قيس سعيد يدخل العلاقات المغربية التونسية نفق الأزمة


فعلها الرئيس التونسي قيس سعيّد واختار اللعب بالنار في علاقة بلاده بالمغرب، يستقبل نهارا وأمام عدسات الكاميرا في مراسم رسمية زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، للمشاركة في قمة طوكيو للتنمية في إفريقيا التي تحتضنها تونس العاصمة..فعل سعيّد هذا أغضب المغرب الذي انسحب من المشاركة في القمة بل وأعلن استدعاء سفيره للتشاور، وفي ذلك رسالة سياسة أن الرباط التي فوتت أخطاء سابقة للرئيس التونسي قد فاض بها الكأس والحساب السياسي قد قُصّ شريطه.

 

بعد استقبال سعيد لإبراهيم غالي، لم يتأخر رد وزارة الخارجية المغربية، التي اعتبرت أن النظام التونسي ينهج سياسة العداء  ضد المملكة ومصالحها العليا، بحيث اختار سعيد دعوة البوليساريو للقمة ضد رغبة اليابان في انتهاك للقواعد المعمول بها، وبشكل أحادي الجانب.

 

يمضي الرئيس قيس سعيد مسرعا في دفع العلاقات المغربية التونسية إلى نفق الأزمة الكبير، خاصة وأن تراكم الخلافات طفى على السطح منذ مدة ليست بالقصيرة، بعد رفضه زيارة المغرب في المقابل زيارة الجزائر في ثلاثة مناسبات آخرها جلوسه جنبا إلى جنب مع زعيم البوليساريو في ذكرى استقلال الجزائر والعرض العسكري.

 

يقول عبد الحميد باب الله، الباحث في العلاقات الدولية أن السلطات المغربية لم تتفاجئ بموقف قيس سعيد، على اعتبار أن الرجل ومنذ شهور يلمح إلى قربه الكبير من الجزائر وبالتالي تبيني الخطاب الجزائري ودعم خططه في المحيط المغاربي، مضيفا أن استقبال سعيّد لإبراهيم غالي هو مشهد من جملة مشاهد يضعها المغرب في سياقها المحكوم بالاصطفاف السياسي.

 

ويبقى قيس سعيّد، في نظر الباحث في العلاقات الدولية، الرقم الأول في المعادلة السياسية التونسية مستمرا في إعادة إنتاج السلطة وفق منظوره الخاص، غير مكترث لا بالمعارضة ولا بالأحزاب الداعمة له. وبالتالي تصرف الرجل بعيدا عن الكياسة السياسية المفروضة في رجل دولة يعرفها جيدا خصوصية المنطقة المغاربية وحساسية ملف الصحراء المغربية بالنسبة للرباط.

 

وأكد أن بوادر الأزمة بدأت منذ إعلان الرباط وبشكل مفاجئ عن قرارها غلق أجوائها أمام الطائرات التونسية، رغم أن المبرر شبه الرسمي لذلك هو انتشار وباء كورونا بشكل كبير في تونس. لكنه كان يخفي دوافع، لا أحد ينكرها ، أن على مدى الشهور التي سبقت، كان هناك قدر من القلق والانزعاج في الرباط، مما اعتبرته برودا وفتورا، وربما جفاء رسميا غير مبرر، وهجوما إعلاميا غير مقبول من طرف جهات إعلامية غير رسمية. ولم يكن ذلك سوى محصلة لتراكم عدة أحداث ومعطيات.

 

قد يقول قائل إن الرئيس التونسي اختار الجزائر حليفة له على المغرب، بحكم الأزمة التي تطوق تونس -التي تواجه صعوبات في سداد ديونها-  مع صندوق النقد للحصول على قرض جديد مقابل إصلاحات مكلفة، واجتماعيا تهدف إلى تعزيز مواردها. لكن هذا ليس مبررا لضضرب مصالح المغرب العليا.

 

من جانبه بلاغ وزارة الخارجية كان شديد اللهجة، وذلك تفعيلا بحسب المتحدث للخطاب الملكي السابق، الذي اعتبر فيه الملك محمد السادس أن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وبالتالي قيام علاقة متوازنة سياسة أو اقتصادية مع دولة أخرى لا يمكن أن يجري بعيدا عن الاعتراف بمغربية الصحراء ودعم مخطط الحكم الذاتي.

 

وأشار عبد الحميد باب الله، أن إلى وجود نزعة جديدة باتت تهدد بفقدان التوازن التقليدي في تعامل الدبلوماسية التونسية مع الجارتين المغاربيتين الجزائر والمغرب، ولا أحد منهما شرح سر تزامن البرود في العلاقات مع المغرب مع حالة من الدفء والتقارب الشكلي مع الجزائر.

تاريخ الخبر: 2022-08-27 12:19:37
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 74%
الأهمية: 78%

آخر الأخبار حول العالم

مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم "بطاقة الإعاقة"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-09 18:26:33
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 61%

مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم "بطاقة الإعاقة"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-09 18:26:31
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 62%

أخنوش: نحن حكومة ديموقراطية اجتماعية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-09 18:25:49
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 56%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية