في حوار مع وطني، كشفت إليان بطرس، الباحثة في العلاقات الدولية بمركز جسور للدراسات الاستراتيجية والمتخصصة في الشئون اللاتينية، عن عودة العلاقات بين فنزويلا وكولومبيا بعد عودة اليسار في الأخيرة، فضلا عن عودة اليسار في معظم دول أمريكا اللاتينية.

ولفتت أن بعد نجاح الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو في الانتخابات الرئاسية وتنصيبه رئيسا لكولومبيا في أغسطس 2022، تواصل رئيسا الدولتين عبر مكالمة تناقشا من خلالها عن إمكانية فتح الحدود بينهم بشكل كلي وتحسين العلاقات التي تأثرت خلال حكم الرئيس السابق لكولومبيا، وهو ما فتح المجال الى إعادة الروابط والعلاقات بين البلدين.

وبالفعل أرسلت كولومبيا أرماندو بينيديتي كسفيرا لدى فنزويلا، وتم تعيين وزير الخارجية السابق فيليكس فالينسيا سفيرا لفنزويلا يوم 11 أغسطس الماضي في العاصمة بوجوتا بكولومبيا، تمهيدا لإعادة العلاقات التجارية والاقتصادية وهو ما يدعم خطوات فنزويلا في تنشيط الجوانب الاقتصادية لديها خلال هذه الفترة التي تمثل فرصة كبيرة لفنزويلا للازدهار من جديد بعد معاناة الحصار الأمريكي عليهم.

وأوضحت إليان أنه من المخطط أن يتبادل الرئيسان الزيارات خلال الفترة القادمة، وتقوم الدولتان بعمل مباحثات حول منطقة اقتصادية وإعفاءات ضريبية، بالإضافة إلى سن تشريع يسمح للحكومة الكولومبية بالاستثمار في أعمال لها تأثير على تنمية المنطقة الحدودية خاصة وأن هناك أكثر من 8 ملايين كولومبي يعملون بالتجارة مع فنزويلا بينهم كما تستعيد الدولتين العلاقات العسكرية بينهم.

وتطرقت الباحثة إلى أسباب الانقطاع بين الدولتين، ملمحة إلى فنزويلا وكولومبيا يجمعهما حدود البرية يبلغ طولها 2000 كيلومتر، وقد سبق توترت العلاقات في عام 2015 في عهد الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس بعد أزمة حدودية أدت إلى إغلاق الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو المعابر الحدودية الرئيسية وترحيل الكولومبيين داخل البلاد واستمرت الأوضاع في التدهور حتى تم قطع العلاقات الدبلوماسية بين كولومبيا وفنزويلا في فبراير 2019 وأغلقت حينها السفارات والقنصليات في كلا البلدين.

وأشارت إلى إيقاف الرحلات الجوية بين الجارتين بعد أن رفض الرئيس الكولومبي السابق ايفان دوكي الاعتراف بالانتخابات الفنزويلية وتولى الرئيس مادورو مقاليد الحكم في فنزويلا بعد دورة الانتخابات الرئاسية الأخيرة بل ودعم المعارضة الفنزويلية بشكل كبير وهو ما دفع العلاقات بينهم للانقطاع والتوتر، خاصة لوجود ثغرات حدودية بينهم سمحت بوجود اشتباكات مسلحة بشكل دائم على الحدود.