مجلس الأمن يخفق في تمرير مشروع قرار يدين الاستفتاءات الروسية في أوكرانيا


فشل مجلس الأمن الدولي في تمرير مشروع قدمته الولايات المتحدة وألبانيا لإدانة الاستفتاءات الروسية التي أجريت في الأراضي التي تحتلها روسيا في أوكرانيا في الفترة من 23-27 سبتمبر. وذلك بسبب استخدام روسيا لحق النقض(الفيتو)،، وحصل مشروع القرار الذي حمل اسم “ما تسمى بالاستفتاءات غير القانونية في أوكرانيا”، على تأييد 10 دول أعضاء ورفض دولة واحدة (روسيا) وامتناع 4 دول أعضاء عن التصويت هي الصين، البرازيل، الهند، والجابون.

في هذا الصدد تحدثت السفيرة الأميركية، ليندا توماس-جرينفيلد مقتبسة ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة يوم الخميس الماضي وقالت : “الميثاق واضح وأي ضمّ لأراضي دولة من قبل دولة أخرى نتيجة التهديد باستعمال القوة أو استخدامها هو انتهاك لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي”.، مشيرة إلى إن القرار يطالب كل الدول بعدم الإقرار بأي وضع مختلف في أوكرانيا ويطالب روسيا بسحب قواتها من روسيا بشكل فوري. وأضافت قائلة: “نحن نتحدث عن دولة عضو في الأمم المتحدة وعضو في مجلس الأمن تسعى لضم أجزاء من دولة أخرى باستخدام القوة. ومخرجات هذا الاستفتاء الزائف كانت مجهزة في موسكو والكل يعرف ذلك”، على حد تعبيرها.، وأوضحت أن بلادها تقدمت بهذا القرار جنبا إلى جنب مع ألبانيا “دفاعا عن كل البلدان لكي تحظى بحق الأمان من أي غزو أو ضم… دفاعا عن السلام والأمن الدوليين”

من جانبه، اتهم فاسيلي نيبينزيا، مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة الدول الغربية بالتعمد لدفع بلاده لاستخدام حق النقض(الفيتو) وقال إن “الغالبية العظمى من المقترعين فضلوا التصويت لصالح الانضمام”، واصفا ذلك بأنه كان “قرارا حرا واعيا” من قبل أولئك الناس، وأوضح أن الاستفتاء “يتسق تماما مع مبادئ الميثاق الدولي على الرغم من مساعي الغرب وحتى الأمين العام إثبات عكس ذلك”. مشيرا إلى أن أكثر من 100 مراقب دولي من ألمانيا وإيطاليا وفنزويلا ولاتفيا قاموا بالرقابة على هذا الاستفتاء وأقروا بأن النتائج كانت مشروعة”.

و قالت نائبة الممثل الدائم لألبانيا لدى الأمم المتحدة، ألبانا داوتلاري في مستهل حديثها: “إنه يوم مظلم آخر يشهده مجلس الأمن والأمم المتحدة والعالم أجمع”. موضحة إن مجلس الأمن “سقط ضحية جديد لنفس القضية ونفس الدولة. ولم يستطع أن يتخذ إجراء حول أحد أهم القضايا قيد النظر في جدول أعماله”.، واتهمت روسيا “بإساءة استخدام هذا الامتياز الفريد الذي نص عليه ميثاق الأمم المتحدة”.، مؤكدة إن نص القرار كان حول أحد القضايا الرئيسية “والمبادئ التي تجمعنا معا تحت مظلة الأمم المتحدة في عالم متعدد الأطراف”.، وأضافت: “استخدام الفيتو اليوم يبرهن من جديد على أن روسيا مخطئة في إجراءاتها وخياراتها. فالتصويت يبرهن على أن روسيا لا ترغب أبدا في إحلال السلام ولا الدخول في حوار، ويجب أن نتحد وندين، بإصرار، هذا السلوك غير المقبول وندافع عن أوكرانيا وندعمها. لأننا بهذه الطريقة سندافع عن النظام العالمي المستند إلى القواعد والقانون الدولي. وسنواصل هذا النضال في الجمعية العامة”.
أما مندوبة بريطانيا الدائمة، فقالت إن الخطوة الروسية “تهدد آفاق السلام بشكل أكبر وتقوض مبادئ ومقاصد الأمم المتحدة وأضافت: “المناطق التي تدعي روسيا أنها ضمتها تمثل أكثر من 90 ألف كيلو متر مربع وهي أكبر عملية ضم لأراض أجنبية منذ الحرب العالمية الثانية. ما من حل وسط في هذا المضمار”.، وتابعت: “بصفتنا أعضاء في مجلس الأمن نتحمل مسؤولية صون السلم والأمن الدوليين وإعلاء ميثاق الأمم المتحدة، ويجب علينا إدانة أفعال روسيا”.

ووصفت مندوبتها لدى الأمم المتحدة، السفيرة لانا زكي نسيبة، ضم روسيا “لأربع مناطق” إلى الاتحاد الروسي بأنه “تطور خطير” في هذا النزاع، وقالت إن هذه الخطوة ستجعل عملية إيجاد حل سلمي أكثر صعوبة، “وتؤثر على سلامة أقاليم وسيادة واستقلال دولة عضو في الأمم المتحدة”. مؤكدة أن المسارات نحو التسوية السلمية لهذا النزاع تكمن في إيجاد حلول يشارك فيها الطرفان. وحثت روسيا وأوكرانيا على العودة إلى طاولة المفاوضات “سريعا ودون شروط مسبقة، و أن هذه الحرب طالت أكثر مما ينبغي وزهقت أرواحا أكثر مما ينبغي، مشددة على ضرورة المساعدة على خلق الظروف الملائمة للسلام، وأعربت السفيرة الإماراتية عن استعداد بلادها للعمل مع كافة أعضاء مجلس الأمن “لإيجاد وسائل للتعامل الفعال مع الأسباب الجذرية لهذا النزاع ودعم المسار الدبلوماسي”.
حيّا مندوب أوكرانيا الدائم لدى الأمم المتحدة، سيرجي كيسليتسا، أعضاء مجلس الأمن، مضيفا أنه يقرّ أيضا بوجود “ممثل روسيا الجالس في المقعد الدائم للاتحاد السوفيتي.”، وقال: “لقد علت يده الوحيدة لتعترض على مشروع القرار، وهو ما يشهد مجددا على عزل روسيا ومحاولتها اليائسة في إنكار الواقع.” ووصف ما حدث اليوم في موسكو، في إشارة إلى التوقيع على ضمّ المناطق الأوكرانية، بأنه مسرحية تهدف لإنكار ما هو واضح، وتابع يقول: “النظام الروسي المعتدي والمغامِر يسير باتجاه هزيمته الوشيكة.”

وأشار إلى أنه لن يعلّق على “أكاذيب” ليس لها علاقة بالواقع موضخا : “في الواقع حاول بوتين أن يستولي على مناطق لا يسيطر عليها عسكريا حتى على الأرض. وفي الواقع تواصل القوات الأوكرانية عملياتها لتحرير أراضينا.”، وكشف عن مقتل ما لا يقل عن 30 مدنيا وإصابة 88 بجراح في أعقاب القصف الروسي على زابوروجيا، واصفا ممارسات روسيا بالتطهيرية التي تتعمد قتل وتعذيب الأوكرانيين والضغط عليهم في الأراضي المحتلة، وأن أوكرانيا تمتلك كل الحق لتحرير أراضيها وأبناء جلدتها وستواصل فعل ذلك بصرف النظر عن كلمات روسيا أو أفعالها.”، وفيما يتعلق “بالاستفتاءات الصورية” قال إنها أوجه من الاعتداءات على دولة ذات سيادة وستتم محاسبة أي شخص انخرط في تنظيمها أو إجرائها، وأكد أن الإخفاق في تمرير مشروع القرار بسبب الفيتو الروسي “يقوّض صورة وسلطة الأمم المتحدة ككل – وهو أمر غير عادل ومؤسف، لأن مجلس الأمن ليس سوى ركيزة واحدة من هذه المنظمة، لكنه مكسور، ولحسن الحظ، هذه المنظمة لا يزال بإمكانها الاعتماد على ركائز أخرى تُظهر بشكل متزايد العزم على النهوض واستخدام إمكانياتها لأعلى درجة في خضم الوضع الذي آل إليه مجلس الأمن.” ووصف وجود روسيا في مجلس الأمن بالسرطان: “إن غياب العلاج الضروري حوّل روسيا إلى ورم سرطاني، في جسم مجلس الأمن، يجب إزالته قبل أن ينتشر في منظومة الأمم المتحدة بأسرها.”

من جانبه، قال السفير الفرنسي، نيكولا دوريفيير، الذي تترأس بلاده مجلس الأمن لشهر سبتمبر،: “إن المناطق التي ضمتها روسيا- تماما مثل القرم- تمثل جزءا لا يتجزأ من أوكرانيا وحدودها المعترف بها دوليا، مؤكدا أن “فرنسا لن تعترف أبدا بهذا الضم غير القانوني، ولا نتائج الاستفتاءات التي أجريت” مشيرا إلى إن هذه الخطوة تمثل “انتهاكا فادحا لسيادة واستقلال أقاليم أوكرانيا وكذلك لميثاق الأمم المتحدة.”، وأدان استخدام روسيا لحق النقض(الفيتو)، متهما روسيا بإساءة استخدام المسؤوليات التي أعطيت له كعضو دائم في مجلس الأمن.، وأعرب عن أسفه لعدم تمكن المجلس “من الحديث بصوت واحد للدفاع عن سيادة وسلامة أقاليم دولة عضو” في الأمم المتحدة.، وقال إن فرنسا ستستمر في الوقوف إلى جانب أوكرانيا من أجل “مواجهة العدوان الروسي والسماح لها باستعادة كامل سيادتها على كل أقاليمها

تاريخ الخبر: 2022-10-01 09:21:38
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 53%
الأهمية: 52%

آخر الأخبار حول العالم

رئيس الحكومة يستقبل المدير العام لمنظمة العمل الدولية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 21:26:05
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 65%

المغرب يتهم “أمنستي” بخدمة أجندات معادية لوحدته الترابية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 21:26:33
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 60%

منتخب مصر يطلب تأجيل مباراة غينيا بيساو بتصفيات المونديال

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 21:26:19
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 51%

منتخب مصر يطلب تأجيل مباراة غينيا بيساو بتصفيات المونديال

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 21:26:24
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 56%

المغرب يتهم “أمنستي” بخدمة أجندات معادية لوحدته الترابية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 21:26:27
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 50%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية