نالت المبادرة الرئاسية التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي لزراعة 100 مليون شجرة في جميع المحافظات لمواجهة التغيرات المناخية، قبل شهرين من انطلاق قمة المناخ COP27 فى مصر، اهتمامًا كبيرًا من قبل خبراء البيئة في العالم، لأهمية هذه المبادرة في تقليل درجات الحرارة، وامتصاص عوادم السيارات والتلوث وتنقية الهواء، وحماية المدن من الرياح الضارة وتقليل الغبار، وحماية الطرق والمنشآت والمباني وإطالة أعمارها، نهاية بالتصدي لتداعيات تغير المناخ وآثاره الضارة.

«الوطن» حاورت الدكتور دومط كامل، رئيس حزب البيئة العالمي، الذي أثنى على المبادرة وقدم الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي عليها، وطالب بالاستفادة من هذه المبادرة في دول المنطقة وتطبيقها لأنها سوف تأتي بثمارها مستقبلا.

وإلى نص الحوار:

دومط كامل: السيسي طالب بضرورة حماية الأرض من الخلل البيئي

- ما رأيك في المبادرة الرئاسية لزراعة 100 مليون شجرة بالمحافظات المصرية؟

أقدم كلمة شكر للرئيس عبدالفتاح السيسي، لأنه رجل بيئي بامتياز ويحمل هموم كوكب الأرض ولديه الوعي الكافي بأزمات الكوكب البيئية والمناخية، لاسيما أنه طالب في عدة مؤتمرات إقليمية وعالمية بضرورة حماية الأرض من المخاطر التي تهددها بسبب الخلل البيئي، الذي أدى إلى التغيرات المناخية، أما الجهود التي تقوم بها الدولة المصرية بشأن خطة زراعة الأشجار في المحافظات المصرية، فهذا يعني أن الدولة المصرية تمتلك استراتيجية جادة للتطبيق على الأرض، دعنا نقول أن مصر منذ عصور الفراعنة متميزة بوضعها البيئي.

العالم ينتظر استراتيجية موحدة لحماية الكوكب

- ماذا ينتظر العالم من قمة COP 27 الذي سيعقد في مدينة شرم الشيخ؟

العالم ينتظر تقديم استراتيجية موحدة بين جميع الدول لحماية كوكب الأرض، دون المساس بالأمن الصناعي أو العسكري أو الغذائي أو المائي أو التجاري لأي دولة، لاسيما أن الحكومات عليها تقليل استخراج المواد البترولية وتقليل استخدام الوقود الأحفوري، وإيجاد طاقة بديلة، من أجل الحفاظ على درجة حرارة الكوكب، وتنقية المحيطات والبحار والأنهار من النفايات ووضع خطة لرفعها، والتوجه إلى استخدام السيارات الكهربائية، والبحث عن الطاقة الجديدة والمتجددة.

- كيف أثر الوقود الأحفوري على التغيرات المناخية التي يمر بها الكوكب؟

التغيرات المناخية التي يمر بها كوكب الأرض خطيرة للغاية وناتجة عن حرق كميات هائلة من الوقود الأحفوري التي يتم ‏استهلاكها على الكوكب وتتخطى هذه النسبة 100 مليون برميل يوميا، ‏وينتج عنها كميات عالية جدا من الغازات الدفيئة خاصة ثاني أكسيد الكربون ‏ومشتقاته، فعندما نحرق النفط والفحم والغاز، فإننا لا نلبي احتياجاتنا من الطاقة فحسب بل إننا نقود أزمة الاحتباس الحراري الحالية أيضا، وينتج عن الوقود الأحفوري كميات كبيرة من انبعاثات الكربون التي تحبس الحرارة في الغلاف الجوي وتؤدي إلى تغير المناخ.

الثورة الصناعية تسببت في زيادة حمضية المحيطات 

- هل يؤثر الوقود الأحفوري أيضا على المحيطات؟

بالطبع، فعندما نحرق النفط والفحم والغاز، فإننا نغير الكيمياء الأساسية للمحيط، مما يجعله أكثر حمضية، وتمتص بحارنا ما يصل إلى ربع إجمالي انبعاثات الكربون من صنع الإنسان، ومنذ بداية الثورة الصناعية لاسيما حرق الفحم، أصبح المحيط أكثر حمضية بنسبة 30%، مع ارتفاع الحموضة في المياه، تنخفض كمية كربونات الكالسيوم وهي مادة يستخدمها المحار والكركند والعديد من الكائنات البحرية الأخرى لتشكيل الأصداف، ويؤدي ذلك إلى إبطاء معدلات النمو وإضعاف القشرة وتعريض سلاسل الغذاء بأكملها للخطر.

مصر تضع أطر قانونية منظمة للاقتصاد ذو الصلة بالبحار والمحيطات

- كيف تابعت مشاركة الرئيس السيسي في قمة «محيط واحد» بمدينة بريست الفرنسية؟

كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي أكدت حرص الدولة المصرية على وضع الأطر القانونية المنظمة للأنشطة الاقتصادية، ذات الصلة بالبحار والمحيطات، لتضمن استدامة الموارد البحرية والحفاظ عليها ولتحول دون تعرض البحار للتلوث بشتى أنواعه، بما في ذلك التلوث بالنفايات البلاستيكية، الذي يمثل تحديا حقيقيا، خاصة أمام الدول النامية التي تسعى للحصول على الدعم والتكنولوجيا اللازمين لتنفيذ استراتيجيات الحد من استخدام البلاستيك المضر بالبيئة.

وأرى أن مصر اتخذت خطوات قوية وفعالة  للتحول إلى مركز للطاقة المتجددة، بما في ذلك التوسع في إنتاج الهيدروجين الأخضر، بما يمثله من فرصة حقيقية، لخفض حجم انبعاثات قطاع النقل البحري.

- ما الآثار السلبية للبلاستيك على البيئة؟

بدون نقاش البلاستيك يعد العنصر الأخطر على النظام البيئي في العالم، إذ أدى الاعتماد عليه من قبل البشر على العديد من الآثار البيئية الضارة بما في ذلك اختناق الحيوانات والتلوث وانسداد القنوات والأنهار والجداول وتشوه المناظر الطبيعية، ما أدى إلى أن بعض الحكومات الوطنية حظرت استخدام الأكياس البلاستيكية للتسوق.

وهناك العديد من الأسباب الجذرية التي تعزي مشكلة نفايات الأكياس البلاستيكية في الدول وعلى سبيل المثال جنوب إفريقيا التي قيدت تصنيع واستخدام الأكياس البلاستيكية من خلال سن تشريعات برلمانية، كما اعتمدت عدة دول أوروبية رسوما على الأكياس البلاستيكية ، مع مراعاة التأثير السلبي للأكياس البلاستيكية على الإنتاج الزراعي.

وعلى الرغم من أن فرض ضريبة على الأكياس البلاستيكية له تأثير إيجابي على حماية خصوبة الأراضي الزراعية والحفاظ عليها، فإن الاستخدام المستمر والمسيطر للأكياس البلاستيكية نفسها سيؤدي إلى إبطال فوائد أو مزايا الضريبة.