فى غرف مصابى حريق كنيسة الشهيد ابى سيفين … قصص من الخوف والحزن والألم


يقول تولستوي ” عندما تقف على مآسي الآخرين وانكسارهم…… تأدب في حضرة الجرح ” وعندما دخلت لزيارة مصابى حريق كنيسة الشهيد أبى سيفين بإمبابة ورغم طمئنتي من قبل الأطباء ان الحالات مستقرة ماعدا حالة واحدة للطفلة مارينا التى في الرعاية ، وشعرت بالراحة إلا انني صدمت عندما دخلت الغرف ووجدت هذا الهدوء الذى يضم صمت الوجع مع الشكر ، صمت الموت مع الصبر ، حيث وجدت من المصابين من فقدوا زوجاتهم وابنائهم في الحريق ومنهم من عرف ومنهم لم يخبروه بعد .. فوجدت الطمأنينة تحولت لحزن صامت كما الموجودين بالغرف والواقفين على ابوابها ينتظرون الغيب غير المعلوم .
فى إحدى الغرف يرقد الشاب كيرلس صبرى الذى لم يتخطى 23 من عمره وهم يرفعون عنه جهاز التنفس ، وفى صمت هو وأسرته حوله تحدث وقال : كنت انا وزملائى ذاهبين الى الكنيسة وقد سبقوني اخوتى واقاربى فوجدت زملائى فى الكنيسة يتصلوا بى لكى اذهب مسرعا لوجود حريق بالكنيسة وبالفعل ذهبنا ونحن نهرول الى الكنيسة فوجدنا كثير من الناس مجمعة أمامالكنيسة ولكن لم يستطيعو الدخول حيث صوت فرقعة تكسير الزجاج بالكنيسة يدوى وبالنظر إلى الدور الرابع وجدت رجلا ألقى بنفسه من النار والدخان ، هذا غير الطفل هانى الذى القى بنفسه الى مصنع الخشب الذي يوجد أمام الكنيسة ولكن ربنا نجاه وحصل له كسر فى قدمه فقط “.
ويستكمل ، ثم جاءت الاسعاف والمطافى ولم تستطع المطافئ تشغيل المياه مع وجود شرز كهربائي فى المبنى وحدوث انفجارات نتيجة الكهرباء .
بعد ذلك توجهت انا الى مكتب ابونا فى الدور التانى واخدت بطانية من هناك وحاولنا أن نساعد من بالداخل على قدر ما استطيع ولكن النار والدخان كان بشكل لا يحتمل فبعد نصف ساعة لم اجد البطانية التي كنت اغطي بها جسدى والكوتشى احترق فى رجلى فكل فترة نجد الكهرباء تضرب فى وجهنا مع فرقعة وتحطيم الزجاج ونزلت بعد ان اختنقت واحترقت من النار والدخان ولم اتحمل الالم وشعرت بالموت حيث احترقت فى وجهي ويدي ورجلى .
بعد ذلك تم فصل التيار الكهربائى وحاولنا الصعود مرة اخرى ولكن لم تتوقف النار أو الدخان بل ظلت فترة .
وحول خروجه من المستشفى وضح انه مازال أمامه بضعة أيام أخرى .

فى الغرفة المقابلة وجدنا الشاب باسم مدكور إبراهيم أحد الشباب الذين حاولوا إنقاذ الموتى والمصابين بالحريق، حيث قال عندما اتصلوا بى اصدقائى فى الكنيسة واخبروني بالحريق ذهبت مسرعا محاولا إنقاذ من يموتون فى الداخل ، وفى حزن ويأس قال لم نفعل شئ ولم نستطع فعل شئ فقد كان الحريق اقوى منا واستشهدوا الاطفال والكبار .
وفى حزن أكد أن كل ما قيل فى الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعى كذب لقد اختنق الجميع ومات فى ثوانى معدودة نتيجة الدخان ، فعندما حملنا القس عبد المسيح كان راكعا أمام المذبح وكذلك كل من حوله ، وايضا الاطفال الذين كانوا فى مدارس الاحد مع اسرهم وجدناهم فى حالة اختناق وموت من الدخان .
وفي غرفة اخرى كان يجلس الشماس جرجس ابراهيم عريان وهو رجل لديه 65 سنة ويقول حدث كل شئ بسرعة ولم نلحق حتى أن نستوعب ما يحدث ، فقد كنت داخل الهيكل اقف بجانب القس عبد المسيح بخيت كشماس للمذبح ووجدنا دخان كثيف يدخل الى الكنيسة وفى ثوانى ملاء الكنيسة ووجدنا الشعب يجرى نحو الهيكل ولم نجد نار وفى ثوانى تساقطنا من الاختناق ولم يستطع أي شخص حتى أن يفتح شباك .
وذكر الشماس جرجس أن زوجته احدى شهيدات الكنيسة وهى الشهيدة سامية فايق اسحاق .
وفي مكان آخر تقابلنا مع دميانة جمال وهى فتاة لديها 16 عام ، من صمتها تشعر بخوفها ولكنها تضحك بابتسامة خفيفة لعلك لا ترى خوفها ، تقول دميانة كنا فى الكنيسة فى القداس وفجأة انقطعت الكهرباء وكالعادة قام أحد بتشغيل المولد الكهربائي، وبعد ذلك انطفأ ثم اعاد تشغيلة فجاءت الكهرباء ولكن معها دخان كثيف ، فبدأنا نحاول الهروب سواء بالنزول الى الاسفل ولكن وجدنا الدخان أكثر كثافة فصعدنا مرة أخرى للكنيسة ، فذهبنا الى ناحية الهيكل لان الباب كان ينبعث منه دخان لا يحتمل ثم حاولنا نفتح شباك الكنيسة وجدنا هواء ساخن جدا مع دخان ولا اتذكر اى شئ اخر بعد ذلك واستيقظت وانا فى المستشفى .
وفي غرفة أخرى كان تحاول احدى السيدات ان تجعل طفل يأكل ولكنه يرفض ويحجب بوجهه الجميل نحو الحائط فى حزن وألم وعندما تقدمنا نحوه عرفنا انه الطفل هانى رامى عريان فى المرحلة الابتدائية والذى فقد امه واخوه فى هذا الحادث ولكن اخبرتني خالته بحزن والم انه لم يعرف بعد وإن كان دائم السؤال عليهم ، ورامى له قصة يعرفها كل اهالى المنطقة فقد انقذ نفسه عندما القى بنفسه من الكنيسة لتنكسر احدى قدميه .
وبالسؤال عن حالته أجابت خالته انه كان يجب أن يدخل العمليات اليوم ولكنه هاجمته حالة من الغضب والخوف ولم يستطع الطاقم الطبي أن يقوموا بالعملية وتأجلت للسبت القادم وهى عملية تثبيت مفصل بأسلاك معدنية .
واختتمت زيارتى بالطفلة مارينا أشرف عزمى كامل فى المرحلة الابتدائية والذى لم استطع رؤيتها لأنها مازالت فى الرعاية المركزة تعانى من الالتهاب الرئوى الحاد وعندما تحدثت مع والدها وجدتها والذين لم يستطيعوا الحديث من الألم فقد فقدوا فى هذا الحريق اخوة مارينا ، مينا و ايلاريا وينتظروا مارينا لتعود منتظرين أمام الغرفة .

الصحة : تحسن وخروج معظم الحالات :

صرح الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان أن الحالات المصابة مستقرة ، موضحا أن نوعية الإصابات تنقسم بين حروق طفيفة في شخصين، وبقية الإصابات نتيجة للاختناق الذي أدى إلى الاضطراب في الوعي وصعوبة في التنفس، وأنه لا يوجد إصابات بالحرق المباشر سوى إصابتين .

كما أوضح أن عدد الحالات غير المستقرة نتيجة حريق الكنيسة اصبحت حالتين وتم نقلهم الى مستشفى معهد ناصر، ، وهناك الآن 2 من مصابين في مستشفى العجوزة بعد خروج 3 حالات لتحسن حالتهم ، و 4 آخرين في مستشفى إمبابة العام ونتمنى جميعًا خروج كل المصابين من المستشفى في أسرع وقت عقب تماثلهم الشفاء.

تاريخ الخبر: 2022-08-20 21:21:29
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 57%
الأهمية: 64%

آخر الأخبار حول العالم

زخات رعدية محليا قوية مصحوبة بالبرد في هذه المناطق اليوم السبت

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-11 15:26:05
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 67%

زخات رعدية محليا قوية مصحوبة بالبرد في هذه المناطق اليوم السبت

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-11 15:26:09
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 50%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية