خبراء فى زراعة الأشجار يرسمون خارطة «تخضير مصر»: اختيار أماكن صالحة وتوفير شتلات منتجة - وطن أخضر


قدم خبراء خريطة طريق لتنفيذ المبادرة الرئاسية التى تم الإعلان عنها قبل أيام لزراعة 100 مليون شجرة، مشيرين إلى أنه لكى تنجح المبادرة وتحقق أهدافها، كما نجحت من قبل مبادرة 100 مليون صحة، فلا بد أن يكون هناك فريق من الخبراء والمتخصصين القائمين عليها، يكون لديهم خريطة لأنواع الأشجار المناسبة والأماكن الصالحة لزراعة كل منها، كما يجب البدء بتوفير البذور والشتلات اللازمة لزراعة هذا العدد الكبير من الأشجار، والمشاتل القادرة على إنتاجها.

«عبدالدايم»: يمكن زراعة «الكايا والماهوجنى» الأفريقى على الطرق السريعة

قال الدكتور أحمد عبدالدايم، أستاذ ورئيس قسم الأشجار الخشبية الأسبق بـ معهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية، الذى يُلقب فى الأوساط البحثية المصرية بـ«أبو الأشجار الخشبية»، إنه لكى تنجح المبادرة لا بد أن يكون هناك أشخاص متخصصون فى الزراعة ومهتمون بها، وأن تكون هناك خطة على أساس علمى لزراعة الـ100 مليون شجرة.

وأضاف «عبدالدايم»: أول سؤال يجب أن نسأله هو من الذى سيقوم على هذه المبادرة ويعمل على تنفيذها؟ علماً بأنه لا بد أن يكون لديهم خبرة فى هذا المجال، مؤكداً فى هذا السياق على أن معهد بحوث البساتين التابع لمركز البحوث الزراعية، وبشكل خاص أساتذة قسم بحوث الأشجار الخشبية بالمعهد، هم من لديهم الخبرة اللازمة فى هذا الصدد، ويعرفون «نزرع إيه وفين؟».

وأضاف رئيس قسم بحوث الأشجار الأسبق: على سبيل المثال فإن جنوب مصر كله يمكن زراعته بالأنواع التى توجد لدينا أمهات بذرة لها، مثل «الماهوجنى الأفريقى» (الكايا) والماهوجنى الإسبانى، والماهوجنى كبير الأوراق، وأنواع «السنط» و«التمر هندى»، ويمكن زراعة هذه الأنواع على الطرق والمراوى والمصارف، علماً بأن كل بيئة لها الأشجار الخاصة بها.

وأوضح «عبدالدايم»، فى هذا السياق، أن شجرة «الماهوجنى الأفريقى» (الكايا) يمكن زراعتها على الطرق السريعة وجسور النيل، حيث يمكن زراعة قرابة 3000 كيلومتر من جسور النيل لدينا بالماهوجنى.

أما بالنسبة لشمال مصر، حسبما يضيف «عبدالدايم»، فالنموذج على ما يمكن زراعته هناك، موجود فى مشتل قسم بحوث الأشجار الخشبية بمعهد بحوث البساتين الواقع بجوار جامعة القاهرة، والذى يعتبر نموذجاً ناجحاً يمكن أن نقتضى به، وتوجد به الأصول الوراثية لشجر الحور والتاكسوديوم الذى يمكن زراعته فى الشمال.

وأكد «عبدالدايم» أن الخريطة الكاملة لتوزيع أنواع الأشجار على الأماكن المناسبة لزراعتها، موجودة لدى قسم بحوث الأشجار الخشبية بمعهد بحوث البساتين، لكنهم لو أخذوها فقط من القسم، فمن الممكن أن يتم تطبيقها بشكل خاطئ، حيث الأراضى المالحة على سبيل المثال تصلح معها أنواع معينة للزراعة، والأراضى الخصبة تصلح معها أنواع أخرى.

وأضاف: السؤال الأهم مما سبق أيضاً، هو من أين سنأتى بما يُعرف بـ«مواد الإكثار» (أى البذرة والعقلة والشتلة) التى سنستخدمها فى زراعة الـ100 مليون شجرة، مشيراً إلى أن الحل يتمثل فى أنه فى شهر أغسطس الحالى توجد أنواع من البذور الناضجة، ومنها بذرة الكافور، التى يجب جمعها وزراعتها فى أغلب الأراضى، لافتاً إلى أنه لو انتظرنا شهراً آخر فلن نجد هذه البذور، وسنضطر للانتظار حتى شهر 4 أو 8 المقبلين.

وفى هذا السياق أشار «عبدالدايم»، إلى أن أشجار الصنوبر المزروعة فى مصر، بذورها تنضج هذه الأيام أيضاً، ولدينا أصول وراثية منها، سبق وزرعها قسم الأشجار الخشبية فى القناطر، كما أن «العقلة» الخاصة بشجر الحور هناك أنواع هجن منها أنتجها القسم، وأيضاً الإدارة المركزية للتشجير بوزارة الزراعة سبق واستجلبت من الخارج هجن حور.

وفى ما يتعلق بأشجار الزينة، أكد «عبدالدايم» أن لها مكاناً مهماً أيضاً فى خطة زراعة الـ100 مليون شجرة، كما أن المشاتل والأصول الخاصة بها موجودة، والقطاع الخاص قائم بها بشكل أفضل، ومن بينها أشجار الجاكراندا، والبونسيانا، وخف الجمل، والسرسوع، وأبوالمكارم، علماً بأن اختيار نوع بعينه منها يتحدد حسب نوع الشارع وعرضه والبنية التحتية الموجودة به، من غاز وكهرباء وخلافه، وذلك لتحاشى إتلاف البنية التحتية.

وعن المشاتل التى سيتم الاعتماد عليها فى الزراعة، لفت «عبدالدايم» إلى أنه يمكن الاعتماد على مشتل كوم أمبو التابع للحديقة النباتية فى أسوان، فى ما يتعلق بشتلات الأشجار المناسبة لجنوب مصر، وبالنسبة لشمال مصر فإن مشتل قسم بحوث الأشجار الخشبية والغابات بمعهد بحوث البساتين يمكن أن يكون عنواناً، بالإضافة إلى مشاتل أخرى تصلح للاستفادة منها، مثل مشتل القرشية التابع لقطاع الإنتاج فى وزارة الزراعة، والذى يجب أن يعود لإنتاج شتلات الأشجار الخشبية، وهناك مشتل سمنود التابع للإدارة المركزية للتشجير، ومشتل وادى الفارغ على طريق إسكندرية الصحراوى، لإنتاج ما يعرف بالشتلات عارية الجذور.

وبخلاف الشتلات يجب أن تكون هناك خطة موجودة تشمل المناطق التى سيتم الزراعة فيها، ومن أين ستبدأ الدولة بالضبط، وليكن من خلال نماذج تشمل عدة كيلومترات فى بعض الطرق والمراوى والمصارف، مع مراعاة توافر العمالة، سواء من المحليات أو مديريات الزراعة، ثم يتم البناء تدريجياً على هذه البداية.

«السيد»: كل منطقة لها أشجار تنمو فيها بصورة أفضل

من ناحيته، أكد الدكتور رمضان السيد، وكيل معهد بحوث البساتين للإرشاد، ورئيس قسم بحوث الأشجار الخشبية السابق، أن أى مشروع لا بد أن يتوافر له الخبراء القائمون على تنفيذه، وأن يكون عددهم كافياً للقيام على هذا التنفيذ، مشيراً إلى أنه لا بد أن تكون هناك أولويات لهذه المبادرة، حيث إن الأهم من وجهة نظرى هو البدء بحماية الأراضى والزراعات الجديدة من العوامل الجوية غير المواتية لحمايتها بأحزمة شجرية، سواء كانت مدناً جديدة أو مجتمعات عمرانية جديدة، والتى قد يكون فيها مجتمع متكامل به زراعة وصناعة ومساكن وخلافه.

وأشار «السيد»، فى هذا السياق، إلى أن منطقة مثل الدلتا الجديدة، أو غرب غرب المنيا، التى تتضمن مناطق استصلاح جديدة، كلها لا بد أن تحاط بحزام شجرى من الخارج، بنظام معين يتضمن عدد صفوف من الأشجار تتراوح من 7 إلى 9 صفوف، ويمكن تكرار هذه الصفوف وزيادتها حسب شدة وسرعة الرياح فى المنطقة، أو ما إذا كانت المنطقة بها رمال متحركة، وهنا لا بد أن يكون معلوماً سرعة الرياح على مدار السنة، ومتوسط سرعة الرياح خلال السنوات الأربع الأخيرة، وموسم هبوب الرياح، وما إذا كانت تهب صيفاً أم شتاء، ومدة وعدد أيام هبوب الرياح، واتجاهها.

ولفت إلى أنه داخل المنطقة المحاطة بهذا الحزام الشجرى أو الواقى لا بد أن تكون هناك مصدات رياح أيضاً، فى شكل صف واحد من الأشجار يتم تكراره داخل المساحة المراد حمايتها، بطول المساحة المزروعة، ولكن يكون على مسافات تختلف حسب نوع الشجر الذى نُشجر به، يعنى لو سنزرع شجراً طوله 15 متراً، سنكرر المصد من 20 لـ15 متراً، ولو سنحمى أشجار فاكهة فإن مسافات المصد تختلف عما إذا كانت النباتات المراد حمايتها خضراوات أو نباتات طبية وعطرية والتى يتراوح طولها من 70سم إلى متر، وبالتالى المسافة تتطول بين المصد والآخر.

«بحوث البساتين» أعد خريطة لأنواع وأراضى صالحة لزراعة الأشجار بالميادين

وأوضح وكيل معهد بحوث البساتين أنه عند زراعة هذه الأحزمة الشجرية يجب أن نضع فى الاعتبار أن نوع النبات الذى يمكن زراعته يختلف من منطقة إلى أخرى، حيث إن كل منطقة لها أشجار تنمو فيها بصورة أفضل من الأخرى، فالجازورينا مثلاً يمكن زراعتها بطول الجمهورية من الشمال للجنوب، ولكن نموها أفضل فى الشمال، وملوحة التربة والمياه تؤثر أيضاً على اختيار النوع الشجرى، فهناك أشجار لا تتحمل الملوحة وأخرى متوسطة التحمل وأشجار عالية التحمل للملوحة، إذن هناك عوامل كثيرة جداً يتوقف عليها اختيار النوع الشجرى وعدد الصفوف التى يمكن أن أحيط بها المنطقة الجديدة.

وأضاف: التشجير داخل وادى النيل يختلف أيضاً عن التشجير فى الصحراء، فتشجير مدينة أو منطقة ريفية فى الوادى يعتمد على التشجير الطولى، أى تشجير الترع والمصارف والطرق، كما أن المدينة تحتاج إلى أشجار ونوعيات مختلفة عن تشجير الأراضى الزراعية والصحراوية، وعرض الشارع يتحكم فى اختيار النوع الشجرى، فإذا كان عرض الشارع كبيراً يمكن زراعة أشجار خيمية تظلل مساحات واسعة، أما إذا كان عرض الشارع صغيراً فيجب زراعة أشجار تاجها غير كبير أيضاً.

كما أن عمر وطول الشتلة الواجب زراعتها يختلف ما بين المدينة والمناطق الصحراوية، ففى المدينة يجب ألا يقل طولها عن 2.5 متر، لكن فى الحزام الشجرى حول مناطق الاستصلاح يمكن أن تصل إلى 30 سم، ومدينة فى الشمال تختلف عن مدينة فى الجنوب، والمدن اللى فيها تلوث يفضل الأشجار متساقطة الأوراق، لأن التلوث والأتربة تتراكم على سطح الورق، لكى تسقط ومعها التلوث المتراكم عليها، وتظهر أوراق جديدة فى الموسم القادم، وبالتالى تنظف نفسها بنفسها، وهكذا.

تاريخ الخبر: 2022-08-31 12:20:44
المصدر: الوطن - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 55%
الأهمية: 51%

آخر الأخبار حول العالم

بطولة ألمانيا.. بايرن يؤكد غياب غيريرو عن موقعة ريال للاصابة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 15:26:00
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 58%

بطولة ألمانيا.. بايرن يؤكد غياب غيريرو عن موقعة ريال للاصابة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 15:25:55
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 58%

السجن 7 أشهر لخليجي في قضية مقتل شابة في "قصارة" بمراكش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 15:25:47
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 70%

السجن 7 أشهر لخليجي في قضية مقتل شابة في "قصارة" بمراكش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 15:25:54
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 55%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية