أشاد خبراء اقتصاديون، بقرارات البنك المركزي الأخيرة الهادفة إلى تعزيز قوة العملة المحلية أمام الدولار، والتي انعكست على استقرار سعر صرف الجنيه مقابل العملة الصعبة مسجلا 19.23 جنيه، وامتد تأثيرها إلى دعم السوق المصرفية، فضلا عن الجهود المبذولة لتوفير أوعية ادخارية تجذب مدخرات المصريين بالخارج، وهو ما يؤدي إلى مضاعفة العائد القومي.

«شعيب»: استقرار الجنيه أمام الدولار تجسيد لجهود الدولة في علاج التداعيات الاقتصادية العالمية      

وقال الخبير الاقتصادي بلال شعيب، إن ارتفاع الدولار أمام الجنية بنسبة طفيفة، يعد انعكاسا للجهود المبذولة من قبل الدولة لعلاج الأوضاع الاقتصادية، بعد تعرض العالم لأزمتين كبيرتين، وهي جائحة فيروس كورونا واندلاع الحرب الأوكرانية الروسية.

وأضاف شعيب لـ«الوطن»، أن أزمة كورونا أثرت بشكل كبير على الاقتصاديات العالمية، وألقت بظلالها على الأسواق العالمية، لا سيما في قطاعي النقل والشحن.

ولفت إلى أن الصراع الروسي الأوكراني، نتج عنه ارتفاع أسعار السلع الاستراتيجية بخاصة البترول، إذ وصل سعر البرميل في بعض الأوقات إلى 125 دولارا للبرميل وفقا لخام برنت، وهي الزيادة التي لم تحدث من أكثر من 30 عاما.

توفير أوعية جاذبة لمدخرات العاملين بالخارج خطوة إيجابية لتعظيم الدخل القومي

وأشار إلى أن ارتفاع أسعار القمح الذي وصل إلى 500 دولار للطن في بعض الأحيان، بنسبة زيادة تخطت الـ80 % جسد أحد أكبر تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، متوقعا ارتفاع طفيف في سعر الدولار بخاصة مع الجهود التي تبذلها الدولة لتحسين الأداء المصرفي.

وأكد «شعيب»، أن هذه الجهود تمثلت في إعلان البنك المركزي انخفاض فجوة النقد الأجنبي لدى الجهاز المصرفي المصري إلى 400 مليون دولار، وطلب البنك المركزي من جميع البنوك حصر كل طلبات الاستيراد، لبحث مدى إمكانية تدبير العملة الأجنبية المطلوبة، من خلال الزيادة المتوقعة في النقد الأجنبي بعد عمليات الاستحواذ وارتفاع ناتج القطاع السياحي وتحويلات العاملين بالخارج وعوائد الصادرات.

وثمن الاجتماع الذي عُقد بين وزيرة الهجرة وشئون العاملين بالخارج، والقائم بأعمال محافظ البنك المركزي، لبحث مدى إمكانية توفير أوعية ادخارية جاذبة لمدخرات العاملين بالخارج.

الإدريسي: قرارات البنك المركزي طمأنت مجتمع الأعمال المحلي

من جانبه، قال علي الإدريسي الخبير الاقتصادي، إن الدولة تبذل جهدا كبيرا لتحقيق استقرار في سعر صرف الدولار، رغم الصعوبات العالمية والأزمات الكبرى التي تواجه اقتصاديات العالم، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يرتفع سعر الدولار بسبب اعتزام البنك الفيدرالي الأمريكية، مضاعفة أسعار الفائدة إلى 75 نقطة بدلا من 50 بنهاية الشهر الجاري، ما أثر علي أسعار الذهب عالميا.

وأضاف الإدريسي لـ«الوطن»، أن هناك شبه استقرار في أسعار صرف الدولار رغم التقلبات العالمية، موضحا أن هذا الاستقرار يعود إلى القرارات الاقتصادية العاجلة التي تم اتخاذها مؤخرا من قبل البنك المركزي، مشيرا إلى أن هذه القرارات كان لها عظيم الأثر في طمأنة مجتمع الأعمال في مصر.

وأكد أن إعادة العمل بنظام فواتير التحصيل، كان له الأثر الجيد على استقرار سعر صرف الدولار، مشيرا إلى أن هذا القرار أدى إلى تراجع الضغط على العملة الصعبة. وأشاد بالتناغم والتعاون الواضح والملموس بين الحكومة والبنك المركزي والذي لم يكن يحدث من قبل على حد وصفه، لافتا إلى أن التعاون يساعد على حل المشكلات وبحث فرص الضغط لتعظيم قوة العملة المحلية أمام الدولار.