كلماتي الأخيرة ليست عنواني الذي اخترته لمقالتي، ولكنه عنوان كتيبات ثلاثة لأحد علامات الطب في العصر الحديث، الدكتور رفعت كامل رئيس كلية الجراحين الدولية، سطر تلك الكتيبات الصغيرة في ثلاثة أجزاء، كتب فيها خلاصة حياته، كتب فيها البداية والنهاية وهو الأشهر بين أقرانه من الأطباء، كتب وسطر ذلك قبيل رحيله بسنوات قليلة بعد أن صار صديقًا لسرير الألم، قصدي سرير المرض وكتب على غلاف الكتيب الأول بعض الكلمات التي تستحق منا التأمل والوقوف عندها قليلًا، كتب يقول: – أريد أن وقت رحيلي يكون وقتًا جميلًا دون دموع أو بكاء لأني ماض إلى رب المجد ورب الكون وسوف أكون معه إلى الأبد ولايوجد بكل تأكيد وداع لأنني ماضي إلى الباقي إلى الأبد.
ثم بدأ يسطر أولى كلماته، قائلًا:- أردت أن أحكي أجمل فصل من فصول حياتي، ومثل ذكر في الكتيب الأول عندما قال أعتقد أنه الفصل النهائي في حياتي لتظل قصتي، قصة لقائي مع السيد المسيح له المجد شاهدة على حب الله اللانهائي للإنسان، بعد مرور 85 عامًا من حياتي أحقق فيها طموحاتي اللانهائية بعيدًا عن الله.

إن حديثي هذا هو حديث من قلب الله الذي رأى ونحن وركض ووقع على عنقي وقبلني.
فهي قصة إيماني بعد أن حققت كل مجد وشهرة وعظمة وثقافة وكل ما يحلم به الإنسان من علاقات إنسانية على أعلى مستوى.

فقد كنت رئيس كلية الجراحين الدولية الأمريكية المنتخب والأكاديمية العالمية لصحة المناطق الحارة ( GATH). وأستاذ الجراحة ورائدًا لجراحة الكبد في مصر وأيضًا الحاصل على جائزة الدولة التقديرية سنة 2002 في مجال العلوم الطبية.
صاحب الموسوعة الطبية العالمية لعام 2004.
Text Book Of Tropical Surgery
الحاصل على تكريم نقابة أطباء مصر سنة 2010 كرائد لجراحة الطب والمعلم المثالي للأطباء.
رئيس نادي السيارات المصري عام 2008 وعضو في المحكمة العليا للقضاء ضمن الشخصيات العامة..
بعد حصولي على كل هذه الامتيازات العلمية والاجتماعية أقول ما قاله سليمان الحكيم في سفر الجامعة باطل الأباطيل، الكل باطل وقبض الريح (الجامعة 2 : 1 ) رب ضارة نافعة.

يذكر الدكتور رفعت كامل في كتيبه كلمات مؤثرة، ولكنها كانت مُعاشة معه وذلك عندما يقول:- في تجربة مرضي عرفت أن كل نجاحي هي أوراق في الكتب وتاريخ يُذكر بعد الوفاة وعرفت في مرضي أن الله يذكرني بالأبدية حتى لا أهلك.

المرض غير مسار حياتي بعد ما كنت تائه وملهي ولكن أبدًا لم يسمح الله أن أكون تائهًا في مرضي، بل هو قرب مني وأنا كمان فعلت ذلك وحدثت مفاجأة معي ربما أكتبها تفصيليا غيرت مسار الراحل الدكتور رفعت كامل انتظروني الأسبوع القادم في نفس اليوم.