لم يكن للأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين إسبانيا والجزائر في يونيو/حزيران الماضي نتائج سلبية على قطاع الطاقة فحسب، بل طالت قطاعَي السيراميك والسياحة، حسب صحيفة "إلموندو" الإسبانية.

ففي 8 يونيو الماضي، علّقت الجزائر معاهدة الصداقة كرد فعل على قرار حكومة بيدرو سانشيز بدعم خطة الحكم الذاتي المغربية لإقليم الصحراء، وأوقفت الجمعية المهنية للبنوك والكيانات المالية (ABEF) جميع المعاملات مع إسبانيا.

وتزود الجزائر إسبانيا بالغاز الطبيعي عبر خط أنابيب "ميدغاز" يربط بين البلدين مباشرة عبر المتوسط، بطاقة 8 مليارات متر مكعب سنوياً.

وحسب "إلموندو" خسر قطاع السيراميك الإسباني 25 مليون يورو، وفق فرناندو فابرا رئيس الرابطة الوطنية للسيراميك، إذ إنه لم يُصدّر مهنيو القطاع منتجاتهم لمدة 50 يوماً ما حرمهم أعمالاً تصل قيمتها إلى 120 مليوناً كانت مقدرة من المعاملات مع الجزائر.

في 29 يوليو/تموز أعلنت البنوك الجزائرية رفع حظرها عن التعامل مع إسبانيا، لكنّ حكومة الجزائر لم تؤيده، وهو ما أثار قلق المهنيين في إسبانيا بسبب وجود مواد بنحو 8 ملايين يورو عالقة بانتظار إرسالها إلى الجزائر.

وقال فابرا: "نأمل أن يُحلّ الوضع بسبب الضغط الداخلي الذي تمارسه الصناعة الجزائرية. نعلم وجود مصانع متوقفة بالفعل لأنهم بحاجة إلى موادنا ولا تصل إليهم. لكن بالنسبة إللى تصديرنا لها مرة أخرى، لا بد أن يكون لدينا الأمان في ذلك".

ويأمل فابرا "حل الوضع من خلال الضغط الداخلي الذي تمارسه الصناعة الجزائرية. نحن نعلم أنه توجد بالفعل مصانع متوقفة لأنها تحتاج إلى موادنا ولا تصل إليها. ولكن لكي نصدر مرة أخرى، علينا أولاً أن نكون متأكدين".

أما السياحة فقد تأثرت بشكل كبير جرّاء الأزمة، خصوصاً في إقليم بلنسية الذي تشكل السياحة فيه الجزء الأكبر من الناتج المحلي الإجمالي.

وحسب الصحيفة فقد تراجعت السياحة الجزائرية عامَي 2020 و2021 بسبب وباء كورونا، فبالكاد يصل عدد السياح إلى 70 ألف زائر بجميع أنحاء البلاد، وهو رقم بعيد كل البعد عن 331 ألفاً زاروا إسبانيا في 2019.

ومع تعافي السوق بعد أزمة كوفيد، تسببت الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر وإسبانيا بتراجع السياح الجزائريين بنسبة كبيرة.

TRT عربي - وكالات