مغاربة ينزحون من القرى إلى المدن تحت وطأة الجفاف


“أنهكنا الجفاف فأهلكنا” لا صوت في جُل القرى المغربية، يعلوا على هذه الجُملة، المُتداولة بكثرة بين ألسنة الساكنة، ممّن هدّدت قلة التساقطات المطرية، أمنهم وسكينتهم، فقرّروا إثر ذلك تغيير الوجهة، من القرية إلى المدينة، بحثا عن عيش كريم، لا يخافون فيه نقص المياه، خاصة مع انطلاق الموسم الدراسي، وما سبقه من أزمة إثر تداعيات فيروس كورونا.

 

من إقليم شفشاون، إلى مدينة طنجة، اختارت إحدى الأسر شق طريق التغيير، وعلى غرارهم الكثير من الأسر، في مُختلف المدن المغربية، خاصة الجنوب الشرقي، انطلقوا في الهجرة القروية، حيث أنه بحسب عدد من المهتمين بالشأن العام الوطني وقضايا الهجرة “تم رصد هذه الظاهرة انطلاقا من بداية شهر غشت المنصرم لحدود بداية شهر شتنبر الجاري”.

 

ويعاني المغرب من الجفاف في العام الحالي بعدما بلغت التساقطات المطرية 199 ملم حتى شهر ماي المنصرم، مسجلة تراجعا بنسبة 44 في المائة قياسا بالمتوسط المسجل على مدى ثلاثين عاما، ممّا أثر على مخزون المياه في السدود الذي بلغ حتى، أول من أمس، 26.9 في المائة، مقابل 42.2 في المائة في الفترة نفسها من العام الماضي.

 

تداعيات الهجرة القروية

بالرغم من أن ظاهرة “الهجرة القروية” ليست وليدة اليوم، إلا أنها بحسب عدد من المتابعين، أساسا من مدينة طنجة، “أدّت إلى “الضغط على المدينة، والتي تعاني أصلا من حيث الضغط السكاني، وندرة منازل الكراء، مما يساهم في البناء العشوائي”، الشيء الذي جعل أعضاء مقاطعة بني مكادة، خلال الدورة الأخيرة المنعقدة بالبحث عن تصاميم لتوسعة البناء وإعداد منصات جديدة كالسكن الاقتصادي وغيره، لتفادي الأزمة المرتبطة بالسكان أيضا.

 

“مع تزامن الأمر مع الدخول المدرسي، تسبّب الأمر بأزمة الاكتظاظ بالمؤسسات التعليمية العمومية، على خلفية استقبال التلاميذ الجدد القادمين من قرى ومداشر شفشاون” يضيف المصدر نفسه، مطالبين بضرورة “العمل والاستعجال لإيجاد حلول آنية بخصوص هذه الظاهرة، التي تتسبب عادة في تفريخ الإجرام على مستوى المدن” مردفا كذلك “إن الأمر يُساهم في ارتفاع نسبة الانتحار بالإقليم طيلة السنوات الماضية، مما دفع السلطات المختصة لتنظيم عدة لقاءات في محاولة لتشريح الوضع والبحث عن مسببات هذه الظاهرة التي ضربت الإقليم، رغم أنه يعرف بالأكثر غنى على المستوى الوطني من حيث السياحة الجبلية، ووجود مناظر خلابة”.

 

“هذا الموسم اعتبر الأول من نوعه منذ سنوات، بعدما عرفت جل العيون المحلية أزمة جفاف، كما تدخلت السلطات منذ واقعة الطفل ريان، لتزويد جميع الدواوير بالماء الشروب، إلا أنه بسبب غياب فرص الشغل والخدمات ناهيك عن الفلاحة، دفع بهؤلاء القرويين للهجرة صوب المدن المحلية وعلى رأسها طنجة” يوضح المصدر ذاته.

 

وتجدر الإشارة، أن الجفاف الذي تعرفه المملكة، في ظل السنوات الأخيرة، من شأنه أن ينعكس سلبا على العديد من الخضر والفواكه التي يتم جنيها في الربع الأخير من العام الجاري، حيث يعرض جزء منها في السوق المحلية ويصدر الجزء الآخر إلى السوق الأوروبية التي ينتظر أن يتأثر فيها الطلب بفعل التضخم والركود، وذلك بالرغم من تبني مخطط استعجالي بحوالي مليار دولار لحماية المواشي وتدبير ندرة المياه وتأمين العلف وإعادة جدولة مديونية المزارعين.

تاريخ الخبر: 2022-09-13 15:18:42
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 74%
الأهمية: 76%

آخر الأخبار حول العالم

دورة مدريد لكرة المضرب: الروسي روبليف ي قصي ألكاراس حامل اللقب

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:24:39
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 51%

هذه أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق هدنة في غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:25:18
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

هذه أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق هدنة في غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:25:24
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 66%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية