العلاقات المغربية الجزائرية..خطاب الملك ربط الماضي بالحاضر في استمرار سياسة اليد الممدودة


يعود الملك محمد السادس مرة أخرى ليؤكد أن مصير المغرب والجزائر، مشترك لا ينفك أن ينشق رغم ما يعوقه من مطبات سياسية تبتغي طمر العلاقات في وحل سيكولوجية بائدة ونظريات مؤامرة عفى عنها الزمن، في وقت لا تعرف فيه لغة الحوار والتفاوض والتواصل حدودا جغرافية أو أن تلهبها خلافات حدودية أو مطامع..

الملك محمد السادس في خطاب أمس السبت جدد العهد ومدّ يدا بيضاء إلى النظام الجزائري، والأمل في تقويم علاقات أصيبت منذ زمن بمرض خبيث بالكاد تحتاج عملية جراحية تنهي ألم المرض الذي عمر طويلا في جسد العلاقات بين البلدين الجارين.

 

يحمل الخطاب السياسي للعاهل المغربي، جرعة أمل وتفاؤل لخلق حالة التفاهم والتعاون الذي يجب أن يأخد مساره على الصعيد الثنائي، وتجاوز حالة سنوات التوتر والقلق، والمفارقة أيضا أن  علاقات البلدين ورغم التلاحم الشعبي الذي يطبعها على مر التاريخ، باتت في حقبة ما بعد استقلالهما عن المستعمر مثقلة بالنزاعات والجراح.

 

ورغم صفحات طويلة من النزاعات والحروب، ما تزال أصوات من النخب والمجتمع المدني ترتفع في الجزائر والمغرب تطالب حكومتيهما بالجلوس إلى طاولة الحوار وتغليب منطق التفاهم وروابط الأخوة التي تربط الشعبين أكثر من أي شعبين آخرين في المنطقة.

 

رسائل واضحة..فهل تقرأ؟

وبالعودة إلى مضامين الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى عيد العرش، وحديث الملك عن ضرورة وصول المغرب والجزائر إلى حالة التكامل، قائلا ” إن “الحدود التي تفرق بين الشعبين الشقيقين، المغربي والجزائري، لن تكون أبدا حدودا تغلق أجواء التواصل والتفاهم بينهما”، وأضاف “بل نريدها أن تكون جسورا، تحمل بين يديها مستقبل المغرب والجزائر، وأن تعطي المثال للشعوب المغاربية الأخرى”.

 

يؤكد الباحث في العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، عبدالمالك الودغيري، أن الخطاب الملكي وجه، رسالة واضحة إلى الحكام في الجزائر مفادها أن المغرب غير معني بالتصعيد أو الرد بالمثل على الاستفزازات، وبالتالي الاستمرار في نهج سياسة  اليد الممدودة نحو الجزائر والتزامه القوي بمبادئ حسن الجوار.

 

المحلل السياسي اعتبر في حديثه لـ”الأيام 24″ أنه وعلى الرغم من موقف الجزائر من وحدتنا الترابية، فإن جلالته وبخطاب أخوي عميق ومسؤول أكد مرة أخرى على سياسة اليد الممدودة للملكة تجاه الأشقاء في الجزائر، مع التذكير بأن هذا المسعى بالنسبة للدولة المغربية يعود إلى الجذور والقواسم المشتركة بين البلدين، مشيرا إلى أن الخطاب الملكي أكد على أهمية الترفع عن بعض الخطابات المسيئة للجزائر، والتي تهدف إلى تأجيج الفتنة بين البلدين، واعتبر جلالته أن هذا الخطاب لا يعكس حقيقة الموقف”.

 

ورغم تجذز روابط التلاحم في علاقات البلدين إبان حرب التحرير ضد الإستعمار الفرنسي، ودور المغرب التاريخي في دعم الثورة الجزائرية، تنتشر في أوساط الطبقة السياسية الجزائرية وخصوصا الحاكمة رؤية كلاسيكية مليئة بالأحكام السلبية وعدم الثقة ونظرية مؤامرة لدى قادة مؤثرين في تاريخ الجزائر المستقلة، بدءا بالرئيس الراحل بومدين ووزير الخارجية الأسبق أحمد طالب الإبراهيمي وصولا إلى الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة ورئيس الأركان الحالي شنقريحة.

 

نقطة الصفر

 

وبقراءة فاحصة لحصيلة علاقات الدولتين بعد حوالي ستين عاما من الاستقلال، أن حدود البلدين ظلت مغلقة طيلة 45 عاما (63-69، 76-88، من 1994إلى الآن)، وبأن قطع العلاقات الديبلوماسية دام حوالي عشرين عاما. كما تسببت النزاعات الحدودية بين البلدين في نشوب حربين كبيرتين (الرمال 1963 والصحراء 1975). ويتكبد اقتصاد البلدين خسائر سنوية بعشرات المليارات من اليوروهات بسبب القطيعة، أي معا يعادل 2 إلى 5 في المائة من الناتج الداخلي الخام.

 

والمحاولات المغربية للحفاظ على خيط رفيع في العلاقات وعدم الذهاب بها إلى نقطة الصفر ليست سوى علامة يسجلها الفاعلون في صيرورة أحداث تشهدها العلاقات، وقد تعني منعطفا نحو البحث عن تسوية للأزمة، في مرحلة حساسة تتزايد فيها حالة الاستقطاب الإقليمي والعالمي حول القارة الأفريقية وخصوصا شمالها.

 

وبخصوص الدور المتنامي الذي بات يلعبه المغرب في القارة الأفريقية بعد عودة إلى الإتحاد الأفريقي، والاختراقات التي حققها في ملف الصحراء المغربية، بدءا بالاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء ووصولا إلى فتح دول عربية وأفريقية عديدة قنصليات لها في مدينتي العيون والداخلة، يقول البااحث في العلاقات الدولية إنه أحدث كل ذلك حالة قلق ملحوظة لدى المؤسسة العسكرية وحرّك الديبلوماسية الجزائرية بعد سنوات من التراجع، إزاء الملف الكلاسيكي الذي طبع علاقات البلدين طيلة عقود بالعداء والتنافس.

 

ويشكل ملف الصحراء الصحراء اليوم بؤرة رئيسية لتعميق القطيعة بين البلدين، فهي الورقة التي تستخدمها الجزائر تاريخيا في مواجهة المغرب، وعلى امتداد عقود ظلت الجزائر تتمسك بموقفها الداعم لمبدأ تقرير المصير في الصحراء، وتقول إنها طرف مراقب في النزاع الذي يوجد تحت رعاية الأمم المتحدة، وترفض الخوض مع المغرب في طبيعة الدعم الذي تقدمه لجبهة البوليساريو. بينما يرى المغرب أن هذه المسألة هي مربط الفرس، إذ أنه لولا الدعم العسكري والديبلوماسي والإعلامي الجزائري لجبهة البوليساريو منذ خمسة عقود لأمكن تسوية النزاع وفتح صفحة جديدة في تاريخ المنطقة. 

 

تاريخ الخبر: 2022-07-31 18:19:10
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 62%
الأهمية: 81%

آخر الأخبار حول العالم

توقعات أحوال الطقس اليوم الجمعة

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:24:52
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 70%

هذه وضعية سوق الشغل خلال الفصل الأول من سنة 2024

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:24:54
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 68%

بين فيتنام وغزة – صحيفة التغيير السودانية , اخبار السودان

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:22:59
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 59%

انهيار طريق سريع جنوب الصين: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 48 شخصا

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:25:00
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 63%

في سوق الأسهم .. هل عليك بيع أسهمك في مايو وإعادة الشراء في نوفمبر؟

المصدر: أرقام - الإمارات التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:24:00
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 36%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية