ارتفاع سقف مطالب معتصمي «العبيدية» شماليّ السودان


رفع معتصمو منطقة العبيدية بولاية نهر النيل شماليّ السودان، من سقف مطالبهم التي ابتدروها  قبل أكثر من اسبوع، لتصبح «11» مطلباً أساسياً، مع توسع رقعة أرض الاعتصام.

التغيير/ العبيدية: فتح الرحمن حمودة

أعلن مواطنو منطقة العبيدية، تمسكهم بتحقيق كامل مطالب اعتصامهم المستمر منذ مطلع أغسطس الحالي.

وبدأ الأهالي اعتصاماً في المنطقة المنتجة للذهب، احتجاجاً على ضعف التنمية، وتردي البيئة، بجانب تفشي التفلتات الأمنية والجريمة.

وتحظى المنطقة باهتمام خاص من قبل سلطات الانقلابية نظراً للإيرادات الضخمة المتحصلة من عائدات التعدين.

واشتهرت «العبيدية» منذ أكثر من «20» عاماً بنشاط محموم في مجال التعدين، ما جعلها واحدة من شرايين الاقتصاد المحلي، ومقصداً للمعدنين من كل بقاع البلاد.

سلبيات كثيرة

وبدأ اعتصام أهالي العبيدية الأسبوع الماضي تحت شعارات واضحة «الأمن مقابل التعدين» بعد انتشار الجرائم، خاصةً في سوق الطواحين الذي يبعد حوالي «5» كيلومترات عن المدينة.

وفجّرت السلبيات التي خلفها نشاط التعدين غضب سكان المنطقة.

وشكا الأهالي في أحاديثهم لـ«التغيير» من داخل موقع الاعتصام، من انهيار كبير في مجالات التعليم والصحة، علاوة على التردي البيئي بالمنطقة، ما أضطرهم إلى الاعتصام لتحقيق مطالبهم.

وأوضح عضو مكتب الإعلام بلجان مقاومة المنطقة مأمون أبشر، أن فكرة الاعتصام جاءت بسبب السيولة الأمنية وانتشار الجريمة بالمنطقة.

وقال: «لقد ظل يعيش هذا الشريان الاقتصادي أوضاعاً مأساوية بسبب سياسات التهميش الحكومي وسوء الخدمات الأساسية التي يعاني منها سكان المنطقة التي تتوفر فيها كل مقومات التعدين».

وأضاف: «تعاني المنطقة من تلوث واضح يمثل كارثة بيئية على الأهالي بسبب استخدام الزئبق وأحواض مادة السيانيد التي أصبحت متمددة ونفوق الماشية وانعدام الطيور فيها».

ويتم استخدام مواد كيمائية عالية الخطورة في استخلاص الذهب من قبل المعدنين التقليديين، من دون مراعاة للاشتراطات الصحية والبيئية.

ودمغ مأمون الشركة السودانية للموارد المعدنية بعدم الاهتمام بالعمل البيئي.

وقال: «أصبح تركيزها الأساسي في عمليات حصد الإيرادات التي تتحصل عليها من عمليات التعدين دون أن تحرِّك ساكناً تجاه قضايا البيئة الخاصة بالمنطقة».

كاميرا التغيير

رفع سقف المطالب

وارتفع سقف مطالب المعتصمين، بعد التوافد الكبير لمواطني قرى المنطقة الذين يواجهون الكثير من المشاكل في مجالات التعليم، الصحة والخدمات عامة.

وقال الصادق هاشم، إن المعتصمين يطالبون بضرورة تحقيق «11» مطلباً أساسياً من بينها حل مشاكل مياه الشرب وإنشاء طريق داخلي يربط بين «25» قرية من منطقة العبيدية بمحلية بربر، علاوة على إقامة وحدة شرطية لحفظ الأمن.

ضغط مساند

عملت أجسام مهنية ومطلبية منها «تجمع الأجسام المطلبية- تام» على إثارة قضية التلوث البيئي الذي تشهده المنطقة، ومارست ضغوطاً على الشركة السودانية للموارد المعدنية بشأن ضرورة معالجة ضبط مخلفات الزئبق وأحواض السيانيد التي تستخدم في تعدين الذهب.

وقال عضو سكارتارية تجمع الأجسام المطلبية- تام المهندس على تونجا، إن ملف التعدين بمنطقة العبيدية يرتبط بأزمات كبيرة.

ووصف قيام “تجمع قطاعات التعدين” بأنه خطوة مهمة في اتجاه الإصلاح المؤسسي العلمي للقطاع.

مشيراً إلى التجمع من شأنه إرساء مبدأ الإنتاج المفيد، وتوجيه العائدات نحو التنمية بكل أوجهها، والحفاظ على البيئة وحقوق الأجيال، وإنصاف الجميع، مع إنعاش الاقتصاد الوطني وتوفير الخدمات.

إيقاف الشركات

وأكد عضو اللجنة الإعلامية للاعتصام هيثم إدريس، أنه تم إيقاف جميع شركات المعالجة بالمنطقة لليوم الثامن توالياً- بما فيها الشركة الروسية- عن العمل باستثناء دخول الحجر مجاناً للسوق ومنع وصول «الكرتة» للشركات، وشدّد على استمرار الاعتصام حتى تحقيق المطالب.

وأكثر ما يرفع من نبرة احتجاج سكان المنطقة قيام الحكومة المركزية بتقسيم عوائد التعدين بنسبة 50% للمركز وما تبقى لحكومة ولاية نهر النيل التي تعطي 25% لمحلية بربر التي من ضمنها وحدة العبيدية ذات النشاط الهائل في التعدين.

وشدّد عضو المقاومة بالمنطقة بشير الخليفة، على مطلب ضرورة فصل العبيدية التي يوجد بها نشاط كبير في تعدين الذهب وأكبر محطة جمركية بالمنطقة أنشئت قديماً، وهي أسباب كافية لتكون محلية منفصلة عن بربر.

ولم تشهد العبيدية تطويراً في المشاريع الخدمية بمجالات الكهرباء والمياه والصحة، مقابل الزيادة المضطردة في سكان المنطقة بسبب أنشطة التعدين وما خلفته من مشكلات للسكان.

 

كاميرا التغيير
تاريخ الخبر: 2022-08-09 00:22:48
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 58%
الأهمية: 60%

آخر الأخبار حول العالم

دورة مدريد لكرة المضرب: الروسي روبليف ي قصي ألكاراس حامل اللقب

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:24:39
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 51%

هذه أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق هدنة في غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:25:24
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 66%

هذه أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق هدنة في غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:25:18
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية