صفة العذراء مريم “الأم المضحية”


القس بافلي نصري كاهن كنيسة السيدة العذراء والملاك ميخائيل بالعياط ايبارشية طموه

يقول القديس ساويرس الانطاكي “حينما أريد أن أنظر الي العذراء والدة الاله وتجول في خاطري الافكار المتعلقة بها، فمنذ أول بادرة يبدوا لي صوتاً من جهة الله يأتي صارخاً بقوة في أذني لينبأني”لا تقترب الي ههنا. اخلع حذائك من رجليك. لان الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدسة (خر 3 :5).. إن الاقتراب منها هو الاقتراب من المكان المقدس أو بلوغ السماء”. ويشهد الكتاب المقدس لأمومة القديسة مريم لكلمة الله، إذ نري توما الرسول يتكلم عن السيد المسيح انه الله (يو 20: 28)، فتكون هي أم الله. وفي البشارة يتحدَّث الملاك غبريال عن الطفل الذي تحبل به أنه “ابن العليّ” و”القدوس” و”ابن الله”. والعذراء كأم تميزت بالتضحية في أمور كثيرة نذكر منها :-
التضحية بالاحتمال والصبر:

التضحية بالنفس هي أعلى مراتب التضحية وفيها يبذل الإنسان نفسه وروحه من أجل الحفاظ على قيمة ومعتقداته ولقد أحتملت السيدة العذراء الكثير من المتاعب ، يكفي انها كانت تري النشاط الكرازي لابنها، ولكنه لم يكن يقيم في أخر اليوم في بيتها أو بجوارها، لكنه كان يذهب الي الجبال ليقضي الليل كله في الصلاة ولم تكن العذراء حزينة لذلك ، ومع أن ذلك يؤلم امومتها، لكنها كانت تضحي بذلك وتفرح وهي تسمع الخير ينتقل معه في كل تنقلاته، مع إنها محرومة منه في بيتها.
وأيضاً ظهرت التضحية في حياة العذراء عندما عُلق السيد المسيح علي الصليب ورأته فلا شك أن أحشائها كأم بشرية كانت تتمزق قطعة قطعة ولكنها تحملت كل هذا وكانت تشعر بفرح الخلاص الذي تحقق لادم وكل ذريته في الامها وتضحيتها.

التضحية بروح الخدمة :
العذراء كانت وهي فتاه صغيرة بالهيكل، رغم كل ما تعيشه من جهاد في الصلاة والوحدة والتأمل الا إنها كانت تفرغ وقتاً تخدم فيه الفقراء الوافدين الي الهيكل ، وأيضاً نري هذه الروح الخادمة في العذراء وهي تذهب لخدمة اليصابات العجوز، فمع انها كانت أماً للإله لكنها لم تتأفف في أن تسافر الي نسيبتها وتبقي في خدمتها ثلاثة أشهر بكل تواضع.

التضحية بعدم الكلام :
تظل العذراء مريم لكل الكنيسة قدوة لا مثيل لها في مقدرتها علي الصمت المقدس، فقد كان أمامها أن تتحدث ولو بدافع تعليم الكنيسة وتثبيتها عن الايات والمعجزات التي شهدتها خلال اقامة رب المجد في بيتها قبل الكرازة العلنية،وكان في ذلك نفع روحي عظيم ، وكان امامها أن تتحدث عن فترة الحمل الالهي ، وكان أمامها أن تنتقل من كنيسة لاخري لتتحدث عن الرب يسوع وتتبارك منها الناس، وبالاجمال كان أمام العذراء أن تتحدث ، وبحديثها إن تكلمت ليس فيه ضرر بل كله نفع وبنيان للكنيسة.

ومع ذلك: لقد أختارت الصمت المقدس، وضحت بالكثير والكثير من الكلام حتي شهد لها الكتاب المقدس مع كثرة ما رأته وما سمعته أنها” كانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكره به في قلبها “( لو2 :19). ولكن حينما كانت تتكلم كانت تتكلم بما هو نافع.

Attachments area

تاريخ الخبر: 2022-08-24 09:22:39
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 60%
الأهمية: 52%

آخر الأخبار حول العالم

عائلات المغاربة المحتجزين بتايلاند تنتقد صمت الحكومة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-12 12:26:18
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 66%

مشهيد بديع.. عاصفة شمسية تنير السماء بأضواء قطبية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-12 12:26:03
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 50%

مشهيد بديع.. عاصفة شمسية تنير السماء بأضواء قطبية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-12 12:25:55
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 70%

عائلات المغاربة المحتجزين بتايلاند تنتقد صمت الحكومة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-12 12:26:13
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 52%

طقس الأحد.. أجواء حارة بعموم مناطق المملكة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-12 12:26:26
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 53%

طقس الأحد.. أجواء حارة بعموم مناطق المملكة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-12 12:26:20
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 67%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية