تُوَاجِه مِنطَقة العبيديَّة التَّابعة لِولاية نَهْر النِّيل ، شَمالِي السُّودان عديد مِن المشاكل المتعلِّقة بِالْخدْمات الأساسيَّة، وَعلَى رأْسهَا مُشْكِلة تَوفِير مِيَاه الشُّرْب المسْتمرَّة مُنْذ مَا يُقَارِب الثَّمَّان سَنَوات، تَحْت أَنظَار الحكومة، وفوْق آبار الذَّهب.
التغيير: فتح الرحمن حمودة
دخل اعتصام أهالي منطقة العبيدية، الثلاثاء، يومه العاشر توالياً، وذلك احتجاجاً على التهميش الذي تعانيه المنطقة المنتجة للذهب، مع قلة الأمن والخدمات، مقابل كثرة التفلتات الأمنية.
وتعاني المنطقة التي تنتج أبارها كميات كبيرة من الذهب، من كون ذات الآبار شحيحة بإنتاج مياه الشرب.
يقول مدير محطة المياه بالمنطقة، المهندس عبد العظيم الشفيع لـ«التغيير» إن السلطات العليا بمحلية بربر تجاهلت جميع التقارير المختصة بمشاكل المياه المتواصلة منذ قرابة ثمان سنوات.
وتتكفل العبيدية برفد الخزينة العامة للدولة، بمبالغ مالية مقدرة جراء عمليتي التعدين (الأهلي والمنظم) فيما لا تزال سكان المنطقة يرزحون تحت وطأة أزمات مياه الشرب.
مخاطر التلوث
لم تنهض في العبيدية مشاريع واضحة لتطوير ومعالجة مشكلات المياه، لإنهاء ظاهرة تلوث المياه المتوفرة ما يهدد بمخاطر صحية خطيرة.
وأبان المواطن بشير محمد في حديثه مع «التغيير» أنّ هنالك ستة مناطق فقط مستفيدة من مياه الشرب، رغم تلوثها، مما نجم عته انتشار للأمراض المنقولة بواسطة المياه كمشاكل تشوه الأطفال حديثي الولادة وأخرى ذات صلة تتعلق بالعقم عند الرجال و النساء .
ولا توجد دراسات بيئة وصحية توضح مدى تأثير المياه بالمواد الكيميائية التي يجري استخدامها في استخلاص الذهب.
و ظلت تعتمد المنطقة على مياه الشرب الواصلة من نهر النيل مباشرة إلى المنازل، من دون مرورها بمرحلة المعالجة جراء تهالك الطلمبات التي استخدمت لما يقارب العشرة أعوام.
في هذا الصدد يقول عبد الله ان المشكلة الرئيسية تتمثل في التعطل الكامل للمحطة.
مضيفاً بأنّ بعض الشركات عملت في خطوط المياه التي ليس لديها أي علاقة بمعالجة المشاكل الأساسية للمحطة.
وذكر عضو مكتب الإعلام بلجان مقاومة المنطقة مأمون أبشر لـ«التغيير» أن معاناة المواطن والحالة التي هو عليه نتاج غياب الدولة و الجهات المختصة في حل تلك المشاكل قصداً.
وتبعد مغاسل سيارات التعدين التي تحمل معها بقية مخلفات التعدين أقل من نصف كيلومتراً من محطة المياه، مما يؤثر مباشرة على تلوث مياه الشرب بالمنطقة .
ويتابع بشير بأن سيارات التعدين تتبع لعديد من الشركات وتجي محملة بما يصفه بالكوارث الكبيرة، كالزئبق والسيانيد التي تتسرب مباشرة إلى محطة المياه.
واتهم مأمون الحكومة بتجاهل الهياكل الإدارية التي ظلت غائبة عن محطة المياه.
وتحتاج المحطة للهياكل لإكمال عمليات تنقية المياه، نصب فلاتر لأحواض الترسيب.
و تتكون منطقة العبيدية من 25 قرية تبدأ من قرية «الدانقيل» وتنتهي بقرية «أم طرفة» التي جر سلبيات أنشطة التعدين غضبة الأهالي.
