستراتيجي، وصولاً الى تعزيز العلاقة الثنائية مع الولايات المتحدة، وبالتالي الاستقرار الاقتصادي وترتيب العديد من الملفات الإقليمية والعالمية الحيوية".
