«بالمكانس والجرادل قبل بدء الدراسة».. معلمون ينظفون مدرستهم في الأقصر - المحافظات
«بالمكانس والجرادل قبل بدء الدراسة».. معلمون ينظفون مدرستهم في الأقصر - المحافظات
اعتادوا تنظيف مدرستهم مع بداية كل عام دراسي، ولمدة 37 عامًا، دون أن يشعر بهم أحد، لكن انتشار صورة لهم، وهم ينظفون مدرستهم الكوم للتعليم الأساسي، الكائنة في نجع الكوم بقرية البعيرات غربي محافظة الأقصر، آثارت جدلًا على مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين إشادة ولوم، وخاصة مع ظهور المدرسين وهم يمسكون بالمكانس والمسحات.
تنظيف المدرسة لمدة 37 عاما
وتعليقًا على الصورة المتداولة، يقول أحمد عبدالغفور، كبير معلمين بالمدرسة وأحد المعلمين المشاركين في التنظيف، إنّه اعتاد هو وزملائه حسن محمد حسن مدير المدرسة، وبصري الطاهر سيد، ومحمد التهامي محمد،ومصطفى محمد علي، تنظيف المدرسة منذ إنشائهاعام 1986: «نكنس ونغسل وننظف المدرسة قبل بداية الدراسة، حبًا وفرحًا بقدوم العام الجديد، ولا نقصد بذلك إلا وجه الله، وحب مدرستنا التي ارتبطنا بها أكثر من بيوتنا لذا نهتم بها أكثر من أي شيء آخر».
مساعدة عامل المدرسة ضعيف البصر
ويضيف عبدالغفور، في حديثه لـ«الوطن»: «منذ ظهور الهواتف المحمولة المزودة بخاصية التصوير، لم نصور ما نفعل كل مرة، إلا هذا العام قصدنا توجيه رسالة لكل المعلمين والعاملين في التعليم، ممن يواجهون نقص في العمالة، أننا نساعد العامل في المدرسة، الذي يعاني من ضعف نظره، ولا يقوى وحده على التنظيف، لكن نحن في الأساس نفعل ذلك منذ سنوات طويلة حبًا في المدرسة، لكن المختلف هذه المرة أننا أصبحنا نفعل ذلك لمساعدة العامل».
ويشير كبير معلمي مدرسة الكوم للتعليم الأساسي، إلى أنّه بمجرد نشر الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، فوجئنا بسيل من السباب والشتائم ومطالبات بتحولينا للتحقيق، معللين الأمر بأننا نُفقد مهنة التدريس كرامتها، فيما أشاد البعض الآخر، وهم كُثر بما فعلناه وشجعونا، مؤكدًا أنّ النقد لم يؤثر فيهم، وأنهم مستمرون في فعل ذلك كل عام.
وكيل التربية والتعليم يشيد بالمدرسين
من جانب آخر، أشاد الدكتور محمد سيد، وكيل وزارة التربية والتعليم بالأقصر، بدور المعلمون في تنظيف مدرستهم، في ظل نقص العمالة في المدارس، مؤكدًا في تصريح خاص لـ«الوطن»، أنهم قدوة يحتذى بها، وأنّ التدريس مهنة سامية، لا تقتصر على تعليم المواد الدراسية، وهناك معاني ومبادئ سامية يتأثر بها التلاميذ خصوصا من المعلمين.
