سوق النفط .. لا إشارات موثوقة للأسعار مع تزايد المخاطر الجيوسياسية | صحيفة الاقتصادية


تراجعت أسعار النفط الخام بسبب مخاوف التباطؤ الاقتصادي العالمي وانخفاض الطلب على الوقود بعد رفع أسعار الفائدة من جانب أغلب البنوك المركزية.
في المقابل، ما زالت أسعار النفط الخام تتلقى دعما من شح الإمدادات وتوقعات بخفض تحالف "أوبك +" لمستوى الإنتاج في الاجتماع الوزاري المرتقب للمجموعة مطلع الشهر المقبل.
وقال لـ"الاقتصادية" محللون نفطيون، إن ناقوس الخطر يدق بشأن تقلبات السوق الأخيرة مع تزايد المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط، مشيرين إلى أن سوق النفط بوضعها الراهن غير قادرة بالفعل على تقديم إشارات أسعار موثوقة.
وأكد سيفين شيميل مدير شركة في جي أندستري الألمانية، أن التباطؤ الاقتصادي كان سببا لعودة التراجعات السعرية للنفط الخام، مبينا أن "أوبك +" تستعد حاليا وقبل أيام من اجتماع وزاري مهم لدراسة كيفية التعامل مع تطورات السوق الحالية.
وأشار إلى أن المعروض النفطي يتقلص بالفعل مع زيادة ضغط عقوبات الاتحاد الأوروبي على الإمدادات من روسيا بسبب حرب أوكرانيا، لافتا إلى تحذيرات "أوبك +" المستمرة بسبب تضاؤل الطاقة الاحتياطية الفائضة، حيث تضخ المجموعة بالفعل 2.8 مليون برميل يوميا أقل من أهدافها الرئيسة مع عدم قدرة عديد من المنتجين على الاستمرار في زيادة التدفقات.
من جانبه، قال روبين نوبل مدير شركة أوكسيرا الدولية للاستشارات، إن أسعار النفط الخام أقرب إلى استئناف المكاسب بسبب أساسيات السوق الداعمة للارتفاع بعدما طغت المخاوف بشأن مزيد من الإجراءات الصارمة من قبل البنوك المركزية بزيادة أسعار الفائدة على أي مخاوف محتملة بشأن نقص المعروض من جانب تحالف "أوبك +".
وأشار إلى تراجع الرغبة في المخاطرة في أسواق النفط الخام بسبب توقع استمرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي في زيادة أسعار الفائدة، مبينا أن تراجع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا يضيف أيضا حالة من عدم اليقين إلى صورة أزمة الطاقة ويدعم وتيرة عملية التحول في الطلب على النفط كبديل عن الغاز.
من ناحيته، أكد ماركوس كروج كبير محللي شركة إيه كنترول لأبحاث النفط والغاز، أن معنويات السوق تأثرت سلبا وقاد هذا الأمر إلى تراجع الأسعار خاصة بعدما أعلن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أن البنوك المركزية من المرجح أن تستمر في مسار رفع أسعار الفائدة كوسيلة لكبح التضخم، مبينا أن البنك المركزي الأوروبي هو أيضا مؤيد لرفع أسعار الفائدة كأداة للتحكم في التضخم.
وأشار إلى توقعات صادرة عن خبراء في "مورجان ستانلي" تظهر أن الولايات المتحدة تتجه بالتأكيد إلى الركود، ما يعمق المزاج التشاؤمي في الأسواق ويضعف توقعات نمو الطلب على النفط، موضحا أنه لا تزال حالة عدم اليقين بشأن العرض قائمة في ظل عدم قوة شراء النفط في بعض الأسواق الرئيسة.
بدورها، قالت مواهي كواسي العضو المنتدب لشركة أجركرافت الدولية، إن احتمالية عودة ارتفاع الأسعار بقوة ما زالت قائمة خاصة بعد عودة التوترات إلى العراق وهي ثاني أكبر عضو في منظمة "أوبك" من حيث حجم إنتاج النفط اليومي كما يعزز المكاسب تخفيضات إنتاج جديدة محتملة من "أوبك +"، وحدوث اشتباكات دامية في ليبيا جدد المخاوف بشأن صادرات النفط الليبية.
وأشارت إلى أهمية اجتماع تحالف "أوبك +" في الخامس من أيلول (سبتمبر) المقبل في ظل أسواق متوترة وتنتظر الجديد فيما يتعلق بالإمدادات النفطية، لكنه لم يتم التأكيد بعد على أن المجموعة ستناقش تخفيضات إنتاج جديدة، مبينة أن العوامل الداعمة لهبوط الأسعار تشمل المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي وقوة الدولار.
وفيما يخص الأسعار، تراجع النفط أمس بفعل مخاوف من أن يؤدي ضعف الاقتصادات العالمية الناجم عن التضخم إلى تراجع الطلب على الوقود بجانب عدم تأثر الصادرات العراقية بالاشتباكات الدائرة هناك.
وبحسب "رويترز"، هبطت العقود الآجلة لخام برنت تسليم تشرين الأول (أكتوبر) 2.45 دولار، أي 2.33 في المائة، إلى 102.64 دولار للبرميل خلال التعاملات أمس، بعد صعودها 4.1 في المائة الإثنين في أكبر زيادة منذ أكثر من شهر.
وينتهي عقد أكتوبر اليوم "الأربعاء" وبات عقد تسليم تشرين الثاني (نوفمبر) الأكثر نشاطا في التداول عند 101.12 دولار للبرميل، بانخفاض 1.76 في المائة.
وجرى تداول خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي عند 95.46 دولار للبرميل، بانخفاض 1.55 دولار، أي 1.6 في المائة، بعد ارتفاع 4.2 في المائة في الجلسة السابقة.
والتضخم قريب من خانة العشرات في عديد من الاقتصادات الكبرى في العالم، وهو مستوى لم تشهده منذ نحو نصف قرن، ما قد يدفع البنوك المركزية في الولايات المتحدة وأوروبا إلى اللجوء لزيادات أكثر حدة في أسعار الفائدة، يمكن أن تحد من النمو الاقتصادي وتؤثر في الطلب على الوقود.
وقال محللون من هيتونج فيوتشرز: "تراجعت الرغبة في المخاطرة بسبب توقع استمرار مجلس الاحتياطي الاتحادي في رفع أسعار الفائدة. كما يفاقم تراجع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا ضبابية صورة أزمة الطاقة".
وقال جيوفاني ستونوفو المحلل في "يو.بي.إس" إن الأسعار تراجعت بعد تصريحات من شركة تسويق النفط العراقية المملوكة للدولة (سومو) بأن صادرات النفط العراقية لم تتأثر بالاضطرابات.
وستعقد "أوبك +"، التي تضم أعضاء "أوبك" ومنتجين حلفاء في مقدمتهم روسيا، اجتماعا في الخامس من أيلول (سبتمبر) لتحديد سياسة الإنتاج.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 104.85 دولار للبرميل الإثنين مقابل 103.89 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق أول ارتفاع عقب تراجع سابق وأن السلة كسبت نحو ستة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 98.72 دولار للبرميل.

تاريخ الخبر: 2022-08-31 03:23:04
المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية
التصنيف: إقتصاد
مستوى الصحة: 44%
الأهمية: 44%

آخر الأخبار حول العالم

إضراب وطني جديد يشل قطاع الصحة بالمغرب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-13 15:26:35
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 52%

إضراب وطني جديد يشل قطاع الصحة بالمغرب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-13 15:26:36
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية