صدّق البرلمان الفرنسي على قرار السماح لأصحاب السيارات باستعمال زيوت الطبخ وقوداً لسياراتهم، بعد أن تقدم بمشروع قانونه نائب كتلة الخضر جوليان بايو. يأتي هذا القرار في خضمّ أزمة طاقة كبيرة تعرفها البلاد، انعكست على المواطن بارتفاع أسعار المحروقات إلى مستويات قياسية.

ويدعم الخضر الخطوة باعتبارها ذات منفعة بيئية، إذ تحدّ من مشكلات التخلص العشوائي من تلك الزيوت، كما أن انباعاث الكاربون الناتج عن احتراقها أقل بـ90% من المحروقات العادية. ويتزايد الإقبال أوروبياً على استعمال زيوت الطبح وقوداً للسيارات، ويشجّع الاتفاق الأوروبي الأخضر هذا التحول.

زيوت الطبخ وقوداً في فرنسا

وصوّت البرلمان الفرنسي الخميس 21 يوليو/تموز الجاري بالموافقة على التعديل الذي قدّمه النائب عن حزب الخضر جوليان بايو على قانون القدرة الشرائية، الذي تَضمَّن السماح باستعمال زيت الطبخ وقوداً للسيارات بدل الديزل. وقال بايو خلال دفاعه على المقترح: "إنه غير قانوني في فرنسا، ولكنه منتشر جدّاً في أوروبا وفي مناطقنا، ولكن سرّاً".

أردف نائب الكتلة الإيكولوجية بأنه "في فرنسا ليس لدينا بترول، ولكننا نمتلك زيت القلي"، موضحاً أن هذه الزيوت التي يُعاد استعمالها ستعزّز القدرة الشرائية للمواطن، كما ستدعم الاستقلال الطاقي للبلاد بدل ارتهانها بالوقود الأحفوري.

وتعيش فرنسا، على غرار بلدان الاتحاد الأوروبي، أزمة طاقة واسعة. وشهدت أسعار المحروقات ارتفاعاً كبيراً، إذ بلغ سعر لتر الديزل يوروهين في يوليو الجاري، بعدما لم يتعدَّ 1.45 يورو للتر خلال نفس الفترة السنة الماضية. ويمكن إنتاج 8 لترات من الوقود بمعالجة 10 لترات من الزيت المستعمَل، بما يقلّل انبعاث الغازات الحبيسة بنسبة تصل إلى 90% مقارنة بالديزل التقليدي.

ومع أن القانون الفرنسي لم يكن يسمح باستعمال زيت الطبخ وقوداً، فإن عدداً من النشطاء البيئيين وجمعيات المجتمع المدني كانوا يدافعون عن الفكرة. وفي سنة 2007 أُسّسَت أول جمعية فرنسية اهتمَّت بإعادة تدوير زيت القلي وتحويلها إلى وقود سيارات.

إقبال أوروبي على تدوير الزيت

ليست فرنسا وحدها المعنية بنشاط تدوير زيوت الطبخ المستعملة واستخدامها وقوداً، بل يشهد هذا الأمر إقبالاً أوروبياً كبيراً. وحسب صحيفة الغارديان البريطانية، فإن 17 ألف طن من الزيوت تُستخدم يومياً وقوداً في كل من أوروبا والمملكة المتحدة، بما يعادل 19 مليون قنينة زيت.

يضيف ذات المصدر أن 58% من زيوت بذور اللفت و9% من زيوت عباد الشمس التي استُهلكت في أوروبا ما بين 2015 و2019، انتهى بها الأمر في خزانات وقود السيارات والشاحنات. وحسب دراسة لمؤسسة "T&E" المتخصصة في النقل والتحول الطاقي، فإن حجم احتياجات أوروبا من الزيوت المستعملة سيتضاعف خلال العقود القادمة ليبلغ 6 ملايين طن.

ويشجع مخطط التحول الطاقي الذي أطلقه الاتحاد الأوروبي تحت اسم "الاتفاق الأخضر"، على استعمال زيوت الطهي المستعمَلة وقوداً يعوّض الديزل الأحفوري. وتتصدر الصين قائمة مورّدي أوروبا بالزيوت المستعملة، إذ تستحوذ على 34% من حجم الواردات.

ويمكن استخدام الزيوت المستعملة وقوداً بعد عملية تصفية وتكرير، إذ يمكنها أن تعوّض الديزل الأحفوري. ولا تعمل هذه الزيوت على محركات الديزل الجديدة، بل فقط السيارات قديمة الطراز والجرارات الزراعية. كما لا يُنصح بالاقتصار على هذه الزيوت طوال السنة، بل العودة إلى الوقود الأحفوري من وقت إلى آخر حفاظاً على المحرك.

TRT عربي