استعادة سيطرة

وتقول نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار في مقابلة «الهدف هو تحرير خاركيف وما وراءها، أي جميع الأراضي التي احتلها الاتحاد الروسي، القتال مستمر في المنطقة، ما زال من السابق لأوانه القول إن السيطرة (الأوكرانية) الكاملة تحققت».

وكانت سلطات كييف قد أعلنت، أمس الأول الإثنين، أن القوات الأوكرانية استعادت السيطرة على أكثر من 20 موقعًا خلال الـ24 ساعة الماضية، وذلك في ظل استمرار تقدمها السريع نحو الشرق.

وأفادت هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في تقرير بأن موقف «تحرير مناطق تخضع للاحتلال الروسي في منطقتي خاركيف ودونيتسك مستمر».

وقالت ماليار: «تنبع قوتنا من حقيقة أننا متحفزون للغاية وأننا نخطط لعملياتنا بدقة»، وأضافت إن أوكرانيا اتخذت قرار المضي قدمًا بعمليتها في منطقة خاركيف بسبب النجاحات التي تحققت من قبل.

وكانت ماليار تتحدث على الطريق إلى «بالاكليا» وهي مركز إمداد عسكري أساسي استعادته القوات الأوكرانية في أواخر الأسبوع الماضي خلال هجوم مضاد أجبر القوات الروسية على الفرار إلى أماكن أبعد شرقا.

وتقع بالاكليا على بعد 74 كيلو مترا جنوب شرقي خاركيف عاصمة الإقليم وثاني أكبر مدينة أوكرانية.

وقال الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي الليلة قبل الماضية: إن أوكرانيا استعادت إلى الآن 6000 كيلو متر مربع تقريبا من الأراضي التي احتلتها روسيا، لكنه ناشد الغرب الإسراع بتقديم شحنات الأسلحة إليها.

وردت روسيا، التي ما زالت تسيطر على نحو خُمس مساحة البلاد بعد اجتياحها الذي بدأ يوم 24 فبراير، بقصف محطات توليد الكهرباء والبنية التحتية الأساسية الأخرى مما تسبب في انقطاعات للتيار في خاركيف وغيرها.

«ظلام» خاركيف

تجدد انقطاع التيار الكهربائي وساد الظلام في مدينة خاركيف والمناطق المحيطة بها، أمس الثلاثاء، في الوقت الذي تواصل فيه قوات كييف ضغطها على القوات الروسية.

وقال حاكم المقاطعة، أوليه سينيهوبوف، عبر قناته على تطبيق «تيليجرام»: إن العدو قصف «لوسوفا» نحو الساعة الثالثة صباحا ووقعت إصابة مباشرة في مؤسسة تعليمية.

ونشر سينيهوبوف صورًا تظهر الدمار الكامل لمبنى مدرسة في البلدة الصغيرة على بُعد نحو 150 كيلو مترا جنوب مدينة خاركيف، في حين قالت السلطات: إن انقطاع التيار الكهربائي بسبب القصف الروسي الذي ألحق أضرارا بخط إمداد كهرباء احتياطي.

ووصفت كييف مثل هذه الهجمات التي تستهدف المرافق بأنها انتقام لنجاحها الأخير في استعادة الأراضي من القوات الروسية، وفي الوقت نفسه، تمت مشاركة صور لطائرة بدون طيار تم إسقاطها وتردد أنها من أصل إيراني عبر شبكة الإنترنت، ولكن لم يتسن التحقق من المعلومات بشكل مستقل.

وقالت السلطات: «إن ثلاثة مدنيين لقوا حتفهم وأصيب ثمانية في المنطقة خلال الساعات الـ 24 الماضية»، كما استهدفت القوات الروسية مدينة كوبيانسك شرقي منطقة خاركيف، التي استعادها الأوكرانيون في هجومهم المضاد. واستعاد الجيش الأوكراني أكثر من ستة آلاف كيلو متر مربع من الأراضي من القوات الروسية منذ بداية الشهر الجاري، حسبما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

ورد المعلقون العسكريون المؤيدون في العادة للحملة بغضب بعد أن قالت وزارة الدفاع الروسية يوم السبت: إنها تنفذ انسحابا من منطقة خاركيف في إطار ما وصفته «بإعادة تجمع» للقوات وهو ما جاء بعد هجوم مضاد مباغت للقوات الأوكرانية في الأسبوع الماضي، وأشار كثيرون إلى أن تعبئة عامة شاملة هي التي من شأنها وحدها تصحيح الوضع.

التعبئة الروسية

إلى ذلك، قال الكرملين، أمس الثلاثاء: إنه لا مناقشات هناك بشأن إعلان تعبئة عامة لدعم الحملة العسكرية للبلاد في أوكرانيا، وذلك بعد أيام من الهجوم الأوكراني الذي أجبر روسيا على الانسحاب من كافة أنحاء منطقة خاركيف تقريبا.

وحول قول عضو في «الدوما» الروسي: إنه يطالب بإعلان التعبئة، رد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين على السؤال بالقول «في اللحظة الحالية لا، ليست هناك مناقشة لذلك».

وقال بيسسكوف ردًا على سؤال عن انتقاد معلقين قوميين لقيادة البلاد على الإنترنت ومطالبتهم بالتعبئة: إن هذا مثال على «التعددية»، والروس في المجمل يواصلون دعم الرئيس فلاديمير بوتين.

وأضاف: «الروس يدعمون الرئيس، وهذا ثابت من توجه الناس، الناس ملتفون حول قرارات رئيس الدولة».

وتابع قائلا: «فيما يتعلق بوجهات النظر الأخرى، وجهات النظر المنتقدة، فما دامت في حدود القانون فإن هذه هي التعددية، لكن الخيط رفيع جدا جدا، على المرء أن يكون حريصًا هنا».

وفي سياق الدعم الأوروبي للأوكران، أجرى رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي اتصالا هاتفيا، أمس الثلاثاء، بالرئيس فولوديمير زيلينسكي، أكد خلاله استمرار دعم روما لكييف.

ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية «أنسا» عن بيان رسمي أفاد بأن الاتصال ركز على «التطورات الإيجابية» الأخيرة الناتجة عن الهجوم الأوكراني المضاد ضد القوات الروسية، كما تطرق إلى الوضع الأمني في محطة «زابوريجيا» النووية.

وأشار إلى أن دراجي أكد لزيلينسكي استمرار دعم إيطاليا لأوكرانيا في جميع المجالات.