«فتاة الدليفرى» بالإسكندرية تحكى قصتها: أحلم بالالتحاق بأكاديمية الشرطة

في شوارع الإسكندرية وميادينها، تتجول حاملة حقيبة كبيرة خلف ظهرها، لا أحد يعرف معاناتها اليومية، أو المسافات التي تقطعها خلال ساعات عملها الطويلة، دون كلل أو ملل مستعينة بالله، وبثقتها على تحمل المسئولية، وعهد قطعته على نفسها بالاعتماد على نفسها.

رحمة «فتاة الدليفري» بالإسكندرية التي أصبحت حديث السوشيال ميديا تروي لـ"الدستور" قصة كفاحها حتى استقبالها في وزارة الشباب والرياضة وتكريمها من الدكتور أشرف صبحي.

قالت رحمة أمين، «فتاة الدليفري»، إنها طالبة بالفرقة الثالثة بكلية التجارة، جامعة الإسكندرية، وتبلغ من العمر 20 عامًا، موضحًة أنها تعمل في مجال الدليفري منذ عام، ولكنها عملت في عدة مهن مختلفة في المحلات والمصانع وغيرها، منذ أن كان عمرها 15 عامًا.

وأضافت لـ«الدستور» أنها قررت أن تعتمد على نفسها، وتخرج للعمل لتقليل العبء عن والدها الذي ألحقها بمدارس لغات، ووفر لها حياة كريمة هي وأشقائها الثلاثة، فهو مربي أجيال ويعمل مدير مدرسة، قائلة: «اشتغلت عشان أبني نفسي بنفسي، مبقاش حمل على بابا، عشان أجيب حاجة زيادة نفسي فيها هو دخلني مدارس لغات وصرف عليا، وبفضله أنا واقفة على رجلي وقادرة أشتغل».

أكتر من 10 ساعات عمل يوميًا

وأوضحت أن حياتها بين المحاضرات والكورسات والعمل، حيث إنها تحمل شنطة الدليفري يوميًا قرابة الـ10 ساعات، ويمكن أن تصل في بعض الأحيان إلى 14 ساعة لتتجول على قدميها في نطاق عدة مناطق لتصل لعناوين العملاء، وذلك دون استقلال أي وسيلة مواصلات: «مكنش ينفع أركب ميكروباص بالشنطة، كنت بمشي عشان مضايقش حد، وده بيتعبني جسديًا بس برتاح نفسيًا».

وأشارت إلى أنها تتعرض للتعب صحيا ونفسيًا وجسديًا، فهي تحمل الحقيبة لساعات طويلة، فضلًا على أنها يكون بها طعام ساخن، وفي أيام الصيف والحر وخاصة في شهر رمضان كانت  حرارة الطعام بالشنطة يؤذي جسدها، بالإضافة إلى ثقلها، مضيفة: «لذلك في تلك الأحيان كنت أتمنى دراجة أو سكوتر للتخفيف عني».

رحمة بين الدعم والتنمر

واصلت رحمة حديثها، بأنها كانت تتلقى الدعم الدائم من أسرتها، وخاصة والدها الذي يفخر بها، قائلة: «بابا عارف أني راجل في تعاملاتي، ومن صغري وهو واخدني إني ذراعه اليمين» متابعة: «ناس كتير جدا، بتحبني وتساعدني، والناس الشقيانة زيي هما أكتر ناس بتدعمني».

وتابعت أنها تتعرض للكثير من مواقف التنمر، قائلة: «في ناس مش بتقدر إني تعبانة وشقيانة، وبتتريق عليا» راوية موقف تعرضت له من بعض طلاب إحدى المدارس القومية وهم يستقلون الأتوبيس الخاص بالمدرسة، حيث ظلوا يشيرون عليها ويتحدثون إلى بعضهم ويضحكون، وهو ما أصابها بالاستياء، قائلة: «أنا كنت في يوم من الأيام في مدارس لغات، وبتكلم إنجليزي وفرنساوي».

تكريم وزير الشباب والرياضة

قالت «رحمة» إنها فوجئت باتصال من مكتب الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، وبالفعل استضافها الوزير في مكتبه، مشيرة إلى أنها كانت تشعر بالتوتر ولكن ترحيب جميع الطاقم بالوزارة والدكتور أشرف صبحي، جعلها في قمة سعادتها، وأهداها دراجة لمساعدتها في عملها، بالإضافة إلى الحصول على مجموعة من الكورسات للتطوير من نفسها، حيث تابع ردودها في أحد البوستات على المتابعين الذين طلبوا منها تغير عملها لوظيفة أخرى بشركة، وكان ردها أنها ليس لديها خبرها وتريد الحصول على كورسات كثيرة لتكتسب عدة مهارات.

حيث وجه الدكتور أشرف صبحى المعنيين بالوزارة باتخاذ اللازم نحو إشراك الطالبة «رحمة» فى مشروعات وبرامج الوزارة المختلفة، ومنها برنامج «مشوارى»، والمشاركة فى الدورات التدريبية فى مجال «ريادة الأعمال» ، ومبادرة «طور وغير».

طموحى الالتحاق بأكاديمية الشرطة 
واختتمت فتاة «الدليفري» بالإسكندرية حديثها أنها لم تكن تتوقع أن تدخل الفرحة على قلوبها، وأيضًا على قلوب الآلاف خلال ساعات قليلة، حيث تلقت الكثير من عبارات الدعم والبهجة من الكثير، وهو ما تشكر الله عليه قائلة: «عاوزه أطلع عمرة، عشان أشكر ربنا على كل حاجة حصلت معايا» مشيرة إلى أنها فخورة وراضية بكل ما مرت به وتطمح أن تستكمل دراستها وتلتحق بأكاديمية الشرطة.

تاريخ الخبر: 2022-08-29 18:21:11
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 47%
الأهمية: 66%

آخر الأخبار حول العالم

الإمارات تستنكر دعوة نتنياهو لها للمشاركة في إدارة غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-12 15:26:02
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 69%

الإمارات تستنكر دعوة نتنياهو لها للمشاركة في إدارة غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-12 15:25:55
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 67%

توقعات أحوال الطقس غدا الاثنين

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-12 15:25:14
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 55%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية