في ظاهرة قديمة/جديدة تظهر كل سنة تزامنا مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يتجه أغلب المواطنين المغاربة إلى اقتناء أضحية العيد قبل أسابيع من حلوله، وذلك إما عن طريق الهاتف أو الحضور بشكل فعلي بأحد الضيعات المختصة في بيع الأغنام، مما يطرح سؤالا بخصوص “الجدوى من اختيار المواطنين شراء الأضحية خلال هذه الفترة”.
وحسب المعطيات التي استقتها “الأيام 24” من تصريحات بعض الفاعلين الجمعويين والتي كانت شبه متطابقة، فإن المواطن المغربي يلجأ إلى هذه الخطوة لعدة اعتبارات، أبرزها ضمان جودة الخروف وأيضا تفادي جشع المضاربين والسماسرة الذين يستغلون الأيام الأخيرة قبل عيد الأضحى لفرض الزيادة المالية التي تثقل كاهل الأسر المغربية.
وعلى هذا النحو، أثار موضوع عدم وجود عرض كافي من رؤوس الأغنام الموجهة للمواطنين لأداء سنة عيد الأضحى نقاشا ساخنا وصلت شرارته إلى قبة البرلمان، حيث اختارت الحكومة من جديد اللجوء إلى خيار الاستيراد من أجل تحقيق الاكتفاء، رغم أن هذه الخطوة لقيت انتقادات واسعة من قبل مختلف المتداخلين، خاصة بعدما تم إقصاء العديد من المقاولات من الدعم الموجه لاستيراد الأغنام من الدول الأجنبية.
اختيار المواطنين
وفي هذا الصدد، قال بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة الوطنية لحماية المستهلك، إن “هناك عدة احتمالات للجوء المستهلك لاقتناء الخروف قبل شهر من عيد الأضحى، هي إما أن يشتريه دون نقله إلى المنزل وإما أن يتركه عند الكساب إلى حين اقتراب موعد نحر الأضحية، غير أن النقطة الفاصلة هنا تحدد في قيمة التكلفة الإجمالية للخروف بعد شرائه”.
وأضاف الخراطي، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “المستهلك هو الذي يرجع له الاختيار في شراء الأضحية قبل العيد بأسابيع أو حتى الأسبوع الأخير لعيد الأضحى، حيث لا يمكن لأحد أن يختار مكان المستهلك وهذا حق يتمتع به جميع المواطنين”.
وتابع أن “المواطن المغربي يتجه إلى شراء الخروف بهدف ضمان أضحية العيد، نظراً للجدل المثار حاليا حول نسبة قطيع الأغنام، علما أن الحكومة مجدداً لجأت إلى استيراد الأغنام من الدول الأجنبية”.
وأشار الفاعل الجمعوي إلى أن “كثيرا من المستهلكين قاموا بشراء أضحية العيد قبل أسابيع من عيد الأضحى المبارك، غير أن هذه الخطوة قد ترجع بالضرر على المواطن في بعض الأحيان في حالة إذا تم نقل الأضحية إلى المنزل”.
ظاهرة مستفحلة
من جهته، يرى علي شتور، رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق المستهلك، أن “أغلب المغاربة في الآونة الأخيرة يقومون بشراء الأضحية قبل أسابيع من عيد الأضحى، حيث أصبحت هذه الظاهرة مشاعة على المستوى الوطني، لكنه هناك فئة تفضل اقتناء أضحية العيد قبل أيام من يوم النحر”.
وأردف شتور، ضمن تصريح لـ”الأيام 24″، أن “الأثمنة ليست لها علاقة بهذه الظاهرة المجتمعية، لأن الأسعار تحكمها عملية العرض والطلب”، مشيرا إلى أنه “إذا كان الطلب كبيرا من طرف المستهلكين فإن الأثمنة تصبح مرتفعة، أما إذا كان الطلب ضعيفا فالأثمنة تنخفض وهذه معروفة على المستوى العالمي”.
وأكد شتور أن “أغلب المواطنين يفضلون عدم الدخول في متاهات الغلاء، لأنه في الأسبوع الأخير قبل العيد يدخل السماسرة والمضاربين على الخط، وهذا ما يتخوف منه المستهلكين المغاربة، لأنه يتم زيادة حوالي 600 درهم في كل خروف”.
وأوضح رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق المستهلك أن “المواطن المغربي الذي يقتني الخروف في هذه الفترة فهو يبحث عن الجودة العالية، وهذا راجع إلى اختيار المستهلك”.
