أصوات مرتفعة وصرخات عالية هزت أرجاء قرية «مطرطارس» بنطاق مركز سنورس بمحافظة الفيوم، فهرع الجميع إلى مصدر الصوت الذي كان يأتي من منزل أحد الجيران، ودخلوا ليفاجأوا بصدمة ربة منزل تصرخ وتنتحب على وفاة طفلها صعقًا بالكهرباء، رافضةً تصديق وفاته، تهزه يمينًا ويسارًا في محاولة منها لإفاقته، إلا أنّه كان قد فارق الحياة أثناء إعداده كوبًا من الشاي.

وتروي «الوطن» مأساة وفاة الطفل محمد شعبان بسبب كوب شاي، وافتدائه والدته بحياته.

أصر على إعداد الشاي بدل والدته

اعتاد الطفل الصغير محمد شعبان مساعدة والدته في الأعمال المنزلية، فقد كان مطيعًا بارًّا بوالديه، يحسده الجميع على أدبه وأخلاقه، حتى دفع حياته فداءً لوالدته رغم صغر سنه، حيث اتجه الطفل الصغير إلى المطبخ لإعداد الشاي بدلاً من والدته التي يراها تكد وتعمل في المنزل طوال النهار، التقط «الكاتل» بيديه الصغيرتين، وغسله جيدًا ثم ملأه بالمياه، وذهب لوضعه على القطعة الأخرى، إلا أنّ ماسا كهربائيا حدث فجأة تسبب في صعق الطفل ولم يتمكن من إبعاد يده عن الغلاية حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.

بلاغ بمصرع طفل صعقًا بالكهرباء

تعود تفاصيل الواقعة إلى تلقي اللواء ثروت المحلاوي، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الفيوم، إخطارًا من العميد أحمد المغازي مأمور مركز شرطة سنورس، يفيد بورود إشارة من شرطة النجدة بمصرع طفل صعقًا بالكهرباء من الكاتل أثناء إعداد كوب من الشاي.

الشرطة تعاين الجثة

وانتقل ضباط مركز شرطة سنورس برئاسة المقدم هيثم طلبة، رئيس مباحث مركز شرطة سنورس، إلى مكان البلاغ، وتبين مصرع طفل يُدعى محمد شعبان، صعقًا بالكهرباء من الكاتل، أثناء إعداده كوبًا من الشاي بدلاً من والدته، لإراحتها قليلاً من الأعمال المنزلية، إلا أنّه لم يكن يعرف أنّه يفتدي والدته بروحه، وأنّه دفع حياته ثمناً لإنقاذ حياة والدته.

صعق بالكهرباء بسبب الكاتل

وأفاد والد الطفل، في محضر الشرطة، أنّ محمد أصر على عمل الشاي بدلاً من والدته، إلا أنّ ماسا كهربائيا حدث في الكاتل فجأة أثناء قيامه بإعداد الشاي، وأنهى حياته، موضحًا أنّهم سمعوا صرخاته، وهرعوا لإنقاذه ولكنهم وجدوه جثة هامدة.

جرى نقل جثة الطفل لمشرحة مستشفى الفيوم العام تحت تصرف جهات التحقيق، التي صرحت بتسليم جثمان الطفل لذويه لتشييعه إلى مثواه الأخير بمقابر أسرته بقرية مطرطارس، حيث جرى تشييع جثمانه وسط بكاء ونحيب والدته وأفراد أسرته.