سعادة كبيرة ارتسمت على وجوه سيدات ريف المنتزه بمحافظة الإسكندرية، عقب حصولهن على ماكينات خياطة، بعد نجاحهن فى اجتياز دورات تدريبية متخصصة ضمن مبادرة «مهنتك مستقبلك»، فى إطار المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، التى تسعى ضمن أهدافها وتدخلاتها العديدة إلى تدشين مشروعات صغيرة ومتوسطة للشباب وربات البيوت على وجه التحديد.

أشادت الخريجات بالتدريب المتميز الذى قدمته لهن مبادرة «مهنتك مستقبلك»، وكيف يسهم حصول كل منهن على ماكينة خياطة فى بدء مشروعها الخاص الذى يُمكنها من إتاحة مصدر دخل ثابت يعينها على متطلبات الحياة لها ولكل أفراد أسرتها، مع توفير سيارات التدريب المتنقلة فى محيط سكنهن للتسهيل عليهن. 

وأعربت روان رجب أدهم، ٢١ عامًا، عن سعادتها بحصولها على ماكينة خياطة عقب انتهاء التدريب ضمن مبادرة «مهنتك مستقبلك»، التى توفر لكثير من السيدات فرصة لبدء مشروعاتهن الخاصة، مشيرة إلى أنها لم تتوقع أن يكون التدريب بهذا الشكل المميز.

وقالت «روان»، لـ«الدستور»: «بمجرد أن علمت بوجود السيارة المتنقلة الخاصة بمبادرة (مهنتك مستقبلك) فى المنطقة التى أسكن بها، وتوفيرها دورات تدريبية للفتيات والسيدات، توجهت إليها وتقدمت بطلب للانضمام إلى هذا التدريب، ولم يطلبوا منى سوى الرقم القومى ورقم الهاتف».

وأضافت: «تواصل معى المسئولون عن المبادرة وأخبرونى بقبولى بها، لأبدأ التدريب بالفعل، الذى استمر لمدة شهر، على يد أحسن المدربات، اللاتى لم يبخلن علينا بأى شىء، وعلموننا كل ما يخص الخياطة والتفصيل».

واختتمت بقولها: «أصبحت على أرض ثابتة فى هذه المهنة، وأستطيع أن أداوم على العمل والتدريب والتطوير من نفسى، عندى موهبة وعاوزة أكمل فيها، وفرحت جدًا بأنى كنت من ضمن المتفوقات فى التدريب، وتم منحى ماكينة خياطة، أستطيع من خلالها تفصيل ملابس لأولادى ولنفسى، وتوفير نفقات شراء الملابس الجاهزة، إلى جانب إتقان صنعة للمستقبل».

وقالت أسماء عاطف منصور، من المنشية البحرية فى ريف المنتزه، إنها تقدمت للتدريب بسبب حبها مهنة الخياطة، التى كانت تريد أن تتعلمها منذ فترة طويلة، حتى جاءت تلك المبادرة مثل طوق نجاة ووسيلة لتحقيق هذا الحلم، مشيرة إلى أنها حاصلة على بكالوريوس تجارة، لكنها أرادت بدء مشروعها الخاص فى مجال الخياطة.

وأضافت: «تقدمت للتدريب منذ علمت بوجود السيارة المتنقلة فى منطقة سكنى، ولقيت معاملة مميزة من الجميع، وتم قبولى بالفعل، لألتحق بالدورة التدريبية التى استمرت ٣٠ يومًا، من ٩ صباحًا حتى الواحدة ظهرًا».

وشددت على أن دعم المهن الحرفية وتدريب الشباب على إتقانها لتكون مصدر دخل ثابتًا لهم، فكرة لم يهتم بها أحد من قبل، مثلما اهتم بها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وترجم هذا الاهتمام من خلال مبادرة «مهنتك مستقبلك»، مضيفة: «ربنا يبارك فى عمره، كفاية إننا اتعلمنا صنعة».

واختتمت: «أخدت ماكينة خياطة، وهبدأ مشروعى الخاص بها قريبًا، وفيه شباب غيرى متقدمين لتعلم حرف أخرى مثل السباكة والكهربا، وده هيوفر لهم صنعة تضمن لهم المستقبل».

وقالت إيمان أنور، من منطقة حوض ١٠ بريف المنتزه، إن جيرانها هم من أخبروها بسيارة المبادرة، التى تلاقت مع رغبتها فى تعلم مهنة الخياطة والتفصيل، لذا توجهت للتقديم، وبدأت التدريب على الفور.

وأضافت: «تعلمت كل ما يخص الخياطة، وبدأت تفصيل ملابس كل أفراد أسرتى، وأعتزم فتح مشروعى الخاص ليكون مصدر دخل لى ولأسرتى»، مشددة على أن هذه المبادرة جميلة وهادفة واستفاد منها شباب كثيرون وربات بيوت لا يملكن مصدر دخل ثابتًا.

ووجهت الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، قائلة: «إحنا بنحبه جدًا»، كما توجهت بالشكر إلى اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، الذى صمم على وصول تلك المبادرة إلى المناطق النائية، مضيفة: «حتى لو مكنش فيه مكن خياطة، يكفينا إننا اتعلمنا حاجة لنفسنا».

وأعربت زينب حسن حمد عن سعادتها بحصولها على ماكينة خياطة بعد إتمام الدورة التدريبية، مشيرة إلى أنها لم تكن تتوقع أن تكون من المتميزات فى التدريب، وتحصل على ماكينة خياطة.

وقالت «زينب» إنها رغبت منذ فترة طويلة فى أن تكون لها مهنة تستطيع من خلالها أن تبدأ مشروعًا صغيرًا يعينها على متطلبات الحياة، وبالفعل تقدمت إلى هذا التدريب داخل سيارة متنقلة، فى منطقة حوض ١٠ بريف المنتزه، وبدأت فى تعلم كل شىء عن الخياطة.

وأضافت: «مكنتش أعرف أى حاجة عن الخياطة، لكنى دلوقتى بعرف أتعامل مع ماكينة الخياطة بكل دقة، وصولًا إلى صيانتها، إلى جانب رسم البترون والتصميم، والآن بفصّل موديلات لنفسى ولأولادى، وعلمت أولادى الثلاثة كل ما تعلمته فى التدريب».

وواصلت: «أنا حاصلة على شهادة محو الأمية، وكنت خلال التدريب النظرى أتمرن على الكتابة بشكل جيد لتحسين خطى، وأنفذ ما حصلت عليه فى التدريب العملى مع أولادى، وبالتالى لم أخرج متعلمة المهنة لوحدى، بل تعلمها معى أولادى الثلاثة.. إحنا بنتعلم وبنعلم أولادنا وأهالينا».

وأكملت: «بعد حصولى على ماكينة الخياطة، سأبدأ فى تنفيذ مشروع خاص فى هذا المجال». وأشادت باهتمام مسئولى المبادرة بالمناطق الأكثر احتياجًا، والعمل على تعليم أهلها مهنًا حرفية، وتوفير حياة كريمة لهم مع استهداف أعداد كبيرة، مختتمة بقولها: «الريس فتح بيوت ناس كتير وأعطى فرصة للشباب لتعلم الحرف، ربنا يخليه لينا ويجازيه كل خير».

وقال اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، إن مبادرة «مهنتك مستقبلك» تعد تجسيدًا عمليًا لرؤية الدولة واهتمامها برفع كفاءة ومهارة العمالة، والاهتمام بالتعليم الفنى، وتشجيع الطلاب على التدريب وتعلم المهن الحرفية بكل ما فيها من مهارات.