خاص.. مغاربة العالم "يتبهدلون" في مطار محمد الخامس ومكتب "لقلالش": "نحن غير مسؤولين"

 

أخبارنا المغربية - محمد اسليم 

مريم أبوري مواطنة مغربية من مغاربة العالم،  حكم عليها القدر أن تكون من ذوي الإحتياجات الخاصة.. بسمة مريم التي لا تفارقها انقلبت غصة مباشرة بعد حلولها بأرض الوطن وبالضبط بمطار محمد الخامس نهاية يوليوز الماضي... وهي اللتي كانت تتوق لزيارة وطنها ولقاء أهلها وأحبائها لكن ما وقع أصاب مريم بآلام جسدية ونفسية كما جاء على لسانها..  مريم وجهت رسالة مفتوحة "مؤثرة" عبر الفايس للسيدة حبيبة لقلالش، المديرة العامة المكتب الوطني للمطارات في 25 من يوليوز الماضي، علما أنها تتولى هذا المنصب منذ فبراير 2021.. ومما جاء في الرسالة: "سيدتي أنا الموقعة أسفله، المواطنة مريم أبوري، من مغاربة العالم، ومن الأشخاص في وضعية إعاقة. 

سيدتي، كنت أتمنى أن أكتب لك رسالة مفتوحة أثمن فيها الخدمات التي يقدمها المكتب الوطني للمطارات الذي تترأسينه، لكن للأسف اجد نفسي مجبرة وبغصة في قلبي، وبآلام جسدية ونفسية كبيرة أعيشها منذ الأمس، آلام الإساءة لكرامتي، تعرضت لها سيدتي في مطار محمد الخامس، عند وصول الطائرة القادمة من مدينة ليل الفرنسية على الساعة التاسعة ليلا  يوم السبت 23 يوليوز، حيث تعرضت لها أنا و ثمانية مغاربة ومغربيات آخرين (مسنين ومسنات ومن الأشخاص في وضعية إعاقة).

سيدتي أعتقد أنك تعرفين كم يكون مغاربة العالم فرحين لما يصلون إلى بلدهم بعد غياب عنه قد يفوق السنة، فتلك الفرحة سيدتي التي كانت تغمرني وتغمر بدون شك باقي الأشخاص الذي تعرضوا لنفس الإساءة، قد أجهضها سوء خدمة المساعدة المفروض توفيرها لنا كمسافرين يحتاجون لكراسي متحركة ولمرافقين في كل الإجراءات الإدارية... 

سيدتي بعد أن وصلت الطائرة ونزل كل المسافرين، وعوض أن يأتي تسعة مرافقين، جاء مرافق واحد، وبدون كراسي متحركة، و(وضعنا) في المصعد المخصص للنزول من الطائرة بدون كراسي وكأننا أكباش، حيث أننا كنا معرضين للإنزلاق  والسقوط، لأننا جميعا لا توازن لنا، خصوصا أن أرضية المصعد قابلة للإنزلاق، وعدم وجود كراسي به، لأنه من المفروض أن نصعده بكراسي متحركة كما تعلمين ذلك سيدتي... ولما بدأنا نحتج  على هذا التعامل المهين لنا ولكرامتنا، أجابنا المرافق الوحيد لنا أن الكراسي غير موجودة، وأنه لا يوجد إلا هو كمرافق، وخيرنا بين أن نقطع المسافة والإجراءات مشيا على الأقدام مستعنين بعكاكيزنا أو ننتظر مجيء  مرافقين آخرين، ولكن علينا أن ننتظر، وقد ننتظر أكثر من ساعة كما قال.. ارتفع احتجاج بعضنا، والبعض الآخر استسلموا وقرروا الذهاب بدون كراسي متحركة، رغم صعوبة المشي التي يعانون منها. أنا و سيدة و رجلان لم نتحرك  من مكاننا، وأصرينا على حقنا  في معاملة تليق بنا كبشر ، وحقنا في مرافقة تحترم كرامتنا وإنسانيتنا، وبعد أن صعدنا الاحتجاج على المرافق (الذي لا حول ولا قوة له، فهو المسكين لا يطبق إلا أوامر مسؤوليه)، جاء مرافق أخر وحيد وبكرسي واحد، ونحن أربعة، فكنت أكثرهم إعاقة، فأصروا  جميعا رغم تعبهم وآلامهم أن أذهب مع هذا المرافق، وذهب معنا شخص وهو يتكأ على الكرسي المتحرك الذي يحملنا  لكي يستطيع المشي. وبقي الآخران الذين لا أعرف مصيرهما  رغم أنني ألححت كثيرا  على مرافقي أن يستعجل  مسؤوليه لكي يرسلا  مرافقين وكراسي متحركة لهما.

سيدتي  لم تتوقف الإهانة عند هذا الحد، فبعد أن تمت الاجراءات الإدارية ، وأخذ حقيبتي، رفض مرافقي أن يخرجني إلى الخارج حيث توجد صديقتي وعائلتي في انتظاري.. فتخيلي سيدتي، كيف لسيدة في وضعية إعاقة بعكازين و لها حقيبة سفر أن تخرج من باب المطار ،وتلتحق  بالعائلة،.. تخيلي هذه الإهانة.. بغضب خنقني صرخت في وجهه، لأنه لا يريد أن يكمل واجبه وخدمته  التي تقدمها جل مطارات العالم، وهي مرافقة الأشخاص في وضعية إعاقة والمسنين والقاصرين إلى أن تستلمهم أسرهم أوعلى الأقل أن تكون هناك قاعة انتظار ينتظرون فيها وصول العائلة. فبعد احتجاجي دفع  الكرسي المتحرك بعصبية حتى خفت أن يسقطني، وتركني خارج باب الوصول، و قد ذبت بين العدد الكبير من الناس الذين ينتظرون المسافرين، وقفت بعكاكيزي وحقيبتي بجانبي، عاجزة عن الحركة، وخدمة الهاتف لم تصل لي لكي أتصل بعائلتي وصديقتي وأخبرهم بمكان وجودي، الذين لم يروني ولم أرهم لشدة الزحام... 

سيدتي ...هذه اللحظات عشتها بمرارة، مرارة استقبال بلدي لي بطريقة مهينة، بلدي الذي تعذر علي زيارته ثلاث سنوات، وجئت وكلي فرح وابتهاج لزيارته هذه السنة، ومرارة الشعور بإحساس الإعاقة الذي نادرا ما يخالجني...احساس بعجز  وبإهانة و بقلة الحيلة في بلدي ..

الحمدلله تيسر لصديقتي والعائلة بالعثور علي بعد البحث كأنهم يبحثون عن تائه في بلد غريب، وجدتني صديقتي فما أن عانقتني حتى أجهشت ببكاء ونحيب.. هو نحيب امتهان  كرامتي التي هي ثروتي ..

سيدتي ..كتبت هذه السطور الطويلة وأنا لا أدري إن كانت ستصلك هذه الرسالة أم لا، ولكنني كلي أمل أن تصلك وأن تقومي بتحسين هذه الخدمات.  

سيدتي ..إنني أحب بلدي وسأبقى أحبه ما حييت، ولن تجعلني مثل هذه المواقف المهينة أن لا أرى التطور الذي يعرفه وأن لا أشيد بها، لكن سيدتي  ما وقع لي ولباقي الأشخاص الذين كانوا معي وتعرضوا  لنفس الإساءة والإهانة، هذا يترك في النفس والقلب والروح جرحا  كبيرا، كالجرح الذي يؤلمني  منذ الأمس  إلى هذه اللحظات التي أكتب هذه الشكاية ..أشكو  فيها لك سيدتي ...أنني أهنت  في مطار محمد الخامس الذي أنت  مديرة مكتبه، وكلي أمل  أن ترجعي لي بعضاً من كرامتي.. بمحاسبة المسؤول عن سوء تدبير هذه الخدمات و بأن تقومي سيدتي بتحسينها... ". 

شكاية بأسلوب راق، خلطت فيه مريم ملكاتها الأدبية والتعبيرية وحسها الحقوقي في الدفاع عن حقوق ذوي الإحتياجات الخاصة.. وأكدت فيها أن لها هدفان اثنان محاسبة المسؤول عن تردي هذا النوع من الخدمات بهذا المطار المغربي الذي هو أكبر مطارات المملكة والعمل على تحسينها مستقبلا...  وبالفعل وصلت الرسالة المفتوحة للمكتب الوطني للمطارات والذي سارع للرد على رسالة مريم عبر "الميسانجر" بعد أيام وبالضبط في 27 يوليوز بالضبط كما صرحت لنا مريم، أمر وإن سرها نسبيا إلا أنه غير كاف،  خصوصا وأنه يحمل تملصا من المسؤولية... 

المكتب والذي عبر عن أسفه العميق لما جرى،  ولما أحست مريم به من سوء معاملة لدى نزولها بمطار الدار البيضاء محمد الخامس، قبل أن يضيف: "وعلاقة بهذا الموضوع، أود أن أقدم لكم التوضيحات التالية: الترتيبات الخاصة بالمسافرين المرضى أو ذوي الاحتياجات الخاصة، ترجع المسؤولية الكاملة فيها لشركة الطيران، إذ أن إدارة المطار ليس بإمكانها معرفة المسافرين المحتاجين إلى ترتيبات خاصة، في حين يرتكز دور المطار على إعطاء الإسعافات الضرورية عبر الوحدة الطبية للمستعجلات، أما التكفل بالمسافرين المرضى أو ذوي الاحتياجات الخاصة فهو يبقى على عاتق شركات الطيران عند اقتناء المسافر لتذكرة السفر حيث يصرح بإعاقته أو مرضه... وفور توصلنا برسالتكم، باشرنا إجراء التحريات مع شركة الطيران التي نقلتكم من مدينة ليل إلى مطار الدار البيضاء محمد الخامس لمعرفة ملابسات هاته الحالة لتحديد المسؤوليات واتخاذ التدابير اللازمة."

تحريات بدأت وبعد أكثر من 25 يوما أي ما يقارب الشهر لا زالت مستمرة،  والا فأين نتائجها والإجراءات التي اتخذت فيها...  فمريم ومعها كل المتضررين ينتظرون،  وخلفهم الملايين من مغاربَة العالم وكل مغاربة الوطن ينتظرون.. رد الإعتبار لمريم ولزملائها  أولا وربط المسؤولية بالمحاسبة وتفعيل التعليمات الملكية السامية بتحسين الخدمات المقدمة لهاته الفئة... 



 

تاريخ الخبر: 2022-08-23 00:23:22
المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 67%
الأهمية: 83%

آخر الأخبار حول العالم

وفاة المحامي والحقوقي عبد العزيز النويضي اثر سكتة قلبية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 00:26:04
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 55%

وفاة المحامي والحقوقي عبد العزيز النويضي اثر سكتة قلبية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 00:26:09
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 58%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية