جزر سليمان، واحدة من دول المحيط الهادئ التي تسعى كل من بكين وواشنطن لبسط النفوذ عليها، ضمن تحركاتهما في المنطقة الملتهبة جراء الأزمة التايوانية.

لماذا سميت جزر سليمان بهذا الاسم؟

تتألف جزر سليمان من سلسلة مزدوجة من 7 جزر كبيرة وأكثر من 30 جزيرة صغيرة تقع شرق غينيا الجديدة.

وحملت الجزر هذا الاسم في عام 1568 من قبل الملاح الإسباني ألفارو دي ميندانا، الذي ادعى أنه عثر على "ثروات الملك سليمان، أو أرض الذهب التوراتية"، بحسب إميلي كاجلايان، أستاذ تاريخ الفن بجامعة "نيويورك".

الحرب العالمية الثانية

الصراع العالمي ليس جديدا في جزر سليمان، إذ نشبت معارك في أغسطس 1942، استمرت 6 أشهر بين قوات الحلفاء والإمبراطورية اليابانية، في الحرب العالمية الثانية.

عندما تقدمت القوات الإمبراطورية اليابانية إلى جنوب المحيط الهادئ في عام 1942، كان الحلفاء قلقين بشكل متزايد من قيام اليابان بقطع خطوط الاتصال والإمداد بين الولايات المتحدة وأستراليا وتهديد الأراضي الأسترالية بشكل مباشر، لكن حملة عسكرية تحمل اسم "جوادالكانال" شنها الحلفاء وضعت حداً للتوسع العسكري الياباني في المحيط الهادئ.

ومثلت تلك الحملة تحولًا في موقف الحلفاء من العمليات الدفاعية إلى العمليات الهجومية، وأصبحت نقطة تحول في الحرب؛ إذ سمحت انتصارات الحلفاء في جزر سليمان بشن هجمات لاحقة أدت إلى حملة الفلبين، وبركان وجزر ريكيو ، والاستسلام النهائي لليابان.

تحرك صيني

أثار الاتفاق الأمني الأخير بين الصين وجزر سليمان، والذي عُقد مايو الماضي، مخاوف بين الولايات المتحدة وحلفائها بشأن الوجود البحري الصيني في المياه ذات الأهمية الاستراتيجية.

وتعد الاتفاقية الأمنية بين جزر سليمان والصين، خطوة تقرب بكين من دول بالمحيط الهادئ، وفقًا لما ذكره مسؤول أمريكي كبير لصحيفة "واشنطن بوست" رفض ذكر اسمه .

مساعدات أمريكية

تعمل الولايات المتحدة وأستراليا على زيادة مساعداتهما ومشاركاتهما الدبلوماسية مع دول المحيط الهادئ، بما في ذلك جزر سليمان، إذ أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في فبراير أنها ستعيد فتح السفارة الأمريكية المغلقة منذ فترة طويلة.

يشعر بعض سكان جزر سليمان أن الجهود التي يبذلها منافسو الصين قليلة ومتأخرة للغاية، لكن في الوقت نفسه هناك عدم ثقة في وعود بكين.

وأكد ماناسيه سوجافاري رئيس وزراء جزر سليمان مرارا أن بلاده "صديقة للجميع ولا تعادي أحد"، لكنه اتهم القوات الأسترالية الموجودة في بلاده بالفشل في حماية البنية التحتية خلال أعمال شغب وقعت في نوفمبر الماضي، وهي تهمة نفتها أستراليا.

احتجاجات ضد الحكومة

في نوفمبر الماضي، تجمع مئات المتظاهرين من مالايتا خارج البرلمان وطالبوا برؤية سوجافاري، لأسباب منها دعمه لبكين، وقام المحتجون بنهب المباني وإحراقها، خاصة المحلات التجارية المملوكة للصين.

مع استمرار العنف في اليوم الثاني، وافقت أستراليا على طلب سوجافاري بإرسال قوات ساعدت في استعادة النظام.

وقال دبلوماسي في منطقة المحيط الهادئ تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لـ واشنطن بوست: "لو وصلوا بعد 24 ساعة، فمن المحتمل ألا يكون سوجافاري في منصبه".

ويزعم سوجافاري أنه لجأ إلى الصين لأن أستراليا رفضت حماية المباني الصينية، لكن العديد من خصومه يشتبهون في أن الاتفاقية الأمنية كانت قيد الإعداد بالفعل.

زيارة أمريكية

وأجرى وفد من كبار المسؤولين الأمريكيين مطلع أغسطس الجاري زيارة إلى جزر سليمان في محاول لكبح النفوذ الصيني في المحيط الهادئ.

ومكث الوفد 3 أيام تزامنًا مع الذكرى الثمانين لمعركة جوادالكانال خلال الحرب العالمية الثانية.

ودعا الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قادة دول جزر المحيط الهادئ، لقمة بالبيت الأبيض في سبتمبر المقبل.