أعلن الإطار التنسيقي، أبرز تحالف شيعي في البرلمان العراقي، الاثنين ترشيح محمد شياع السوداني لرئاسة وزراء العراق، في سياق أزمة سياسية متواصلة منذ تسعة أشهر.

وسمّى الإطار الذي يضمّ كتلاً شيعية أبرزها "دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، و"كتلة الفتح" الممثلة لفصائل الحشد الشعبي الموالي لإيران، النائب الحالي والوزير والمحافظ السابق محمد شياع السوداني، المنبثق من الطبقة السياسية التقليدية، مرشحاً له.

وعقد الإطار الاثنين "اجتماعاً لاختيار مرشحه لرئاسة الوزراء"، وفق بيان صادر عنه، و"بأجواء إيجابية اتفق قادة الإطار التنسيقي وبالاجماع على ترشيح السيد محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء".

ويُنتظر الآن صدور رد فعل رجل الدين الشيعي والشخصية السياسية النافذة في العراق مقتدى الصدر الذي لا يزال مؤثراً في المشهد السياسي رغم أن تياره لم يعُد ممثَّلاً في البرلمان. واستقال نواب التيار الصدري الـ73 في يونيو/حزيران الماضي من البرلمان، بعدما كانوا يحتلون أكبر عدد من المقاعد فيه.

ويُفترض الآن بعد إعلان الإطار التنسيقي عقد جلسة برلمان بدايةً لانتخاب رئيس للجمهورية، لاستكمال الاستحقاقات الدستورية، من أجل المضيّ رسمياً في ترشيح السوداني لرئاسة الحكومة.

لكن حتى الآن لا توافق بعدُ على اسم رئيس الجمهورية بين الحزبين الكرديين الكبيرين.

ومنذ أول انتخابات متعددة شهدتها البلاد في 2005 ونُظمت بعد الغزو الأمريكي الذي أدّى إلى سقوط نظام صدام حسين في 2003، يعود منصب رئيس الجمهورية تقليدياً إلى الأكراد، فيما يتولى الشيعة رئاسة الوزراء، والسُّنَّة مجلس النواب.

ولم يتمكّن العراق من الخروج من الأزمة السياسية بعد مرور تسعة أشهر على الانتخابات البرلمانية المبكّرة في أكتوبر/تشرين الأول 2021، التي جاءت لامتصاص الغضب الشعبي إثر تظاهرات غير مسبوقة.

وغالباً يكون المسار السياسي معقداً وطويلاً في العراق، بسبب الانقسامات الحادة والأزمات المتعددة وتأثير مجموعات مسلحة نافذة.

وكان السوداني (52 عاماً) سابقاً في حزب الدعوة تنظيم العراق، وائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، قبل الاستقالة منهما حين طُرح اسمه مرشحاً لرئاسة الوزراء عام 2019.

لكن المتظاهرين رفضوا اسمه حينها.

فاز السوداني بعضوية مجلس النواب العراقي ثلاث مرات آخرها في 2021، وشغل مناصب وزارية، فكان وزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية بين 2014 و2018، ووزيراً لحقوق الإنسان بين 2010 و2014، حسب سيرة ذاتية صادرة عن مكتبه. وتَوَلَّى كذلك منصب محافظ ميسان الواقعة في جنوبيّ العراق.

TRT عربي - وكالات