قال المحلل السياسي المصري أحمد رفعت، إن العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني تعود جذوره إلى عام 2012 بعد تصفية أحمد الجعبري قائد الجناح العسكري لحماس الداعم للتحالف مع إيران.

وأوضح رفعت في حديث لـRT أن "الجعبري كان يدعم تحالف "حماس" مع إيران وليس مع قطر أو تركيا، فتمت تصفيته في عملية معقدة جدا تمت بالتعاون بين إسرائيل وإحدى الدول الأخرى بالمنطقة، وتم حسم الحركة لمصلحة التحالف التركي القطري"، مشيرا إلى أنه "بعد عشر سنوات يستشهد تيسير الجعبري، إبن عم أحمد الجعبري القائد العسكري في الجهاد الإسلامي المتحالفة مع إيران".

ورأى أن "إسرائيل بادرت بالعدوان لرغبتها في الاشتباك مع أذرع إيران في المنطقة. ويحدث ذلك في ظلال عودة مفاوضات النووي مع إيران وتلويح إسرائيل الدائم بقيامها بعمل منفرد ضد الأخيرة وهو ما يستلزم عندئذ الاشتباك مع حلفاء إيران بالمنطقة"، معتبرا أنه "من هنا جاء قرار استدعاء الاحتياطي ليس لغزة وإنما للتدريب علي استدعاؤه لجنوب لبنان أو للجولان إذا قامت إسرائيل بعملية كبيرة وكذلك اختبرت قوة الجهاد وفاعلية القبة الحديدية أو إخفاقها فضلا عن التأكد من ضعف التنسيق بين الضفة والقطاع".

وأفاد رفعت بأن "خسائر إسرائيل من العملية والتي هي مكاسب فلسطينية تتمثل في استمرار عدم توفير الأمن للمدن والقرى المجاورة لغزة بل وأبعد من ذلك وصولا إلى تل أبيب.. بقي الإسرائيليون في بيوتهم ومنهم من لجأ للملاجئ ومنهم من شاهد أو سمع أصوات الصواريخ تصل إليه أو بالقرب منه"، مبينا أن "إلغاء شركات طيران رحلاتها إلى إسرائيل من بين الخسائر وتأثير كل ما سبق على السياحة فضلا عن كلفة استدعاء الاحتياطي وتأثيره على قوة العمل في الداخل الإسرائيلي".

وذكر أن "مصر تدخلت قبل العدوان واستشرفت ما يحدث مبكرا وحاولت منعه، لكن الإصرار الإسرائيلي أكبر من مجرد اغتيال قائد ميداني أو أكثر. لكن الحرص المصري على البعد الإنساني ومعاناة الأشقاء في فلسطين وغزة كان الهدف الأول.. فلم يهنأ القطاع بعد بإصلاح مصر لبنيته التحتية ولا بمساكنه الشعبية الجديدة فضلا عن معاناة انقطاع الكهرباء والحاجة للمستلزمات الطبية وغيرها من متطلبات الحياة لشعب مغلوب على أمره تأسره إسرائيل وتمارس عليه أشد صور التجبر والجبروت"، مشيرا إلى أن "كل ذلك وغيره وضعته مصر في اعتبارها خصوصا أن الشعب الفلسطيني في غزة يدفع ثمن الدفاع عن مقدساته وحريته ولا يصح أن يدفع ثمن صراع إقليمي لم يؤخذ رأيه فيه".

ناصر حاتم - القاهرة

المصدر: RT