مصطفى بدر الدين وكنيته إلياس صعب، ("بدر الدين") (المعروف أيضًا بالأسماء ’مصطفى يوسف بدر الدين‘، و’سامي عيسى‘، و’إلياس فؤاد صعب‘)، (و. 1961 - 13 مايو2016) في الغبيري، في بيروت، بلبنان. وهوابن أمين بدر الدين (الأب) وفاطمة جزيني (الأم). ومحل إقامته غير معروف بالتحديد، هوعسكري لبناني وعضوفي مجلس شورى حزب الله. اتهمته المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في يونيو2011 بالتورط في اغتيال الحريري. وهوصهر عماد مغنية.

حياته

وُلد بدر الدين عام 1961. التحق بدر الدين المولود في منطقة الغبيري، بالجامعة الأميركية في بيروت بين العامين 1980 و1984، ولكنه لم يتخرج منها، وعاد والتحق بعد ذلك بسنوات بالجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت وحصل منها على شهادة بكالوريوس في العلوم السياسية، وهويتحدث اللغة الإنكليزية بطلاقة.

تمّ توقيفه في الكويت في عام 1983 مع 17 مشتبها بتهمة تفجير السفارة الأمريكية في الكويت. هرّب إلى لبنان في العام 1990. ويعتبر بدر الدين ممن يرأسون جهاز الأمن في حزب الله كما يعتبر من الآباء المؤسسين للحزب. كعميل لإيران وحزب الله كان بدر الدين مسئولاً عن الكثير من العمليات الارهابية في منطقة الشرق الاوسط في الثمانينيات، ومن بينها محاولة الاغتيال الفاشلة لحاكم الكويت عام 1985، وتقول المصادر إنه الوحيد من أعضاء حزب الله الذي كان على فهم شخصية بأسامة بن لادن.

وحسب الأوصاف الشخصية لبدر الدين يُلاحظ حتى الحديث يدور عن شخصية مهيمنة في الحزب، فهويعتبر أحد المقربين للغاية من أمين عام الحزب حسن نصر الله، وكان يعمل كمستشار كبير له في السنوات الأخيرة قبل اغتيال مغنية، بل أنه حتى تزوج من أخته.

وبدر الدين معروف أيضاً بأنه أحد المتدخلين بشدة في مسيرة اتخاذ القرارات داخل حزب الله، خاصة في جميع ما يتعلق بالسياسات الإرهابية للحزب داخله وخارجه. والجدير بالذكر حتى خليفة مغنية (بدر الدين) له علاقات وطيدة أيضاً مع الحرس الثوري الإيراني.

ارتبط اسم مصطفى بدر الدين بعمليات أمنية ضد مصالح الولايات المتحدة وفرنسا، سجن على إثرها في الكويت، لكنه تمكن من الهرب إبان الغزوالعراقي للكويت، وعاد بعدها إلى لبنان، ليتعزز حضوره في صفوف المقاومة لاحقاً ويصبح رقماً صعباً فيها.

قبل ذلك شارك بدر الدين في المعارك التي شهدتها بيروت أثناء التصدي للاجتياح الإسرائيلي، ويذكر اسمه ضمن الشباب الذين شاركوا في معركة خلدة جنوب بيروت، وكبدوا الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة، وكانت أول مرة تحتجز فيها آلية عسكرية إسرائيلية، طافت يومها الضاحية الجنوبية لبيروت.

منذ العام 1991، عام عودته من الكويت وحتى العام 1999 كان بدر الدين قائداً ميدانياً في حزب الله ويقود مقاومته ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكان مقرباً من عماد مغنية الذي أرسى مدرسة جديدة في الحروب العسكرية تقوم على المزج بين حرب العصابات والجيوش النظامية، وعلى الرغم من عدم وجود معلومات عن الرجل منذ العام 2000 وحتى العام 2008 إلا حتى مصادر الحزب تقول إنه لعب دوراً حيوياً في حرب تموز 2006.

اغتيال الحريري

اغتيال رئيس الوزراء الأسبق للبنان رفيق الحريري في 14 شباط/فبراير 2005 كان مفصلاً هاماً في حياة بدر الدين، حيث اتهمته المحكمة الدولية التي شكلت للتحقيق بمقتل الحريري لاحقاً، بالوقوف خلف الجريمة مع ثلاثة آخرين، لكن حزب الله نفى التهم مراراً ورفض تسليم المشتبه بهم، دون حتى يظهر بدر الدين أويعلق على الموضوع. شهد العام 2008 استشهاد القائد العسكري الأول في حزب الله؛ عماد مغنية، بتفجير استهدف سيارته في دمشق، وينطق إذا بدر الدين استلم جزءاً كبيراً من الملفات التي كان الشهيد عماد يعمل عليها قبل استشهاده، ولاحقاً أصبح بدر الدين الرجل الثاني في الحزب، ومستشاراً عسكرياً لأمينه العام، وتقول المصادر إنه كان الرجل الأهم أمنياً في صفوف الحزب.

في 30 يونيو2011، سلمت المحكمة القرار الاتهامي إلى النائب العام سعيد ميرزا. وتضمن القرار أربع مذكرات توقيف بحق متهمين، كشفت منهم أسماء مصطفى بدر الدين الذي يوصف بأنه مقرب من حزب الله، وسليم العياش وحسن عيسى. ويأتي الاعلان عن تسليم القرار الإتهامي إلى السلطات اللبنانية غداة إعلان الحكومة اللبنانية توصلها الى صيغة "مقبولة من جميع الأطراف" حول الفقرة المتعلقة بالمحكمة الدولية، وهي الفقرة الأكثر حساسية في البيان الوزاري لحكومة نجيب ميقاتي التي شكلت في 13 يونيو.

الحرب السورية

فرض دخول الحزب إلى سوريا ومشاركته في المعارك الدائرة هناك دوراً كبيراً لبدر الدين في المعركة، وتنقُل المصادر حتى أولى إنجازاته كان التحضير لمعركة القصير في ريف حمص الغربي عام 2013، ونجاحه في طرد الجماعات المسلحة منها. كما تكشف أوساط الحزب في سوريا حتى بدر الدين كان المسؤول عن ملف سوريا كاملاً، وأنه كان دائم التواجد هناك في السنوات الأخيرة، رغم أنه لم يكن معروفاً في أوساط المقاتلين، بمعنى لا يتم الربط بين اسمه الجهادي وشخصيته الحقيقة.

تقول مصادر المقاومة في سوريا "منذ ما يقرب العام بدأت شخصية السيد ذوالفقار تصبح معروفة في الأوساط العسكرية في سوريا، بسبب تواجده الدائم على مختلف الجبهات، وزياراته المتكررة للمواقع العسكرية من مختلف الاختصاصات، كما إنه ظهر بشكل علني مرتين على الأقل؛ الأولى عند تشييع ابن أخته؛ جهاد عماد مغنية، في منطقة السيدة زينب في سوريا، بعد حتى إغتالته الطائرات الإسرائيلية في منطقة القنيطرة"، وينطق حتى بدر الدين هومن كان مستهدفاً بالغارة يومها.

وفي التشييع ظهر السيد ذوالفقار محاطاً بعشرات الجنود من قوات النخبة في حزب الله يلبسون زياً عسكرياً أسود اللون، ويروي من شاهده حينها حتى الرجل يفرض جواً من الهيبة والحضور الطاغي، كما إذا حضوره يمتزج بحزم وصرامة عسكرية قلّ نظيرها، وينطق أنه كان يمشي بزيه العسكري والرعب يمشي أمامه.

أما الظهور الثاني العلني فكان أيضاً في مناسبة تشييع القائد في المقاومة أيضاً علاء البوسنة، (علي فياض) قبل أشهر، وحينها أيضاً كان الرجل محاطاً برجاله..

ورغم الهالة العسكرية التي يفرضها حضور "السيد ذوالفقار" في المواقع العسكرية والمناسبات، إلا أنه رجل متواضع طيب القلب في الحياة العادية، كما تروي المصادر، حيث كان يخرج في كثير من الأحيان دون مرافقة ومواكب عسكرية، وبثياب عادية ويقود سيارته بنفسه، وقد أثارت طريقته البسيطة في التنقل حفيظة عدد من قادة المقاومة في سوريا، والذين كانوا ينتقدون كيفية تنقله وقلة عنايته بحمايته الشخصية، وقد شوهد مرات عديدة على الجبهات المتقدمة في درعا وحلب وحمص.

تتابع المصادر "كان تعلق مقاتلي الحزب بشخص السيد ذوالفقار شديداً رغم عدم فهم الكثير منهم به شخصياً، إلا أنهم كانوا ينظرون إليه بعين القدوة والاحترام، عدا عن المهابة والخوف الذي يثيره فيهم سماع اسمه، وكانوا يحيكون حوله القصص والروايات، والتي وصل بعضها إلى سرد أساطير عن بطولات الرجل وإنجازاته سواء ضد إسرائيل أوضد الجماعات المسلحة في سوريا".

وهوعلى الرغم من إصابته في قدمه، وسني عمره البالغة 56 سنة، والتي لا تتعهد إليها إلا بالنظر إلى شعره الأشيب، إلا أنه يتمتع بصحة جيدة، وبجسم رياضي ولياقة عالية، يجعله مثالاً يحتذى بين عناصر الحزب ومقاتليه. وبانتظار ما سيعلن عنه حزب الله في الساعات القليلة القادمة حول ملابسات عملية الاغتيال، فإن مصادر مقربة منه أكدت حتى جميع المعلومات المتداولة حول طريقة اغتيال بدر الدين غير سليمة، ومنها نظرية استهدافه قبل أيام في الغارة الإسرائيلية المزعومة على جرود لبنان الشرقية.

وشددت المصادر على حتى بدر الدين كان في أحد مقرات الحزب قرب مطار دمشق الدولي وأنه كان في اجتماع ضمه إلى قيادات مهمة، وبعد حتى غادر القادة بقليل وقع الانفجار الذي استهدفه.

التهم

• مؤامرة هدفها ارتكاب عمل إرهابي.
• ارتكاب عمل إرهابي باستعمال أداة متفجّرة.
• قتل رفيق الحريري عمدًا باستعمال مواد متفجّرة؛.
• قتل (21 شخصًا آخر إضافةً إلى اغتال رفيق الحريري) عمدًا باستعمال مواد متفجّرة.
• محاولة اغتال (231 شخصًا إضافةً إلى اغتال رفيق الحريري) عمدًا باستعمال مواد متفجّرة....

مقتله

قُتل في سوريا في 13 مايو2016 إثر هجوم إسرائيلي قرب مطار دمشق، حيث مقرّ إقامته، الذي يقاتل إلى جانب قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية.

انظر أيضا

• اغتيال الحريري

المصادر