مع دخول العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا شهرها السابع ألمحت كوريا الشمالية إلى أنها ربما ترسل عمال بناء للمساعدة في إعادة إعمار المناطق التي تسيطر عليها موسكو في شرق البلاد.
فقد لقيت الفكرة تأييداً علنياً من كبار المسؤولين والدبلوماسيين الروس، الذين يتوقعون أن يمثل العمال الكوريون الشماليون قوة عاملة زهيدة الأجور تعمل بجد تحت "أكثر الظروف صعوبة"، وهو المصطلح الذي استخدمه سفير روسيا في كوريا الشمالية في مقابلة أجريت معه مؤخرا.
دعم "العمالة المهاجرة"
والتقى سفير كوريا الشمالية في موسكو مؤخراً مع مبعوثين من إقليمين انفصاليين تدعمهما روسيا في منطقة دونباس بأوكرانيا، وأعرب عن تفاؤله بشأن التعاون في "مجال العمالة المهاجرة"، مستشهداً بتخفيف بلاده للقيود الحدودية بعد انحسار فيروس كورونا.
فيما جاءت المحادثات بعد أن أصبحت كوريا الشمالية في يوليو/تموز الماضي (2022)، الدولة الوحيدة باستثناء روسيا وسوريا التي اعترفت باستقلال إقليمي دونيتسك ولوغانسك، مؤيدة روسيا في عمليتها ضد أوكرانيا.
يتعارض مع العقوبات
يشار إلى أن توظيف عمال كوريين شماليين في دونباس يتعارض مع عقوبات مجلس الأمن الدولي المفروضة على كوريا الشمالية بسبب برامجها النووية والصاروخية.
كما يزيد من تعقيدات الضغوط الدولية التي تقودها واشنطن لنزع سلاح بيونغيانغ النووي.
في حين يشكك العديد من الخبراء في أن ترسل كوريا الشمالية عمالا بينما لا تزال الحرب قائمة، ومع توقعات باستمرارها مع التدفق المستمر للأسلحة الغربية التي تساعد أوكرانيا على التصدي للقوات الروسية.
الحد من النفوذ الأميركي
لكنهم يرجحون بشدة أن تزود كوريا الشمالية دونباس بالعمالة عندما تتراجع حدة القتال لتعزيز اقتصادها، الذي أثرت عليه سنوات من العقوبات الغربية، وإغلاق الحدود بسبب الجائحة، وعقود من سوء الإدارة.
كذلك سيساهم إرسال العمالة أيضاً في تعزيز التعاون مع روسيا والصين، في شراكة ناشئة تهدف إلى الحد من النفوذ الأميركي في آسيا، وفق مراقبين.
يذكر أن نائب رئيس الوزراء الروسي مارات خوسنولين قال إن شركات البناء الكورية الشمالية عرضت بالفعل المساعدة في إعادة إعمار المناطق التي مزقتها المعارك في دونباس، وإن العمال الكوريين الشماليين سيكونون موضع ترحيب.
