قبل 24 عاما وفي صباح يوم 21 أبريل عام 1998 فاجأت القناة الأولى المصرية مشاهديها بظهور 3 أشخاص يرتدون "البدلة الحمراء" يقفون وسط حراسة أمنية مشددة وأحد الشيوخ يلقنوهم الشهادة قبل صعودهم على "طبلية" الإعدام فكانت مفاجأة، حيث تعد المرة الأولى والأخيرة التي أذيعت فيها تجهيزات حكم إعدام على الهواء. 

الحكم أذيع على الهواء بقرار من الرئيس الراحل محمد حسني مبارك لبشاعة الجريمة التي ارتكبها المتهمون في تلك الفترة حيث عرفت حينها بـ "مذبحة مدينة نصر" قام فيها 3 نقاشين بذبح مهندسة وطفليها طمعا في مصوغاتها الذهبية فصدر قرار رئاسي بإذاعة التمهيد لإعدام المتهمين على التليفزيون المصري كرادع لمن يفكر في ارتكاب جريمة مماثلة. 

تفاصيل الجريمة

الجريمة التي وقعت أحداثها في أكتوبر 1997 ارتكبها "شقيقان وابن خالتهما" وراحت ضحيتها المهندسة نانيس وأبنائها هدير وأنس داخل شقتها بمدينة نصر وكانت بدايتها عندما قرر "هاني" زوج المهندسة نانيس، تجديد دهان شقتهما في مدينة نصر، وقام بإحضار المتهمين لمعاينة مسكن الزوجية، وحصلوا على "العربون" وانصرفوا، خلال تواجد المتهمين في الشقة لاحظوا وجود مصوغات ذهبية مع المهندسة نانيس فخططوا لسرقتها لسداد ديونهم التي تراكمت بسبب تعاطي المخدرات، وبالفعل خططوا للجريمة وقرروا تنفيذها بعد عدة أيام. 

عاد المتهمون “محمد زكريا علوان” وشقيقه "سيد زكريا علوان" ونجل خالتهما "محمد خورشيد نصر الدين" إلى الشقة المستهدفة بعدما تأكدوا من مغادرة الزوج وخروجه للعمل، وطرقوا الباب وما أن قامت المهندسة بفتح الباب أخبروها بأنهم حضروا لاستكمال بعض الأعمال في الدهانات ويريدون رفع المقاسات من جديد، فسمحت لهم بالدخول، واستأذنت منهم لتقديم واجب الضيافة. 

وتوجهت المهندسة نانيس إلى المطبخ من أجل إعداد "الشاي" للمتهمين كواجب ضيافة، فانقض عليها أحدهم وطعنها 10 طعنات بمطواة قرن غزال، وتركوها غارقة في دمائها ثم توجهوا إلى غرفة النوم، بحثا عن هدفهم من المشغولات الذهبية الثمينة إلا أن أسئلة الطفلين "هديل وأنس" عن والدتهما وسبب غيابها والذي تحول لبكاء هيستيري دفع المتهمين لاتخاذ قرار آخر بإنهاء روحيهما قبل تصاعد بكائهما وفضح جريمتهم فأطبق "خورشيد" على أنفاس الطفلة هديل معلنا إنهاء حياتها، وتأكيدا على مفارقة الحياة طعنها المتهم "محمد زكريا" مستخدما المطواة، ثم وضعوا الطفل الصغير "أنس" داخل دولاب الملابس إلا أن أصوات صراخ الطفل أرعبتهم فقام المتهم محمد خورشيد بفتح الدولاب وحينها ارتمى الطفل أنس في أحضانه، فكتم المتهم الجاحد أنفاسه ثم خنق عنقه بإيشارب حتى جحظت عيناه وتأكد من موته. 

طمع 

وجرد المتهمون الأم المجني عليها من مصوغاتها الذهبية "غوايش وسلاسل وحلق" وظلوا يبحثون في باقي الشقة عن أموال ثم لاذوا بالفرار عقب الحصول على مبتغاهم وارتكاب جريمة بشعة. 

زوج المجني عليها عاد إلى الشقة ليكتشف الفاجعة فجثتي زوجته وطفلته غارقتين في دمائهما فأسرع بالاستغاثة بالجيران وإبلاغ الشرطة التي حضرت واستجوبت الأب حول كيفية اكتشافه الجريمة ليؤكد لهم وهو في حالة من البكاء الهستيري أنه كان في عمله وعاد ليكتشف الأمر أكد أنه لم يجد طفله الصغير وأثناء فحص النيابة العامة ومعاينتها للشقة كانت المفاجأة بجثة الطفل داخل دولاب الملابس. 

أقوال الأب عن آخر المترددين على شقتهم قادت مباحث القاهرة إلى تحديد هوية المتهمين وضبطهم وأكد ارتكاب الجريمة وسرقة المصوغات الذهبية التي ضبطت بحوزتهم والتي لم يتمكنوا من بيعها وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الجريمة بالتفصيل أمام جهات التحقيق.

إعدام على الهواء 

وأحيلت القضية إلى محكمة جنايات القاهرة بشكل عاجل، وأصدرت حكمها بإعدامهم شنقًا، ثم طعن المتهمين على الحكم أمام محكمة النقض، لكن تم رفضه في جلسة 10 مارس 1998.

وفي 14 أبريل عام 1998، صدق الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، على حكم الإعدام بحق المتهمين الثلاثة، بعدما رُفعت له أوراق القضية عن طريق وزير العدل، وأمر بإذاعة التنفيذ على الهواء مباشرة عبر القناة المصرية الأولى.