برعاية نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران”، أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، تواصل كنائس الإيبارشية في مختلف المدن نهضة صوم السيدة العذراء مريم. واليوم، صلي عشية ونهضة صوم السيدة العذراء مريم، أبونا الحبيب والغالي “الراهب المنير” القمص موسي البراموسي، كاهن كنيسة الملاك والقديس أبي سيفين في لافال والمشرف المسؤول عن ترينتي سنتنر في فال دي بوا، وسط مشاركة عدد كبير من الشعب، حيث تمت صلاة عشية والتماجيد والتسابيح وبعدها كانت الكلمة الروحية “العظة” لنهضة السيدة العذراء مريم في كنيسة مار مرقس في مونتريال.

= السيد المسيح الحق والطريق .. الأطفال والتبرك بأيقونة السيدة العذراء

قال أبونا الحبيب والغالي “الراهب المنير” القمص موسي البراموسي: لا تخلو أي صلاة في الكنيسة من العذراء، قداسات، عشيات وأجبيات وغيرها من السيدة العذراء، وشفاعة السيدة العذراء الكبيرة، و التي لسنا في حاجة لنثبت هذه الشفاعة العظيمة. ويكفي ظهوراتها ومعجزاتها الكثيرة. فعندما سألوا السيد المسيح، من أنت، قال: “إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي حق”. … ولقب الرب يسوع أيضا نفسه بالحق قائلا: “قال له يسوع: أنا هو الطريق والحق”. واشعر كثيرا بالسعادة عندما أري الشعب والأطفال يتباركون من أيقونة السيدة العذراء، لأن هذه الصورة مكرسة أو مدشنة، مثل أدوات المذبح، وبالتالي فهي فيها حياة. والسيدة العذراء لم تذكر في الأناجيل كلها، ولكن في أنجيل متي ولوقا ووضع اسمها مع يوحنا تحت الصلييب، وفي أعمال 5، ولكن الأجمل هي التي كانت تضع الكتاب المقدس في قلبها. في لوقا 2: وكانت متحفظة بكل هذا الكلام في قلبها، وكانت تتذكره وتردده باستمرار. وكانت تقول “أنا أمة الرب” ولم يفرق معها نوع الخدمة، أو ماذا سيترتب عليها.

أضاف: فكل واحد مضي إلي بيته، أما السيد المسيح فذهب إلي جبل الزيتون، حيث كان يعلم. وتحدث السيد المسيح عن النور والماء الحي. وكانت يتحدث في منطقة أسمها الخزانة في الهيكل، وكان يعلم في الخزانة، حتي يري اهتمام الناس بكلمة الله. هل أنت تتعامل مع السيد المسيح علي أنه كلمة الله؟ أم تتعامل مع الفلوس والشغل؟ اشتغلوا واكبروا وانجحوا، يجب أن تكون الأولوية لله، ليس علي حساب الشغل او العمل أو المناصب.

= لا تكبروا علي أبيكم .. ارجعوا وصيروا مثل الأطفال

قال أبونا الحبيب والغالي “الراهب المنير” القمص موسي البراموسي، كاهن كنيسة الملاك والقديس أبي سيفين في لافال والمشرف المسؤول عن ترينتي سنتنر في فال دي بوا: أين بيوتكم وأين خدمتكم؟ موضحا أن الكتبة والفريسيون أتوا بواحدة أمسكت في ذات الفعل، مذنبة، والمفروض أن يأتوا بالشخص الآخر الطرف الثاني في الخطية. وكعادة الفريسيين يجربوه، كما نفعل مع الله، نضع الله في اختبار. والكتبة والفريسيين هم معلمي الشريعة، ويطلع منهم رابيين، ويعلموا الشريعة اليهودية “الهالاخاه”، وهو القانون التشريعي. ولم تكن كل حالات الزنا ترجم في ذلك الوقت، وكانوا يريدون أن يمسكوا عليه شئ، وكان السيد المسيح، وبولس الرسول من الرابيين “الرابي”، والفريسيون والكتبة يريدون دائما وضع السيد المسيح في تجربة. لا تجربوا السيد المسيح، لا تجرب الرب إلهك، لأننا أولاده، لأن الابن يضع الأب في مركز الثقة، لا تكبروا علي أبيكم. ارجعوا صيروا مثل الأطفال ” إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال”.

وعندما كتب السيد المسيح علي الأرض، وكان الفريسيون والكتبة يعلمون أن السيد المسيح يعلم كمن له سلطان، فتذكروا اصبع الله التي كتبت لوحي العهد. وفي أرميا 17، الحائدون عن الرب أسماءهم تكتب في التراب. وسألهم من منكم بلا خطية فيرجمها، لفت نظرهم، اصحاح 8 هو اصحاح الحق، وأشار لهم أن الجميع خاطئ، والجميع في حاجة للتوبة، وفي حاجة للسيد المسيح ليحمل عنا الخطية. ولذا انصرف الشيوخ وبعدهم الأحداث والشباب.

يجب أن يكون الوالدان قدوة للأبناء في الذهاب إلي الكنيسة، والصوم والصلاة وتطويب وتمجيد السيدة العذراء، والذهاب لمدارس الأحد، والمداومة علي تناول الاسرار المقدسة والاعتراف بانتظام مع أب اعتراف يساعدنا علي التوبة والحفاظ علي نور المعمودية دائما في قلبنا. ودائما ذكر اسم إمراه في حدث في الكتاب المقدس، يأتي بعدها الفداء، رمز الفداء. فلما انتصب يسوع ولم ينظر أحدا سوى المرأة، قال لها: يا امرأة ، أين هم أولئك المشتكون عليك؟ أما دانك أحد؟ فقالت لا أحد ، يا سيد. فقال لها يسوع: ولا أنا أدينك. اذهبي ولا تخطئي أيضا.

ولما كانوا في عيد المظال فكان يحدثهم عن النور، ثم كلمهم يسوع أيضا قائلا : أنا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة. كلنا تحت الخطية، والله محي الخطية عنا، وليس معني هذا أن السيد المسيح موافق علي الخطية، لكنه يغفر ويسامح. ولذا قال لها السيد المسيح، اذهبي ولا تخطئي مرة أخري.

= كلمة الكتاب المقدس والتناول من الأسرار المقدسة علي المذبح يحرركم من الخطية

أضاف أبونا الحبيب والغالي “الراهب المنير” القمص موسي البراموسي: قال لهم السيد المسيح: شهادتي حق لأني أعلم من أين أتيت وإلي أين أذهب، وأما أنتم فلا تعلمون من أين آتي ولا إلي أين أذهب. ويجب أن تعرفوا أننا لسنا أبناء العالم، ولكننا أبناء المسيح. ولتستطيعوا الشهادة للسيد المسيح يجب أن تقرأوا الكتاب المقدس، وتكون شهادتكم حق، لا تستحوا من إنجيل السيد المسيح، والحديث عنه، لقد صلب من أجلنا، وأعطانا حياته. وإن كنت أدين فدينونتي حق. أنا الشاهد لنفسي وأبي يشهد لي “والآب نفسه الذي أرسلني يشهد لي لم تسمعوا صوته قط ولا أبصرتم هيئته”. ومتي رفعتم ابن الإنسان تعرفون إني أنا هو، ولست أفعل شيئا من نفسي، بل أتكلم بهذا كما علمني أبي. والذي أرسلني هو معي، ولم يتركني الآب وحدي، لأني في كل حين أفعل ما يرضيه. وبينما هو يتكلم بهذا آمن به كثيرون. السيد المسيح فدانا علي الصليب، والفداء يعني المحبة، أعطانا حياته، وكان التلاميذ والسيدة العذراء تحت الصليب، رمز الفداء، والعالم يفرح بالخلاص.

وقال يسوع لليهود الذين أمامه: انكم ان ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي وتعرفون الحق والحق يحرركم، من الخطية، فإن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرار، بالكلمة ومن علي المذبح، ويعتقكم من الخطية.