قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن طهران أرسلت رداً "بنَّاء" على اقتراحات أمريكية تهدف إلى إحياء اتفاق 2015 النووي الذي أبرمته بلاده مع قوى عالمية، لكن ذلك خلف انطباعاً أقل إيجابية من الولايات المتحدة.

وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية نقلاً عن ناصر كنعاني المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية "النص الذي أرسلته إيران له أسلوب بنَّاء يهدف إلى اختتام المفاوضات".

لكن وزارة الخارجية الأمريكية أعطت تقييماً مختلفاً للأمر.

وقال المتحدث باسم الوزارة فيدانت باتيل: "نؤكد أننا تلقينا رداً من إيران عبر الاتحاد الأوروبي، ونحن ندرسه وسنرد عن طريق الاتحاد الأوروبي، لكنه (الرد) للأسف ليس بناء".

وقالت أدريان واتسون المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض: "أغلقنا بعض الثغرات في الأسابيع الماضية، لكن البعض الآخر لا يزال باقياً".

وذكر تقرير هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية أن رد إيران أُرسل إلى مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل المسؤول عن تنسيق المحادثات، ولم يذكر مزيداً من التفاصيل.

وبعد 16 شهراً من المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن قال بوريل في الثامن من أغسطس/آب إن الاتحاد الأوروبي طرح عرضاً نهائياً لحل أزمة إحياء الاتفاق النووي.

وقال وزير الخارجية الإيراني الأربعاء إن بلاده تريد من واشنطن ضمانات أقوى لإحياء اتفاق 2015 النووي، مضيفاً أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة ينبغي أن تتخلى عن "تحقيقاتها ذات الدوافع السياسية" بخصوص عمل طهران النووي.

وبموجب اتفاق 2015 فرضت إيران قيوداً على برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

تخفيف للعقوبات

وعد جو بايدن منذ فترة طويلة بإعادة العمل بالاتفاق، معتبراً أنه أفضل طريقة للحد من برنامج إيران النووي، وأن الانسحاب الأمريكي لم يؤدِّ إلى سوى دفع طهران إلى تسريع مشروعها.

ويقضي الاقتراح الجديد بأن تحصل إيران على تخفيف للعقوبات وتتمكن من بيع نفطها مجدداً مقابل قيود مشددة على برنامجها النووي.

وردت إيران والولايات المتحدة باقتراح سلسلة من التغييرات، لكن واشنطن ترى أن رد طهران غير كافٍ.

وخلال محادثات الأربعاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد المعارض الشرس للاتفاق أكد جو بايدن "التزام الولايات المتحدة عدم السماح لإيران أبداً بامتلاك أسلحة نووية".

وتؤكد واشنطن أن إيران قدمت تنازلات كبرى وتخلت عن طلبها منع بعض عمليات التفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ومع ذلك يبقى موضوع عمليات التفتيش شديد الحساسية لدى الجانبين.

فقد طلبت طهران مؤخراً إغلاق تحقيق من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد العثور على آثار ليورانيوم مخصب في ثلاثة مواقع غير معلنة، وهو ما يرفضه رئيس الوكالة رافائيل غروسي.

وكانت الوكالة التابعة للأمم المتحدة أعربت عن أسفها لعدم وجود ردود تتسم "بالمصداقية" من جانب طهران بشأن هذه الآثار.

TRT عربي - وكالات