الكل مسئول.. الطرق المُثلى لترشيد استهلاك الكهرباء من مختلف دول العالم

بينما ترتفع درجة حرارة كوكب الأرض على نحو ملحوظ بسبب تغير المناخ، يزداد التوجه لاستخدام الطاقة والأجهزة الكهربائية المختلفة، التى تستهلك بدورها الكثير من الطاقة.

ومما «زاد الطين بلة»، كما يقول المثل العربى، تأثير الحرب الروسية- الأوكرانية، ومن قبلها جائحة فيروس «كورونا» على سلاسل إمدادات مختلف السلع والمنتجات وعلى رأسها الطاقة، إلى جانب ما سببتاه من ارتفاع للتضخم أثّر على أسعار كل السلع تقريبًا.

ورفع العالم أجمع شعار «ترشيد الاستهلاك» وسط ارتفاع كبير فى أسعار فواتير الكهرباء على وجه التحديد، وترقب لأزمة طاقة محتملة وتوصف بـ«المرعبة» خلال فصل الشتاء المقبل، خاصة فى أوروبا، على ضوء اعتماد القارة العجوز بصورة كبيرة على الغاز والنفط الروسى.

فى السطور التالية نحاول التعرف على الطرق المُثلى لترشيد استهلاك الكهرباء وغيرها من مصادر الطاقة تجنبًا لارتفاع الفواتير، وكيف أيضًا يمكننا توفير المال خلال عمليات شراء مختلف السلع الأخرى.

الاستعانة بـ«منظمات» للتكييف والسخان.. واستخدام الثلاجات الموفرة

حذرت صحيفة «إكسبريس»، البريطانية من أن فواتير الطاقة والكهرباء آخذة فى الارتفاع بشكل كبير، ما يتطلب من الجميع أن يكونوا أكثر وعيًا بالأجهزة التى يستخدمونها، والوقت المناسب لاستعمال كل منها.

وذكرت الصحيفة، فى تقرير على موقعها الإلكترونى، أنه فى ظل المخاوف الكبيرة من ارتفاع تكلفة فواتير الطاقة فى الشتاء المقبل، وتحديدًا من بداية أكتوبر المقبل، أصبح من المهم محاولة خفض التكاليف قدر الإمكان.

وأوضحت أن فواتير الطاقة سترتفع إلى ٤٢٦٦ جنيهًا إسترلينيًا سنويًا، اعتبارًا من يناير المقبل، ما يعنى أن الأسرة المتوسطة ستدفع ٣٥٥ جنيهًا إسترلينيًا فى الشهر، بدلًا من ١٦٤ جنيهًا إسترلينيًا فى الوقت الحالى، وفقًا لتحليل صادر عن مؤسسة «Cornwall Insight» للأبحاث، التى توفر معلومات وتحليلات حول سوق الطاقة.

لذلك قدمت الصحيفة عددًا من النصائح لترشيد استهلاك الكهرباء والطاقة بشكل عام، على رأسها التخلى عن أو تقليل استخدام عدد من الأجهزة المنزلية التى تستهلك الكثير من الطاقة، من أجل توفير المال.

من أول هذه الأجهزة التكييف والمدفأة، اللذان يعدان أكبر مستهلك للطاقة فى المنازل، وفق الخبراء، الذين قالوا للصحيفة البريطانية: «معظم أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء يعمل على مدار ٢٤ ساعة فى اليوم، واعتمادًا على كفاءة وحدتك الكهربائية ستكون تكلفة استخدامك، فالوحدة ٧٢ كيلو واط فى الساعة تكلف المواطن فى بريطانيا ٤٩٦٧.٦٥ جنيه إسترلينى فى السنة، أو ما يعادل ١٣.٦١ جنيه إسترلينى فى اليوم، ولتوفير المال يجب استخدام «منظم» للحرارة والتبريد قابل للبرمجة.

ووفقًا لنفس الخبراء، تأتى سخانات المياه فى المرتبة الثانية، وتصل تكلفة استخدامها إلى حوالى ٨٢٨.٥٥ جنيه إسترلينى سنويًا، ناصحين باستخدام مضخات حرارية تستخدم الكهرباء لنقل الحرارة بقدرة ٥٠٠ واط فقط.

الجهاز الثالث فى القائمة هو الثلاجة، التى يجب أن تعمل على مدار ٢٤ ساعة فى اليوم للحفاظ على طعامك طازجًا، وتحتاج ٤.٣٢ كيلو واط فى الساعة لتنفيذ هذه المهمة، وبضرب ذلك فى ٣٦٥ يومًا بمتوسط السعر لكل كيلو واط فى الساعة، نجد أن الثلاجة تكلف المواطن البريطانى ٢٩٩.٣٠ جنيه إسترلينى سنويًا.

وفى ظل أن الثلاجة ضرورية، لكن فاتورة الكهرباء الخاصة بها باهظة الثمن، أوصى خبراء الطاقة بشراء ثلاجات أقل استهلاكًا للكهرباء.

كما أن كثيرًا من الناس يستخدمون غسالات الأطباق، لكن تشغيلها يتطلب تكلفة ضخمة، لتحل فى المرتبة الرابعة ضمن قائمة أسوأ الأجهزة استهلاكًا للكهرباء، خاصة أن تشغيلها يحتاج حوالى ١٨٠٠ واط فى الساعة، ويبلغ متوسط عملها ساعتين تقريبًا فى اليوم، ما يعنى أنها تستخدم ٣.٦ كيلو واط فى الساعة، وهو ما يكلف حوالى ٢٤٠.٢٠ جنيه إسترلينى، إذا ما تم استخدامها يوميًا لمدة عام.

الفرن الكهربائى هو خامس الأجهزة الكهربائية استهلاكًا للطاقة، لذا نصح الأطباء بتقليل استعماله، أو الاستغناء عنه لصالح بدائل أخرى.

تجنب استخدام مجفف الغسالة.. وتركيب مصابيح «ليد»

قدمت صحيفة «ماى لندن»، التى تصدر من العاصمة البريطانية، عددًا من النصائح لسكان بريطانيا لترشيد استهلاك الطاقة. وذكرت الصحيفة أن «الأسر فى جميع أنحاء العاصمة تواجه تحذيرات شديدة حول ارتفاع أسعار الطاقة، لتصل إلى حوالى ٣٥٨٢ جنيهًا إسترلينيًا فى أكتوبر المقبل، ثم أكثر من ٤٢٠٠ جنيه إسترلينى فى يناير ٢٠٢٣».

أولى هذه النصائح يتمثل فى الفحص الكامل لكل منفذ طاقة، وفصل أى شىء غير ضرورى، وإيقاف تشغيل الأجهزة، مع التعود على ذلك بانتظام. وكشف موقع «إنرجى سافينج ترست» عن أنه يمكنك توفير حوالى ٥٥ جنيهًا إسترلينيًا سنويًا من خلال إيقاف تشغيل أجهزتك على وضع الاستعداد، وفصلها بشكل تام، مشيرًا إلى أنه يمكن إيقاف تشغيل جميع الأجهزة الكهربائية تقريبًا، دون الإخلال ببرمجتها، إلى جانب إمكانية الحصول على موفر احتياطى أو قابس ذكى، يسمح لك بإيقاف تشغيل جميع أجهزتك فى وضع الاستعداد دفعة واحدة.

تذكر كذلك إزالة وإذابة الثلج المتراكم فى فريزر الثلاجة بانتظام، فكلما زاد تجمدها زاد استخدامها للطاقة، أما إزالة الثلج بانتظام فتعنى الحاجة إلى طاقة أقل لتشغيل الثلاجة.

وعليك إطفاء مصابيح الإضاءة عند عدم استخدامها، أو بعد مغادرة الغرفة، واجعل كل المصابيح فى منزلك من نوعية «الليد»، التى تسهم فى توفير المزيد من الطاقة، وبالتالى تقليل فاتورة الاستهلاك.

وحذر الموقع من أن «مجفف الغسالة» هو عبارة عن «مصرف ضخم للطاقة»، لذا فى الأيام الدافئة علّق الملابس فى الخارج لتجف، بدلًا من استعمال المجفف، إلى جانب ضرورة استخدم غسالتك عند دورة ٣٠ درجة، وتقليل استخدامها إلى مرة واحدة فى الأسبوع، إلى جانب تشغيل غسالة الأطباق فقط عندما تكون ممتلئة.

تعميم استراتيجية «اليابان بعد تسونامى»

عرض موقع «ترافل تومورو»، البلجيكى عددًا من النصائح لتوفير الطاقة على الطريقة اليابانية، خاصة أنها لجأت إلى ترشيد استهلاكها أكثر من مرة فى تاريخها الطويل بسبب أزمات داخلية.

وذكر الموقع أن «أوروبا تكافح لمجابهة أزمة الطاقة، بسبب تقليص روسيا إمداداتها من الغاز للقارة العجوز، وفى تاريخها الحديث عانت اليابان من انخفاض مصادر الطاقة، لذا يمكن لليابانيين تعليم أوروبا والعالم بعض الدروس حول كيفية تحسين استخدام الطاقة».

وأوضح أنه «فى مارس ٢٠١١، تسبب تسونامى فى انهيار محطة فوكوشيما دايتشى النووية، وفقدت شركة الكهرباء الرئيسية هناك حوالى ٤٠٪ من طاقتها بين عشية وضحاها، حتى إن البلاد لجأت إلى سياسة الانقطاعات المجدولة لتوفير الطاقة».

وبدأت اليابان فى تنفيذ استراتيجية أطلقت عليها «سيتسودين» لتوفير الطاقة فى جميع أنحاء البلاد، خلال الأسابيع والأشهر التى تلت زلزال «تسومانى»، تضمنت إيقاف مراكز التسوق استخدام السلالم المتحركة، وتقليص المصانع أوقات خطوط التجميع، وغلق صالات القمار أضواءها الوامضة وآلاتها المزعجة، بشكل مؤقت».

وفى مايو من ذلك العام، حثت الحكومة المواطنين والشركات فى طوكيو وشمال اليابان على الحد من الطاقة بنسبة ١٥٪ فى أوقات الذروة خلال فصل الصيف، ووفقًا للمنتدى الاقتصادى العالمى «WEF»، يتم اتخاذ تدابير مماثلة مرة أخرى هذا العام فى اليابان، لأن البلاد تكافح مع نقص إمدادات الطاقة.

كما سعت وزارة البيئة إلى توفير ٢٥٪ من الطاقة، عن طريق إيقاف تشغيل الطابعات غير المستخدمة، وفصل آلات المنتجات مثل المياه الغازية، ونقل صالات الرياضة ألعابها الليلية إلى فترة ما بعد الظهر لتوفير الإضاءة.

وأطلقت الحكومة حملة «كوول بيز»، التى تطلب من العمال ارتداء ملابس خفيفة لتقليل استخدام مكيفات الهواء، وأعاد صانعو السيارات تنظيم نوبات عمل مصانعهم لتخفيف العبء على شبكة الطاقة فى أوقات الذروة، كما تحولت سلسلة متاجر «لوسون» الشهيرة هناك إلى استخدام مصابيح «LED» والألواح الشمسية لتقليل استهلاك الطاقة.

الاعتماد على كوبونات التخفيض.. والسؤال فى أكثر من محل للوصول لأفضل سعر

إلى جانب الطاقة، يظهر تحدٍ آخر فى عمليات البيع والشراء لمختلف السلع، فى ظل ارتفاع أسعارها بشكل جنونى بسبب ارتفاع معدلات التضخم فى العالم أجمع.

وقدمت شبكة «سى إن بى سى»، الأمريكية، عددًا من النصائح لتوفير المال خلال عمليات البيع والشراء، فى مقدمتها محاولة الحصول على امتيازات وعروض من المكان الذى تنفق فيه كثيرًا، فعلى سبيل المثال إذا كنت تنفق الكثير على الطعام أو البقالة، فيمكنك الاستفادة من بطاقات تمنحك خصومات كبيرة.

لا تقبل الأسعار المعروضة، وحاول البحث عن أماكن أخرى لشراء المنتج الذى ترغب فيه بسعر أقل، فعلى سبيل المثال إذا ما رغبت فى شراء منتج ما، لكن السعر المعروض باهظ الثمن، يمكنك البحث عن نفس المنتج فى مكان آخر، أو الحصول على كوبونات تخفيض أو قسائم شراء.

كما دعت إلى مراجعة الميزانية الشخصية، والتوقف عن دفع اشتراكات مقابل أمور توقفت عن استخدامها، مثل اشتراك مقابل خدمة بث معينة توقفت عن مشاهدتها.

ومع تغيير الكثير من الشركات طريقة العمل وزيادة العمل عن بُعد بسبب «كورونا»، زاد استخدام الطاقة فى المنزل، ما يؤدى إلى ارتفاع فاتورة الكهرباء، لذا نصح خبراء، فى تصريحات للشبكة الأمريكية، بالعمل من جهاز كمبيوتر محمول بدلًا من الكمبيوتر المكتبى، مع فصل الكمبيوتر المحمول بمجرد شحنه بالكامل لتوفير استهلاك الكهرباء. كذلك قدم موقع «جو بانكنج ريتس» عددًا من النصائح المتعلقة بعمليات الشراء، من بينها صنع المنظفات المنزلية الخاصة بك فى برطمانات زجاجية معاد تدويرها، وتبدو مبهجة من الناحية الجمالية، مشيرًا إلى أن موقع «يوتيوب» يوفر العديد من الطرق لصناعة هذه المنظفات.

وذكر الموقع الأمريكى أنه «من الأمور التى ستسهم فى تقليل تكاليف المنزل، تقسيم إسفنجة المطبخ، التى يصل سعر الواحدة منها لـ٢ دولار، إلى إسفنجتين، فضلًا عن طهى وجبات الطعام الخاصة بك فى المنزل، لأنها عادة ما تكون أرخص من تناول الطعام فى الخارج».

ووفقًا لاستطلاع أجراه بنك الكومنولث، وجد أن الأستراليين ينفقون فى المتوسط ٢٣٠ دولارًا على الوجبات الجاهزة شهريًا، أى ٢٧٦٠ دولارًا أمريكيًا فى السنة، لكن طهى الطعام فى المنزل يوفر ٢٣٠ دولارًا.

عليك أيضًا تجميد الخبز فى الثلاجة، حفاظًا عليه لأطول فترة ممكنة، وفق الموقع الأمريكى، موضحًا أنه «يمكن الاحتفاظ بالخبز فى الفريرز مدة ٦ أشهر».

كما أنك مطالب بإيقاف تشغيل الأجهزة غير المستخدمة، مثل الغسالة أو الكمبيوتر أو الطابعة، وهذا لا يوفر الطاقة فحسب، بل يساعد أيضًا فى الحفاظ على عمر البطارية لفترة أطول.

اغسل ملابسك بالماء البارد، وهذا لا يؤدى إلى إبطاء تلاشى الألوان فحسب، لكنه أيضًا يمنع النسيج من الانكماش، وباستخدام كمية أقل من الماء الساخن، يمكنك توفير بعض المال فى فاتورة الغاز، كما عليك كذلك تعلم كيفية إصلاح الملابس، عبر التفكير فى اكتساب مهارات الخياطة الأساسية.

تاريخ الخبر: 2022-08-12 21:21:16
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 51%

آخر الأخبار حول العالم

رسميا.. فيفا يعلن استضافة قطر ثلاث نسخ من كأس العرب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 12:25:52
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 61%

تأجيل أولى جلسات محاكمة "مومو" استئنافيا بسبب إضراب كتاب الضبط

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 12:25:50
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 56%

رسميا.. فيفا يعلن استضافة قطر ثلاث نسخ من كأس العرب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 12:25:56
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية