ضباب في الرؤية واحيانا انعدمها، طنين في الأذن بشكل مستمر، عدم إتزان، فقدان القدرة على الحركة والوقوف احيانا، حساسية من الضوء، جميعها أعراض تمثلت في مرض نادر يسمي التصلب المتعدد، ذلك المرض المناعي النادر الذي يصيب الأعصاب وتختل فيه المناعه لتهاجم الأعصاب والجسم.

بصدر رحب وقبول، قابلت نهال أحمد، صاحبة الـ٢٤ عاما، مرضها التصلب المتعدد، واتخذته منصه لها للوصول لاحلامها وأهدافها وعدم وقوفه عائق أمامها على الرغم من صعوبته والمه الشديد.

تخرجت نهال احمد من كلية تجارة خارجية وهي ابنه محافظة الشرقية إلا أنها تقيم بمحافظة القاهرة، لم يمنعها مرضها من تنفيذ أحلامها أو أنه يقف بينها وبين تصميم الأزياء والتي تعشقها منذ نعومة أظافرها.

بداية أعراض مرض التصلب المتعدد

تقول نهال إنه قبل ٤ سنوات بدأت تشعر بازدواجية في الرؤية وبالكشف الطبي تأكدت من سلامة العين وبوجود بعض الضغوطات النفسية، وبالفعل بعد عشرة أيام اختفت الأعراض، إلا أن بعد مرور حوالي عاما كامل بدأت تشعر بألم ونغزات في الرأس مصحوبة بألم، بجانب طنين الأذن وعدم اتزان.

تابعت إنها استمرت على هذا الحال قرابة شهرين وبالتوجه لطبيب مخ وأعصاب وعمل رسم مخ ظنا بوجود كهرباء لكن تبين عدم وجود أي شئ برسم المخ، مما جعلها تتوجه لدكتور سمعيات وعمل قياس سمع وهو أيضا كان سليم تماما، وعلى هذا الحال استمرت فترة دون معرفة الأسباب.

تزايد الأعراض واكتشاف مرض التصلب المتعدد

أضافت صاحبة ال٢٤ عاما، أنه بعد فترة من الوقت استقيظت لتجد أنها فقدت البصر بالعين الشمال مع وجود حساسية من الضوء شديدة، وبالذهاب للطبيب وعمل رنين على المخ تبينت أعراض مرض ms، وسرعان ما تم تعليق محاليل كورتيزون على ٨ جلسات، وعمل بذل من النخاع الشوكي للتأكد من المرض لوجود متشبهات عديدة.

واستكملت حديثها بأنه عبارة عن مرض مناعي مزمن لايوجد له علاج مجرد حقنة شهرية وتعايش مع الأعراض والألم، والعلاج يعمل على تقليل الهجمات التي يتسبب فيها المرض ويؤثر على حركة الجسم والعين والمخ.

تحويل محنة المرض لمنحه إلهية

أكدت نهال أنها تعشق تصميم الأزياء على الرغم من أنه مرهق للغاية نظرا لطبيعة مرضها، إلا أنها تغلبت على المرض بعملها في تصميم الأزياء، "عمري ما اضايقت من المرض خالص متعايشة معا.. مضايقة أن محدش يعرفه أن في ناس ممكن تكون تعبانة منه ومتعرفش زي في البداية.. واهم حاجة في المرض دا هو النفسية والتغذية السليمة".

"احلى حاجة في المرض أننا نتحدى ونوقف فوقه" بهذه العبارة نهال شعاع الأمل للجميع، لتأكد على أن المرض ليس عائق أمام تنفيذ الأحلام وللطموحات، لافتة إلى أن وجوده على ماكينه الخياطة يحتاج تركيز بالعين وحركة الايد والرجل باستمرار وهما أكثر الأعضاء التي يؤثر عليهم المرض لكنها مستمرة في العمل لحبها في تصميم الأزياء، "طول عمري بحب  اللبس والأزياء والموضه بلاقي نفسي وأنا برسم التصميم وعمل الباترون وقص قماش والقاعدة على المكنه وتنفيذه.. عشان كدا مكملة في التصاميم وباخد كورسات أطور بيها نفسي".

واختتمت حديثها بأن هدفها غير مقتصر على تصميم الأزياء والشهرة في هذا المجال، بل إنها تسعى لعمل توعية شاملة بالمرض لتعريف الجميع به وتجنب مرور اي شخص بتجربتها لحين إكتشاف المرض.